زاحم الكبار على العلامة الكبرى.. وقلب التشاؤم إلى تفاؤل
بعد 14 عاما النصر .. يدغدغ أحلام عشاقه بذهب "المحترفين"
بندر الرشود من الرياض - - 22/09/1429هـ
كانت النظرة تجاه مستقبل النصر في عام 2008 تشاؤمية من قبل عشاقه قبل أيام معدودة وخاصة بعد ظهوره المتواضع في منافسات "خليجي24" بيد أن تلك النظرة انقلبت إلى تفاؤلية بعد الظهور اللافت في الجولتين الأوليين في الدوري الممتاز، وصل بها الحال إلى دغدغة أحلامها بذهب طال انتظاره 14 عاما.
"الاقتصادية" استطلعت آراء النصراويين عن هذه النظرة التي جاءت بعد أن كسر النصر قاعدة سار عليها في السنوات الأربع الماضية والمتمثلة في البداية المتواضعة في بداية مشواره في مسابقة دوري المحترفين السعودي وذلك من خلال تحقيق انتصارين مهمين ومن أمام أندية مرشحة للدخول في صراع المنافسة على لقب دوري المحترفين الأول.
وفي هذا الشأن أوضح فهد الطخيم عضو شرف النادي وأمينه السابق، أن الفريق النصراوي ظهر بأفضل حالاته خلال اللقاءات السابقة وينتظر منه الكثير في الاستحقاقات المقبلة، وقال الطخيم: "النصر قدم نفسه بشكل جيد في اللقاءين السابقين أمام الأهلي والوحدة وكان نداً قوياً ونجح في إحراز انتصارات مهمة".
وأضاف " كان لكل منها طعم مختلف، ففي لقاء الأهلي قلب الطاولة على الأهلاويين وفرض أسلوبه داخل الملعب وعدل الكفة بعد أن تقدم الأهلي مع بداية المباراة فيما عاد من مكة بفوز ثمين على الوحدة ويدل ذلك على وجود عناصر جيدة في الفريق قادرة على إثبات كفاءتها وجدارتها بارتداء شعار الفريق وربما يعود الفضل في ذلك إلى الجهد الإداري الذي قامت به إدارة النادي طوال فترة الصيف من خلال إبرام عدد من التعاقدات كان لها الأثر الإيجابي على مستوى ونتائج الفريق في المباريات الماضية".
ورأى أن المهم حالياً هو مواصلة الفريق للعروض الإيجابية وجني النقاط التي ستقود النصر للمنافسة الحقيقية على لقب دوري المحترفين السعودي، وقال " الكل شاهد بداية النصر غير المطمئنة في بطولة الأندية الخليجية وربما تسرب إلى البعض بأن قدرات مدرب الفريق لا تتناسب مع إمكانات الفريق إلا أن النتائج الأخيرة المحققة في الدوري جعلت المدرب يكسب ثقة المسؤولين وأنصار الفريق، خصوصاً أن المدرب يرغب في تطبيق الطريقة الشاملة".
وعد الطريقة الفنية التي ينتهجها مدرب النصر فيما الأنسب قياسا على إمكانات وقدرات لاعبيه، وقال " يجب خلال الفترة الحالية التي تشهد فترة توقف ويتخللها عدد من المباريات الودية يجب استغلالها لتحضير الفريق للاستحقاقات المقبلة التي من خلالها سيتضح مسار الفريق في المنافسة علماً بأن النصر تجاوز مرحلة البداية بنجاح وهي المرحلة التي تشهد تذبذبا في مستوى الفرق، كل ما نتمناه للفريق الاستمرار على مواصلة عروضه الجيدة المتزامنة بالنتائج الإيجابية".
من جانبه، تحدث المدرب الوطني علي كميخ عن النصر بقوله: "إدارة النصر عملت خلال الموسمين السابقين بشكل إيجابي وتبين ذلك من خلال حرصها على تغذية الفريق بانتدابات أجنبية وخارجية".
ورأى أن اللجنة الفنية المختصة بالتعاقد مع اللاعبين التي يقودها الأمير فيصل بن تركي بن ناصر وفقت في الحصول على خدمات عدد من اللاعبين المميزين، يأتي في مقدمتهم يوسف الموينع الذي أعتبره مكسبا للنصر إلى جانب فهد الزهراني، وقال "هما من أفضل اللاعبين الذين تم التعاقد معهم بالإضافة إلى أحمد الحضرمي الذي ننتظر ظهوره في خريطة الفريق".
ورغم اعتباره تحقيق النصر انتصارين مهمين في مستهل مباريات الموسم مؤشرا إيجابيا، إلا أنه رأى أن النصر مازال بحاجة إلى عمل كبير ليصل للمرحلة المرجوة وهي المنافسة على لقب البطولة، وقال" صحيح أن تحقيق الفريق انتصارين مهمين في مستهل مباريات في الموسم يعتبر مؤشرا إيجابيا خصوصاً أنه تحصل عليه من فريقين قويين ومنافسين إلا أن الفريق مازال بحاجة إلى استقرار من حيث التشكيلة فمازال مدرب الفريق السيد رادان الذي ينتظر أن يضيف للفريق الفكر الأوروبي غير مستقر على عناصر محددة خصوصاً في المناطق الخلفية".
ونصح كميخ الكرواتي رادان بالاستقرار على عناصر معينة من أجل إيجاد انسجام بينهم، وأضاف " من الأفضل كذلك أن يعود البحري للعب في العمق الدفاعي على أن تترك الفرصة للظهيرين الشابين ماجد هزازي وإبراهيم شراحيلي فرصة إثبات الكفاءة في الظهير الأيمن من خلال المباريات التي لعبها النصر".
وأعرب عن اعتقاده بأن الطريقة الفنية الأفضل للنصر هي 4/4/2 والابتعاد عن الطريقة 4/5/1 التي أكد أنها لا تخدم الفريق.
وشرح كميخ الأداء الفني الذي قدمه النصر خلال المباراتين الماضيتين، وقال " نستطيع أن نقسم مباراتي النصر السابقتين إلى أجزاء حيث نشط النصر أمام الأهلي في الشوط الثاني وكان مميزا في الحصة الأولى أمام الوحدة فيما اختفى في بقية الأشواط والفريق الذي يرغب في المنافسة لا بد أن يؤتي حسب وتيرة محددة وألا يتأثر عطاؤه خلال فترات المباراة وهناك شيء مهم وهو فترة التوقف ربما ترمي بظلالها على الفرق المتفوقة من حيث تحقيق النتائج بما فيها النصر لأنها ستمنح الفرق الأخرى فرصة لالتقاط الأنفاس فيما ستخمد فورة الفرق المنتصرة، باختصار البداية كانت قوية للنصر ويعود ذلك للتحضير الجيد والمعسكر الخارجي الذي كان له دور كبير في ذلك ولكن يجب العمل على معالجة الأخطاء ومضاعفة الجهد ليبقى الفريق في دوامة الانتصارات".
أما لاعب الفريق السابق إبراهيم العيسى فقال: "تغيير كبير طرأ على الفريق في هذا الموسم بدليل حصد ست نقاط مهمة في بداية المشوار وهذا هو المهم".
وأضاف "دوري المحترفين لا يعترف إلا بالنقاط بغض النظر عن الأداء داخل الملعب فربما يؤدي الفريق ولا يحقق نتيجة فيذهب ذلك الجهد دون فائدة ولكن في حال اقترن الأداء بالنتيجة فهو أمر جيد ورائع".
ورأى أن النصر قدم أمام الأهلي أداء ممتعا لم يتأثر بالتأخر بالنتيجة وزحف إلى المناطق الأمامية وحقق الفوز، وقال " النصر استطاع كذلك تحقيق فوز مهم على الوحدة رغم أن عامل الوقت بين اللقاءين لم يكن طويلا بالنسبة للفريق".
وأشار إلى أن رادان وفق في اختيار عناصر فريقه بشكل كبير، لكنه رأى أن عملية التجانس والانسجام ما زالت مفقودة في ظل عدم الثبات على تشكيلة محددة، وقال" ليس من المعقول أن يتم تغير ثلاثة عناصر وأكثر بين لقاء وآخر وهو ما يحدث في الفريق وتحديداً في الخط الخلفي ويجب حسم ذلك الأمر والاستقرار على طريقة محددة".
ورأى أن الفرق الأقرب للمنافسة على البطولة هي النصر والهلال والاتحاد والأهلي والشباب، وأضاف " لذلك يجب على الفريق النصراوي عدم التفريط في أي نقطة وخصوصاً من الفرق الأخرى ولكن لا يعني ذلك الدخول للمباريات المقبلة بثقة مفرطة ربما تكون نتائجها عكسية على الفريق".
واعتبر فترة التوقف فرصة لمدرب النصر لتقييم وضع فريقه في الاستحقاقات السابقة ومراجعة الأخطاء التي وقع فيها من أجل تلافيها، وقال "مازال النصر في بداية الدوري وهناك مفاجآت ستكون حاضرة ويجب على النصر أن يحرص ألا يكون بعيداً عن تلك المفاجآت وأعتقد أن لقاءاته الثلاثة المقبلة ستبين شخصية الفريق ومدى قدرته على المنافسة الحقيقية على لقب المسابقة".