القرقيعان في منطقة الخليج.. قارىء:هل تتبناها المؤسسات التعليمية؟
--------------------------------------------------------------------------------
عزيزي رئيس التحرير
اورد الاخ احمد السلطان مقالا تحت عنوان (كيف نبني حضارة وانتم تشوهون تقاليدنا) في العدد رقم 12174 بتاريخ السبت 22 من رمضان 1427هـ يذكر فيه ان عادة القرقيعان عادة جميلة وليست بدعة وكان هذا الموضوع من الموضوعات التي شغلت بعض الاذهان في جدل عقيم لا طائل منه سوى الزج في اتون المشكلات واللت والعجن في كلام المتغيرات والتحولات التي لا ترقى لمستوى التجمع الكلامي فيه ولا احد ضحية في ذلك غير الاطفال المساكين المستلبة ابتسامتهم المشرقة وتجمعاتهم الجميلة الهادئة. والتقاليد المليئة صلات الرحم وتفقد لاحوال الغير وانتظار اكثر من رائع لهذا الموسم البهيج بفرحة وسعادة من قبل الاطفال وما ينتظرهم من عطاء وتجدد في كل سنة وفي كل ظرف ناسين الاطفال النمط الكذائي الذين تعودوا عليه من كل جهة ومسار بما في ذلك الكف عن مشاهدة التلفاز في هذه الساعات القليلة اعتمال الرياضة والحركة مع مثلهم في السن والمرحلة ولا يعني اللفظ في ذلك شيء في اطلاق مفهوم هذه العادة من الناحية العملية والتطبيقية والاستفادة منه في احيائها وابقائها بما يناسب وكل جهة معنية بذلك. فاذا رجعنا الى احد معانيها من انها ترجع الى استخدام الاطفال في الماضي بعض الاواني المنزلية للقرع او نوع من السلال الكبيرة المصنوعة من سعف النخيل يضع الاطفال بها المكسرات والحلوى او يرى بعضهم ان الاصل يرجع الى معنى قرة العين. وقيل بشأن (القرقيعان) انه صوت المكسرات مختلطة بالحلويات يشبه (القرقعة) ـ أ هـ مجلة شمس عدد 272 بتاريخ الاحد 16-9/1427بتصرف ـ وايا كان الاصل في التسمية فالراجح ربما ما يتعلق بقرة العين اذ بداية الشهر فرحة بالتبريك وقرة العين والانتهاء منه فرحة بالعيد وقرة العين فيكون في الوسط بحجة الطرفين فرحة بقرة العين بوصول الصيام او الصوم الى خمسة عشر يوما.. ولا ادري لماذا لم يضف الى ذلك قرع الابواب او الشبابيك ايذانا واستئذانا بقرب الحدث الموجود.. ولان التسميات الاخرى صنعها الحدث الفاعل فيها فهي وظيفة للعضو وليست هي الصانعة له وكذلك كانت آتية بعد الحدث المذكور وهناك مناسبة ربما تندرج ضمن هذا الاطار داخل المنظومة الفكرية والعقيدية وهي الاحتفاء بولادة السبط لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم الامام الحسن بن الامام علي بن ابي طالب كرم الله تعالى وجهيهما حيث ولد في منتصف هذا الشهر الكريم سنة 3 للهجرة. والقرقيعان بظروفه وطقوسه عبر عنه الاخ احمد السلطان بالعادة الجميلة تضيف على الاهل لونا من الفرحة والبسمة والشعور المانع والمتجدد بالحياة الرائعة والذي يتابع مسيرة الاطفال من بيت الى بيت وهم يقرعون الابواب بأهازيجهم المألوفة والمبهجة يدرك انها مشبعة بالعفوية والبساطة ومليئة بالدعاء والمحبة والتسامح واتصال بروحانية وعطاء هذا الشهر المبارك. وقد ذكرت مجلة شمس في عددها 727 بتاريخ الاحد 16/9/1427 تحت عنوان (القرقيعان فرحة الصغار بالشهر الكريم) اعتاد اهل الساحل الشرقي ومنذ سنوات بعيدة الاحتفال بما يسمى القرقيعان الذي يتزامن مع منتصف شهر رمضان الكريم وقد اختلفت طرق الاحتفال باختلاف العصور والازمنة ولم يتخلف سكان الساحل الشرقي سنة واحدة عن الاحتفال به الذي يبدأ من بعد افطار الـ 15 باهازيج يرددها الاطفال داخل الحارات القديمة او الفريج.. وقد يتطور الامر لنتأمل له التحول الى مهرجان رسمي او شعبي بمشاركة الجميع كما دعا اليه الكاتب خليل الفزيع في عدد اليوم 12171 بتاريخ الاربعاء 19/9/1427تحت عنوان (مهرجان القرقيعان.. يوم للفرح الطفولي) والى حراك ثقافي وعاطفي بحيث توزع الهدايا والعطايا على المحتاجين وزيارة المرضى على اسرتهم البيضاء ويقدمون لهم نوعا من الحماس والتشجيع قبل الجوائز والحوافز العينية ليتمكنوا ـ المرضى ـ من الاندماج و الانخراط في الحياة العملية الحالية وليكن الاحتفال فكريا وثقافيا واجتماعيا وان يكون ايضا صادقا محببا الى القلوب من قبل المعنيين بذلك ونكون قد احتفلنا به صغارا وكبارا كل حسب طاقته وطريقته.. اما عن جدوى ابتداعه او تبديعه وجعله حسب الفتوى بدعة فكان مدفوعا بشروط اوجدت هذا الحكم فقد ذكر الشيخ احمد العييري امام مسجد احمد بن حنبل بالدمام (لكن المسألة اخذت ابعادا اخرى مثل سهر الشباب الى الفجر وتوزيع المال لغير المستحقين وفي بعض الاحيان تنظم الاحتفالات الراقصة التي قد تتخللها منكرات، ولهذه الاسباب بدأت اللجنة الدائمة للدعوة والافتاء بالسؤال والتحقق منه وعن حكاياته واصوله حتى اصدرت فتوى رسمية عن القرقيعان بانه من البدع) انتهى، شمس العدد المذكور انفا ولعمري ان الاسباب المذكورة مشتركة قد تكون في اي احتفال او منشأ مناسبة اخرى ولا يوجد ماهو منوط بفرحة الاطفال وسهر الشباب فهاهم يسهرون في اي مكان كانوا ودون اي مناسبة تحتويهم او تضمهم اما المال الذي يصل الى جيوب الاطفال فهو بعنوان ان الهبة او الهوية فما الضير في ذلك او ما الضرر المترتب عليه اذا كان المعطى يهبه بحسن نية ويتقبله المتلقي بعاطفة ومحبة اكبر فيستفيد منه المحتاج المنخرط في تجمعهم وغير المحتاج فلا يكن هناك مندوحة في الظن او اقحام الافكار والايديولوجيات بالثوابت فالاصل او الثوابت بدليل وحجة او مناط بالعادة والاستحسان وحاجة الظرف اليه فلا يعدو الامر غير فرحة وبهجة يحظى بها الاطفال بنصيب الاسد. فياليت تتم معالجة الاسباب والتنويه عنها من باب تلازم النصائح والتلاحم. ولنكن مع ما ذكره الفزيع في ذيل المقالة الانفة الذكر وحبذا لو سارعت المؤسسات التعليمية والتربوية والترفيهية الى تبني احياء هذه العادة والاستفادة منها في اشاعة الفرح بين الاطفال الذين اصبحوا يدفعون ضريبة غياب هذا الفرح من حياتهم في ظل الايقاع السريع لحياة تفتقر احيانا لمعظم مظاهر الفرح. وكل قرقيعان واطفالنا بخير.
واصل عبدالله البوخضر ـ الاحساء
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12179&P=10