الرسائل قد تكون بداية للانحراف
--------------------------------------------------------------------
اطلعت على التقرير الذي نشرته "الوطن" بتاريخ 15 رمضان 1427هـ في العدد رقم 2199 تحت عنوان "رسائل الطالبات تعبير عن انفعالات طبيعية في مرحلة المراهقة" وشارك في التقرير عدد من المعلمات والتربويات والمرشدات والاختصاصيات الاجتماعيات.
وقد تفاوتت الآراء حول استفحال أمر الرسائل التي تعدها الطالبات لمعلماتهن وكيفية معالجتهن والدوافع التي جعلت بعض الطالبات يقدمن على كتابتهن، فالبعض من المتخصصات قال إن ذلك عائد لنقص الوازع الديني وأخريات يقلن بأن تعالي المعلمات وتسلطهن وغيابهن المتكرر وراء شيوع مثل هذه الظاهرة.. كما ذهبت إحدى المشاركات المتخصصات في علم الاجتماع إلى أن هذا يجري تحت وطأة النمو الانفعالي والتمرد العصياني لدى المراهقين ذكوراً وإناثاً بينما كانت بعض الآراء تميل إلى خطر ثقافة الفضائيات وضرورة كسب هذا الجانب من قبل المعلمات لاحتضان الطالبات ومعرفة مشاكلهن وماذا يدور في أذهانهن واحتواء أي ميول قد لا يتناسب معهن. وهنا أود أن أضيف أن التقرير قد حمل عبارات مثل (كلمات الحب والقصائد الشعرية والتحدث عن الشياكة والجمال) وأجمعت المشاركات (على أن ما يحدث هو ظاهرة مرحلية ورفض اعتبارها انحرافاً سلوكياً) وما دمنا نفتح مثل هذه المواضيع الساخنة فإن العقل والمنطق يقول إن الممارسات الخاطئة تحدث من *****ين باعتبار أنها صدرت بشكل غير مقصود أو باستدراج عقلية صاحبها من قبل جلساء السوء أو من نتائج بعض الفضائيات أو من الممارسات الخاطئة لاستخدام الإنترنت ولكن إذا ارتقت هذه الممارسات وأصبحت "ظاهرة" فإن الواجب معرفة مسبباتها وتكثيف الجهود لإبرازها في المحاضن التعليمية لعمل الخطط اللازمة لمعالجتها بالطرق التربوية الصحيحة ووفقاً لما يتفق مع المبادئ الإسلامية الصحيحة وهذا هو الأهم.. لأن هذه الظاهرة (رسائل الطالبات) قد تكون صادرة من إنسانة تكتب لمن هو خارج أسوار المنزل أو المدرسة ولربما تراسل عبر الإنترنت أو عبر المهاتفات التلفونية.. إلخ، إذا ليس كل الطالبات ذات تفكير واحد.. فالانحراف السلوكي إذا امتد إلى المحاضن التربوية فإنه أشبه ما يكون "بالتفاحة الفاسدة" التي ستصيب جميع التفاحات بنفس الداء.. وأخيراً فإن جميع الطلاب والطالبات المراهقين منهم والمراهقات الأصل فيهم "الاستقامة والسلوك الحسن" ويبقى دور الوزارة وفروعها التحرك السريع تجاه معالجة مثل هذه الظاهرة الخطيرة والغريبة.. لأن المراسلات (لطالب أو طالبة في بداية مراهقته) توضح سرعة القبول لأي متغيرات سلبية كانت أم إيجابية ونأمل ألا تختزل عقول أبنائنا وبناتنا إلا ما يعود عليهم بالنفع والفائدة. ولاشك أن تفاعل وزارة التربية والتعليم وسرعة تحركها سيعالج هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر السلبية التي لا تليق بالحركة التعليمية في بلاد أسست على كلمة التوحيد وشهدت مولد أطهر الخلق وصاحب الدعوة للعلم ونشر القيم الإنسانية الخالدة.
بندر بن عبدالله آل مفرح
http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-10-18/readers.htm