السخرية من لغة ابن التربية والتعليم!
--------------------------------------------------------------------------------
عبدالرحيم محمد الميرابي
قبل أن نخوض في موضوع اليوم، أود أولا مخاطبة القراء الذين بعثوا عبر الإيميل يطلبون نشر ملاحظاتهم المتعلقة بالشأن الصحي في جازان وبعض مناطق المملكة، بأنني أعدهم بنشرها بعد أن أنقلها إلى المسؤولين المعنيين بالأمر، ثم لا مانع من نشر وجهتي النظر معا، وحول المقال السابق، أفيد من استفسر من الزملاء: أن الدكتور إبراهيم ولي حكمي ليس معنيا به، في الوقت الذي يهمني فيه نقـد السلوك لا نقـد الأسماء.نعود إلى موضوعنا، حيث قرر الطالب فصيح ابن العم عبد الحكيم ألا يتحدث إلى زملائه ومعلميه بغير العربية الفصحى، لكنه ما إن بدأ يتحدث إليهم حتى فطسوا من الضحك، حيث رد أحدهم قائلا: (يا رجال خل عنك الهرج عسى وين انت عايش فيه) وقال آخر: (يبويا كلمنا زي الناس بلاشي بهلله) وقال ثالث: "هيا تسمعوا لمفصيح ذا ما هو قاعد يقول".أحس فصيح بالحرج، لكنه رد عليهم: ويحكم أيها الحمقى أتسخرون مني أم من لغة القرآن لغة أهل الجنة؟! ثم تركهم وذهب لاستضافة جيرانه في منزله الجديد فخاطبهم قائلا: هلا ولجتم لتناول طعام الوكيرة يا صحب، فإذا بهم يتضاحكون، ثم رد أحدهم بالفصحى ساخرًا: ما دهاك اليوم يا فصيح، لم تعد فصيحا الذي نعرفه، أأصاب لبك مكروه لا سمح الله؟ ثم جلجل آخر ضاحكا: هه هه هه، كلا يا قوم، إن ابن عم أصابته الحمى، فرد عليهم فصيح باللهجة العامية يائسا: (هيا فارقوا بس بلا ابن عم بلا جدتي) فردوا عليه جميعا بصوت واحـد: الآن أنت فصيح.عاد فصيح إلى أبيه شاكيا، وا أبتاه.. رد أبوه: وا مصيبتاه.. قال فصيح: بل وا فضيحتاه.. لقد فشلت يا أبتي، قـال أبوه: لا عليك، سأدلك على قوم يفهمون لغتك.. اذهب إلى أساتذة الجامعات، فإن سخروا منك، فاذهب إلى باعة الفاكهة والخضراوات، كلا..كلا، بل اذهب إلى باعة السمك، كـلا.. كـلا ، بل.. فيرد فصيح: كـفى يا أبتي، لقد كـلكـلـتـني حتى كللت، فيقول أبو الحـِكم: كلا، بل أقترح عليك أن تذهب إلى باعة المفروشات.. وهناك قال فصيح للبائع: أريد زرابي، فرد عليه: ماذا..ماذا؟! قال: الذي سمعت، قال البائع: يبدو أنك فارسي، قال فصيح: كلا، بل عربي قح، قال البائع: لكنني لم أر قحّـاً فعل فعلتك، قال فصيح: صه، أو لأرفعن الأمر إلى وزارة التربية وتعليم اللغة، فرد البائع: (ارفع زي ما تشتي، بس خلصنا قل ويش عندك يا ولد) قال فصيح: أريد (موكيت) قال البائع: طيب ليش ما تتكلم عربي من أول؟يعود فصيح إلى أبيه ثانية.. أبي: إلى أي بلد عربي أذهب لأتحدث العربية باللغة العربية؟.. ثم أخذ يتمتم: أتوقع لو أوقف المصححون اللغويون العاملون في الصحف نشر أي خبر أو مقال أو إعلان به أخطاء لغوية لصدرت الصحف العربية بيضاء تـسر الناظرين.
http://www.alwatan.com.sa/news/write...6279&R****=215