غزة… والعار الأكبر! الشيخ الدكتور محمد العوضي
كتبها في 13 يناير 2009
أليس من العار أن تطبخ المرأة الفلسطينية في (غزة) على الحطب المنتزع من أطراف أبواب الغرف! بينما تطبخ المرأة الصهيونية على الغاز العربي!!
أليس من العار أن تفتح السفارات والمكاتب التجارية للكيان الصهيوني في بلاد العرب وتمتنع هذه الدول ذاتها- لا أقول عن فتح مكاتب للمقاومة -
بل ترفض استقبال رموز المقاومة حتى للتحاور معها لأنها أصلا ترفض الاعتراف بها!! أليس من أكبر العار ان تمنع وتؤخر دخول المعونات الطبية والغذائية والإغاثية لمن تصب على رؤوسهم النيران الاسرائيلية ويمنعون من كل مقومات الحياة،
بينما تفتح كثير من العواصم العربية أبوابها لاستقبال وحوش الاقتصاد الاميركي والاوروبي المنهار لينهب المخزون الملياري من أموال الشعوب المكدسة في خزائن عواصمنا العربية لانقاذ اقتصادهم الملعون!! سلسلة مواقف العار العربي لن تنتهي…
ومع ذلك فالعاقل المراقب وكل من يتمتع بسرعة البديهة يدرك أن أنظمتنا العربية ليست سواء في موقفها مما يحصل لغزة من عدوان تجاوز الوحشية والهمجية في فرم اللحم الآدمي، وعشق مشهد تناثر أشلاء الإنسان… طفلا كان… أو امرأة… أو شيخاً.
في كل بلد نزلت به للمشاركة في فعاليات مناصرة (غزة) أحسست وكأن الشعب أجمعه قد ولد في فلسطين… هكذا حصل في قطر وفي البحرين وهذا ما نشاهده على الشاشات المتلفزة وهذا ما لاحظته في الكويت حيث للمرة الأولى في حياتي توجه لي باليوم الدعوات العديدة من جهات متنوعة للمشاركة في فعالية من أجل اغاثة غزة.
إلا اني وجدت في مملكة البحرين تحركاً سياسيا لافتا من أجل القضية الفلسطينية - وغزة على وجه أخص - ولقد جاء التحرك والمبادرة عكسيا أي من السلطة السياسية أولا ثم انعكس على الشارع ثانيا.
شاركت الجمعة الماضية في حملة (البحرين وغزة… وفاء وعزة) لن أتكلم عن نجاح الحملة التي تعاونت جهات عديدة في انجاحها، فالتلفزيون من الساعة الواحدة ظهرا الى الثامنة ليلا يجمع التبرعات ويستقبل الضيوف وينقل على الهواء مباشرة حركة الكاميرا المتواجدة في أماكن متفرقة من البحرين من أجل هذه الحملة،
كما اني لن أتكلم عن المهرجان التضامني الذي بدأ الساعة السابعة والنصف وانتهى في العاشرة والنصف ليلا في استاد نادي المحرق الرياضي الذي لم يحتمل العدد الهائل على مدرجاته فنزل الناس على أرض الملعب يتابعون ويهتفون ويتبرعون…
لكني سأتكلم عن السياسة العامة لمملكة البحرين من باب احقاق الحق والمقارنة بين مواقف الأنظمة العربية تجاه غزة، ولأننا يجب ألا نكتفي بالنقد وانما نقول لمن يحسن أحسنت ونشد على يده وندعو الآخرين بمحاكاته،
ولأبدأ بمبادرات ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، فقد بادر بكفالة آلاف الأيتام في غزة، وبادر الملك في علاج النائب في المجلس التشريعي أم نضال (خنساء فلسطين) التي فقدت خمسة من أولادها، وملك البحرين صاحب المبادرة والشفاعة لحجاج غزة،
فكان له أجر شرف المحاولة، والبحرين صاحبة المبادرة الأولى على الجميع في التكفل بعلاج مرضى قطاع غزة في مستشفياتها قبل الاجتياح الاخير بشهر.
والبحرين استقبلت ملكا وشعبا رئيس ووفد المكتب السياسي لحماس (خالد مشعل) في وقت جبن فيه الآخرون. ومن ينسى نواب شعب البحرين ولجانها الخيرية…
كسروا الحصار ودخلوا من معبر (رفح) وعلقوا في غزة ورفضوا بكل اباء الخروج من أي معبر اسرائيلي الى ان اجبروا الجميع على الاستجابة لارادتهم.
البحرين انسجمت مع قيادتها فانتفضت عن بكرة أبيها في مسيرات واعتصامات جابت شوارع المنامة والمحرق ومدينة حمد وعيسى والرفاع وغيرها…
وضربت المثل بالبحرين لانها من أصغر الدول العربية مساحة جغرافية ومن حيث عدد السكان ومن حيث الامكانات الاقتصادية، ولكن على صعيد موقفها من غزة كانت في المقدمة، بينما هناك عواصم ودول شبه قارات في مساحتها وتملك الثروات، ولها تاريخ ولكن كانت مواقفها من كارثة غزة…
عارا في جبين أنظمتها لن ينساه التاريخ!
رد مع اقتباس
