[align=justify]الحب:ـ
جاء في لسان العرب :
الحب : بقيض البغض ، والحب : الوداد والمحبة ، والحب بالكسر وحكي عن ( خالد بن نضلة ) : ما هذا الحبُّ الطَّارقٌ ؟
وأحبّهُ فهو مِحِّب ، وهو محبوب ، على قياس هذا الأكثر ، وقد قِيلَ مُحَب! على القياس .
والاستِحبَابُ كالاستِحسَانِ .
و المحبّة أيضا : اسم للحب
وقال الإمام ( ابن القيم الجوزية ) في كتابه :
( روضة المحبين ونزهة المشتاقين ) :
للحب أسماء تقترب من الستين ... وذكر منها :
( المحبة / العلاقة / الهوى / الصّبوة / الصِّبابة / الشغف / الوجد / الجوى / الشوق / الغمرات / الحُرق / الشهد / اللهف / اللوعة / الفتون / الجنون / الود / الغرام / الهيام / الوله / ......... الخ )
وجاء عن العشق في لسان العرب أيضا :
العِشُّقُ : فرط الحب وقيل : هو عُجْبُ المحبّ بالمحبوبِ وقيل : التَّعشُّقُ : تَكلُّفُ العِشْقِ ، وقيل : العِشْقُ الاسم والعَشِقُ المصدر .
والعَشَقُ : لزوم للشيء لا يفارقه ولذلك قيل للكَلِفِ عاشق للزومه هواه .
وسئل ( أبو العباس أحمد بن يحي ) عن الحب والعشق أيهما أحمد فقال : الحب لأن العِشق فيه إفراط ، وسمي العاشق عاشقا لأنه يذبل من شدة الهوى كما تذهب العشقة إذا قٌطعت ، و العشقة : شجرة تخضر ثم تدق وتصفر عن الزجاج ، وزعم أن اشتقاق العاشق منه ، وقيل إنها شجرة اللبْلاب .
و يقول الفرد دي موسيه ::ـ
ــ{ الحب هو أن يعطي الإنسان نفسه لآخر جسماً وروحاً ، وبعبارة أصح فهو يجعل من اثنين مخلوقاً واحداً قادراً على التنزه تحت الشمس وفي الهواء الطلق وسط المزارع والحقول بجسد واحد له أربعة أذرع و رأسان وقلبان .. الحب هو الإيمان ، بل هو دين السعادة في هذه الحياة الدنيا فهو مثل نور يبيد ظلام قبّة هذا الهيكل الذي نسميه العالم }ــ
و أنا ( صادق الإحساس ) أقول بهذا القول من وجهة نظري الشخصية !!
ويقول هيجو :ـ
ـ{ إن النفس التي تحب وتشقى .. لهي في أسمى حالات السعادة في الحياة }ـ
ويقول الياس الزغبي :ـ
ـ{ هدية السماء للبشر الحب ، وهدية الحب للحب الصبر }ـ
ويقول طه حسين :ـ
ـ{ إن الحب لا يسام ولا يملّ ولا يعرف الفتور .. ولا بد أن تُلحّ في حبك حتى تظفر بمن تحب أو تفنى دونه }ـ
ويقول أفلاطون :ـ
ـ{ الحب إرادة جذّابة تجذب الجنسين وتجعل الاثنين واحدا! }ـ
أما أونيل فيقول :ـ
ـ{ الشباب والجمال والحب .. الشباب يدوم ساعة ، والجمال عمره كعمر الزهور ، أما الحب فذلك هو الجوهرة التي تومض إلى الأبد }ـ
ويقول يوسف السباعي :ـ
ـ{ الحب والجمال .. هما منبع الفيض والوحي والإلهام لكل فيلسوف وأديب وفنان }ـ
ويقول اندريه دي بلزاك :ـ
ـ{ إذا كان الجمال هو الذي يثير الحب ، فإن الحنان هو الذي يصون هذا الحب }ـ
ويقول فولتير :ـ
ـ{ يموت الإنسان مرتين .. الثانية عندما يكفّ عن التنفس ويُوارى في التراب .. أما الأولى فعندما يكفّ قلبه عن الخفقان للجمال والشعور بعاطفة الحب ! }ـ
أما ( ابن حزم الأندلسي ) فيقول :ـ
ـ{ الحب داء عياء ، وفيه الدواء منه على قدر المعاملة ، ومقام مستلذ وعلّة مشتهاة ، لا بودُ سليمها البرء ، ولا يتمنى عليلها الإفاقة .. يزيّن للمرء ما كان يأنفَ ، ويسهّل عليه ما كان يصعب عنده }ـ
هذا ما قاله العظماء في تعريفهم وعرفهم للحب والعشق .
و الهيام الرومانسي :ـ
هو أمر مقدس في الذاكرة البشرية وهو ذلك الهيام الذي يصيب أثنين ( رجلاً وامرأة ) ويحس الاثنان أن كلاً منهما قد خلقه الله من أجل الآخر وأن الحياة الزوجية بينهما لابد وأن تكون سعيدة للأبد .
أما الحب من طرف واحد :ـ
فأن ( علماء النفس ) يرون ( ذلك الحب وهميا موجه إلي طرف أخر قاسي وبارد المشاعر وبذالك يكون المحب قد أصبح ضحية بإرادته يتألم ويعاني ويهدر عواطفه من دون طائل ، إن تلك العلاقة الوهمية تؤدي إلي هدر احترام الذات وانعدام الثقة بالنفس وتحطم المعنويات والسعي إلي استدرار مشاعر الطرف الأخر في عملية تشبه التسول وإيجاد الأعذار لتصرفاته اللامبالاة .
كما أكد تقرير نشرته مجلة ( سايكولوجيست ) أو ( عالم النفس ) أن داء الحب يمكن أن يكون قاتلاً وأنه يجب أخذ هذا الأمر بجدية علي أنه تشخيص حقيقي للمشكلة ويعد ( فرانك تاليس ) المعالج النفسي في لندن أحد هؤلاء الذين يطالبون بزيادة الوعي بهذا الداء من خلال التقرير الذي نشرته المجلة قال إن الكثير يصابون باضطرابات نتيجة لوقوعهم في شباك الحب أو يعانون بسبب الحب من طرف واحد وعدم استجابة الطرف الآخر ، مما يؤدي إلي إقدام بعضهم علي محاولة الانتحار.. مشيرا إلي أن الدراسات التي تناولت حالة مرض الحب لا تزال قليلة .
وقد أعتبر ( الأطباء والحكماء العرب ) أن ( درجة العشق في الحب )هو نوع من المرض وهو : ( أنه شكل مفرط من أشكال المحبة وفي الوقت الذي ينظر فيه إلى الحب على أنه أسمى عاطفة يتحلى بها الإنسان فقد اعتبر العشق أنه عبارة عن حالة مرضية تحدث نتيجة للمغالاة الشديدة في الحب مما ينعكس ذلك بآثار سلبية على شخصية العاشق تظهر في اضطرابات جسمية فضلا عن الاضطرابات السلوكية والتي كثيرا ما تدفع الشخص المصاب لأن يرتكب تصرفات غير عقلانية ).
أما ( ابن سينا ) فذكر في ( أسباب مرض العشق ) : ( هذا مرض وسواسي شبيه بالمالينخوليا )( Melancholy ) يكون الإنسان قد جلبه إلى نفسه بتسليط فكرته على استحسان بعض الصور والشمايل التي له سواء أعانته على ذلك شهوته أم لم تعنه) .
و أجمل ( سبط المارديني ) في مخطوطته الطبية المسماة ( الرسالة الشهابية في الصناعة الطبية ) ( أعراض وعلامات مرض العشق ) قائلا :
( علامته ) : غور العينين وجفافهما إلا عند البكاء، وغلظ الجفن من كثرة السهر والأبخرة المتصاعدة إليه. ويعرف معشوقه بوضع اليد على نبضه وذكر أسماء وصفات فإذا اختلف النبض عرف أنه هو( أي المرض )
و( خلصوا في علاجه ) : على أن يتم تزويج العاشق من المعشوق ، ونصح العاشق وتعنيفه إن كان من العقلاء ، و إشغال العاشق ببعض العلوم العقلية ومجالس أهل الفضل ، و إفراغ المرة السوداء من الجسم والقضاء على مفاعلاتها السلبية في الجسد ، و الميل لتناول بعض الأغذية التي لها صفة التبريد والنوع في الأماكن الباردة والاغتسال بالماء البارد .
ولا ننسى مشاهير العرب من العشاق أمثال : ( مجنون ليلى ) و ( جميل بثينة ) وما كانت نهاية عشقهم !!؟
لهذا ( نصيحة ممن القلب ) فأن ( الحب من طرف واحد ) ومهما قيل عنه فهو بحق ليس صعب بقدر أنه (( قاسي ومؤلم للامحدود )) و دون فائدة منه وإلاّ لو كان هنالك ثمة فائدة لقلنا طالما هو صعب ومفيد فحليّ بنا أن نركب الصعب ، وأنا هنا يا سراب ليس لي بنقاش من لديه قناعة تامة ، فقد قيل قبلي وتعلمت أنا من الحياة أن لا أناقش صاحب القناعات المسبقة لأن القناعات لا تناقش بينما الآراء هي التي تناقش وتستحق النقاش !
لكن الموجز هو : أنه صعب ، صعب ، صعب !! والأصعب أن أقتنع أنه ممكنا !!
اتفقنا على صعوبة الحب من طرف واحد لكن ( ما هو الرأي ) في :ـ
أن عقل الطرف المحب لا يتقبل هذا السلوك من الطرف الأخر ويرفضه ويرفض الاستسلام لفكرة ( الحب من طرف واحد ) ويقنع نفسه ومن حوله أن الطرف الآخر واقع في غرامة بالفعل ولكنة يخشى لسبب أو لآخر أن يفصح عن حقيقة مشاعره .
الطامة الكبرى هي حين يصدق الطرف المحب ذلك المبرر الذي أختلقه لنفسه حتى أنه يصل إلى درجة أن يبرر كل تصرفات وردود أفعال الطرف الآخر السلبية ويجد لتلك التصرفات والسلوكيات الكثير من الأعذار بل في بعض الأحيان يهيئ لنفسه ومن حوله تلك التصرفات بصورة إيجابية وعلى العكس تماما من طبيعة الأشياء يتحول استقباله لكافة ردود أفعال الطرف الآخر الطاردة والسلبية إلى أفعال مشجعة وإيجابية .
في تلك الحالة المؤلمة يرفض القلب والعقل فكرة البعد والنسيان ويظل الطرف المحب يدور في دوائر مفرغة من المشاعر الواهية المختَلَقة و تنتهي هذه الحالة في كثير من الأحيان إما بكارثة حين يتغلب عقل الإنسان الواعي على قلبه المريض ويدرك حقيقة الأشياء وهنا يكون الصراع النفسي الداخلي أصعب أن يحتوى أو أن يقع في هوى طرف آخر يبادله حبا بحب ومشاعر بمشاعر وينتشله من غياهب ذلك الحب الكاذب إلى حب صادق ومنزه عن كل خلل وقصور
إن هذا هو أصعب حب حقاً و هو أن تكتشف أن الذي تهواه لا يبادلك نفس الشعور وترفض أن تصدق تلك الحقيقة الواضحة .
عزيزتي ... سراب
لعلي أكون أضفت شيئا مفيداً ، لكني بصدق خرجت بشعوريين أحدهما أني سعيد بالمشاركة في موضوع لسراب والآخر هو صعوبة هذا الكتابة في هذا الموضوع وجميع الموضوعات النفسية صعبة جدا !!
جداً صعب أن تكتب في أمور ربما تكون قد وقعت فيها يوما ما أو وقع فيها عزيز لك وكانت نهايته مؤلمة ، ولابد أن تكون أجواء تلك الظروف قد خيمت عليك وأن تحاول أن تكتب في مثل هذا الموضوع المزعج بحق وربما قد تستمر فترة ما في المستقبل .
أتمنى من الأعماق أن تقنعي نفسك بنفسك أو أن تجدي حل وباعتقادي هو زيارة أي طبيب نفساني ، صدقيني هو أمر جيد أن نذهب لهم حين احتياجنا لذلك ، وبصدق فأني أعرف أناس أعزة لي بل بعضهم أقارب لي ، قد كانت نتيجة نهايتهم الموت ولأسباب نفسية بحته ولم يذهبوا إلى أطباء أو مختصين وحتى أن أخرهم حاول الذهاب لكن للأسف قد فات الأوان للنفع من العلاج ، لهذا أتمنى عليك أن لا تضيع الفرصة مثلما فعلوا هم .
لكِ
ود و ورد
صادق الإحساس[/align]