معلمات مع وقف التنفيذ !
أمل زاهد
رغم أن مدة خدمتهن تتراوح ما بين السبعة أعوام والخمسة عشر عاما ، إلا أن معلمات الكبيرات لا يزلن على عقود بند محو الأمية دون تثبيت ، محرومات من التقاعد ومن الأمن الوظيفي ومن كافة الامتيازات التي تنالها غيرهن من المعلمات ! ولأن مصائرهن على كف التثيبت أو إنهاء الخدمة ، تنتابهن مشاعر ممضة من الإحساس بالظلم والقهر وعدم التقدير المعنوي والمادي ، ناهيك طبعا عن الخوف والقلق من عدم تجديد العقود الذي يتكرر مع بداية كل عام دراسي ! لك أن تتخيل عزيزي القاريء عزيزتي القارئة ما معنى أن تعمل لمدة خمس عشرة سنة وتستنزف جهودك وطاقتك ثم يكون نصيبك النكران وعدم التثبيت !
رغم ضآلة المرتب الذي بدأ بـ 1500 ريال ثم ارتفع إلى 3300 ريال بعد الزيادات، ومع أنه لم تصرف لهن مكآفآت الإجازات إلا من سنتين فقط ، إلا أن هؤلاء المجاهدات صامدات في مواقعهن يتنازعهن الخوف والرجاء والأمل واليأس ، بعد أن قدمن شكاواهن مرارا وتكرارا دون نتيجة تذكر !
تضطرهن الحاجة -وفيهن اليتيمات والأرامل والمطلقات - إلى الرضوخ والقبول بالذل وانتهاك الحقوق وعدم الاعتراف بثمرة الجهود ! ورغم أنهن يعشن وأسرهن من عملهن ، إلا أن رواتب الإجازات لا تصرف لهن في وقتها ، ولا يتقاضين مستحقاتهن إلا بعد شهرين من مباشرتهن للعمل !أي إنهن يصارعن إلحاح الضروريات ونداء الحاجة لحوالي خمسة شهور كاملة دون صرف رواتب ! ومهما بلغت مدة خدمتهن من الزمن عتيا إلا أنه لا تحسب لهن إلا ثلاث سنوات عند التقديم لوزارة العمل ، ناهيك عن عدم الاعتراف بشهادات الحاسب الآلي بعد مرور خمس سنوات ، فيدفعن المبالغ مرة أخرى لنيلها من جديد ! ماسبق غيض من فيض معاناة معلمات الكبيرات ، جميعهن يعانين من القهر وهضم الحقوق وضياعها بين ثلاث وزارات هي وزارة التعليم ووزارة الخدمة المدنية ووزارة المالية ! وكانت وزارة الخدمة المدنية قد أصدرت تعميما، بناء على الأمر الملكي السامي رقم 8422/م ب بتاريخ 25/6/ 1426، لكافة الأجهزة الحكومية يقضي بتثبيت المتعاقد معهم على الوظائف المؤقتة ، ورغم ذلك لم يتحرك في قضية المعلمات شيء !
لا تزال نسبة الأمية 13 % في المملكة ، ولا تزال الضرورة قائمة ليس فقط لمحو الأمية الأبجدية ولكن لمحو الأمية الحضارية وتغيير النظرة المجتعية غير الجدية لتعليم الكبيرات ، مما يوجب سرعة منحهن التقدير المعنوي والمادي. ويعتبر منسق برامج محو الأمية وتعليم الكبار في المنظمة العربية للتربية والتعليم ( الكسو ) الدكتور يحيى الصايدي تعليم الكبار قضية أمن وطني لارتباطها بتفشي الفقر ، أفلا تستحق قضية الأمن الوطني جهدا مضاعفا
جريدة الوطن السعودية :: أمل زاهد::معلمات مع وقف التنفيذ !