وزراء التربية العرب يقرون وضع إستراتيجية للموهبة ويعلنون بيان الرياض اليوم
--------------------------------------------------------------------------------
الرياض: موسى بن مروي
قرر وزراء التربية والتعليم العرب خلال اليوم الأول لمؤتمرهم بالرياض الذي يختتم أعماله مساء اليوم ببيان الرياض، وضع إستراتيجية عربية للموهبة والإبداع وتكليف المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بإعدادها ووضع خطة تنفيذية للاستفادة من هذه الإستراتيجية في الخطط الوطنية للدول العربية.
كما اتفق وزراء التربية على تطوير الخطط الوطنية العربية لرعاية الموهوبين الحالية وإنشاء قاعدة بيانات عربية للموهبة والإبداع لتسهيل تبادل الخبرات العربية والدولية، وتحديد الكفايات المهنية لمعلمي الموهوبين، وقيام وزارات التربية والتعليم بوضع آليات ومقاييس حديثة لاكتشاف الموهوبين في مختلف المجالات.
ودعا المؤتمر الوزاري الدول العربية إلى استثمار وسائل الإعلام لما يخدم التربية وتوعية الأسر والأمهات بشكل خاص لرعاية الموهبة والإبداع، وفي هذا الإطار انتقد رئيس لجنة الخبراء بالمؤتمر الدكتور خالد السبتي الدور السلبي لبعض وسائل الإعلام ورعايتهم للفنانين والفنانات على حساب رعاية الموهوبين والموهوبات.
وكان وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله بن صالح العبيد افتتح صباح أمس في الرياض أعمال المؤتمر السادس لوزراء التربية والتعليم في البلاد العربية.
وفي كلمته أكد العبيد على أن المدرسة ما زالت هي طريق الأمم إلى المستقبل، إلا أنها خلال العقود القليلة الماضية لم تعد تلك القوة التي ترسم هذا الطريق، حيث شاركتها قوى أخرى سياسية واجتماعية واقتصادية وإعلامية اعتمدت على مستجدات العصر, وبقدر أخذها بها وحسن استخدامها لها كان تأثيرها على واقع التربية والتعليم, وعلى رأس هذه المستجدات التي اختصرت الزمن وقللت الثمن ثورة المعلومات والاتصالات التي دخلت كل مجال وأصبحت مجال السباق والسجال طاوية صفحات الحمام الزاجل , والبريد العاجل, وتقليدية التعليم والتواصل، وهذه التقنية التي نقلت التنمية من الحفر في الحقول إلى الاستثمار في العقول والتي ارتبطت بالموهبة والموهوبين اختراعاً وابتكاراً واستخداماً.
وأضاف العبيد: ومن أجل أن تسهم المدرسة إسهاماً إيجابياً في النقلة الحضارية لمجتمعاتنا إلى مصدر لا ينضب معينه وإلى عالم المعرفة والمعلومات التي أصبحت مصادر عظمى للثروة وقوة هائلة في التأثير على جميع الأحوال وفي جميع المستويات من أجل ذلك وجب علينا في التعليم الاهتمام بالعقول والمواهب التي تقود إلى الاستفادة من تلك التقنية لبناء مجتمع المعلومات والمعرفة والربط بين قوة تقنية المعلومات والاتصالات ومخرجات التعليم في جوانب العقل والتفكير ورعاية الموهبة والإبداع.
وقال العبيد إن الدراسات أثبتت أن القيمة المضافة الناتجة عن الاقتصاد المعرفي تفوق أضعاف القيمة المضافة الناتجة عن العمل في الميادين الأخرى , حيث تشير الإحصاءات الصادرة عن الاتحاد الدولي للاتصالات إلى أن أكثر من 50% من الناتج المحلي الإجمالي في أوروبا الغربية وأمريكا واليابان يعتمد على الصناعات القائمة على المعلومات , وفي ذات السياق تشير الإحصاءات إلى أن عائدات الهند من الاقتصاد المعرفي قد تجاوزت الـ100 مليار دولار مع نهاية العام الميلادي 2006م وأقل هذه الأرقام يفوق أعلى ميزانية دولة في عالمنا العربي.
وأضاف العبيد: إننا نواجه عالماً جديداً أصبح التقدم فيه مرهوناً بالقدرة على استيعاب متطلباته، وواجب الشباب فيه أن يبذل غاية الجهد كيما يكونون جزءاً من قافلة التقدم الإنساني وعلى مدارسنا أن تعينهم على تطوير إمكاناتهم وقدراتهم وتزيد من كفاءتهم وخبراتهم للتواصل مع عصرهم والإسهام في مسيرة التقدم والمشاركة في بناء الذات والمجتمع والدولة وعالم المعرفة الذي لا حدود له.
وقال: إن مسؤولية الجيل القادم لا تقف عند متابعة البناء ولكنها تمتد إلى ملاحقة إنجازات العصر وتوسيع فرص الإبداع والابتكار وترسيخ جذور التقنية في المجتمع لأن التحول إلى مجتمع المعرفة يتطلب العمل الجاد في استثمار الموارد البشرية وتوجيهها وتعزيز قدراتها على البحث والتطوير, وتهيئة الظروف المناسبة والمبكرة لاكتشاف المواهب ورعايتها ودفعها إلى مزيد من الإبداع والتميز، كما يتطلب التحول إلى مجتمع المعرفة رؤىً وأهدافاً واستراتيجيات وإجراءات تعتمد فكراً تربوياً ينظر إلى المستقبل بهدف متحرك قائم على نظام تربوي قوي, مرن, متجدد, قادر على الاستفادة من الماضي وتحليل الحاضر والتفاعل مع حاجات المستقبل والتعامل الإيجابي مع المتغيرات وعلى ابتكار الحلول العلمية مما يتطلب منا تقويم الخطط
والبرامج, وإعادة هيكلة المؤسسات التعليمية وتطوير الآليات والأدوات في التعليم بصفة عامة وفيما يتعلق بالموهبة والموهوبين بصفة خاصة لنكون عنصراً عاملاً وفاعلاً في عالم من لا يشارك في صنعه يبقى خارج إطاره وهذا يستلزم منا أن تكون المسؤولية الأولى للتربية والتعليم وبخاصة في مراحل التعليم العام التركيز على اكتشاف وتنمية ملكات التفكير وعلى بناء القيم, والمهْنية في طلب العلم وممارسة العمل وتعميق مفهوم الشركاء لا الأُجراء لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لمجتمعات عربية قوامها قوة وصلابة وسلامة الإيمان, وحفظ كرامة وصيانة حقوق الإنسان, والإخلاص في خدمة وحماية الأوطان انطلاقاً من أن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه وأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، ومن هذا المنطلق تعمل المملكة العربية السعودية على إعادة النظر في بناء النظم التعليمية في مراحل التعليم المختلفة لإعداد الأجيال القادمة على أسس ترسخ القيم والمبادىء الدينية والوطنية وتستجيب لمواكبة متطلبات عصر العلم والمعرفة ويتمثل ذلك بما شهدته السنوات الخمس الماضية من إنشاء مئات الكليات العلمية والمراكز التقنية والعناية بالتعليم من خلال تكوين لجنة تربوية عليا وإقرار مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم، وإنشاء مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع والإدارة العامة لرعاية الموهوبين في وزارة التربية والتعليم وإنشاء جمعية المخترعين السعوديين كما جاء إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وجاءت البنية الأساسية والخطة الوطنية لتقنية المعلومات وجهود وزارة التربية والتعليم في الاهتمام بالكفايات الداخلية للمنهج والمعلم والأداء الأكاديمي والإداري في إطار توفير الحوافز وتفعيل المحاسبية وتحقيق الجودة الشاملة.
بعد ذلك ألقى وزير التربية والتعليم بجمهورية مصر العربية الدكتور يسري الجمل كلمة أشار فيها إلى موضوع المؤتمر الراهن (تربية الموهوبين خيار المنافسة الأمثل)، وقال إنه يعد امتداداً حقيقياً لموضوع المؤتمر السابق والذي دار حول (التربية المبكرة للطفل العربي في عالم متغير)، كما أشار الجمل إلى التعاون القائم مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والجهود البناءة في إعداد محتوى لمناهج الروضة وأدلة للتدريب ومع تعاون مع المنظمات والهيئات العربية لتحقيق الأهداف المرجوة.
بعد ذلك ألقى المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري كلمة أشار فيها إلى الدور الأساسي الذي تقوم به التربية كمحرك أساسي للتنمية والدافع المحفز لمزيد من التطوير والتحديث في مجالات الحياة المختلفة، وأكد أهمية الكشف عن الموهوبين وعن أماكن وجودهم والمجالات التي يبدعون فيها والسبل المؤدية إلى تنمية قدراتهم وتوفير كل ما يحتاجون إليه لإظهار نبوغهم وتفوقهم. وشارك في المؤتمر العديد من المنظمات المهتمة بالشأن التربوي كالمنظمة الإسلامية ومنظمة اليونسكو ومكتب التربية العربي وجامعة الدول العربية واتحاد الجامعات العربية ومجلس أوروبا ومؤسسة الفكر العربي إضافة إلى المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو".
http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...=2711&id=44351