الجودة التعليم ثقافة تحتاج إلى تطبيق
---------------------------------------------------
كثر الحديث عن الجودة في مختلف المجالات ويتم التركيز حاليا على الجودة في التعليم كأساس مهم، حيث إن التعليم من أهم المجالات الحيوية المؤثرة ويعتبر اللبنة الأولى لتقدم أي أمة في الدنيا. ويتركز الحديث عن الجودة في التعليم على تطبيق معايير الجودة في المدارس وفي الإدارات التعليمية وفي كل ما يتعلق بالتعليم كمبادئ وأسس. وكأننا نقول دائما في أحاديثنا نريد الانتقال من المدارس التقليدية إلى مدارس الجودة ونريد أن نطبق الجودة في التعليم لنحقق أفضل النتائج ونحسن الأداء.ويمكننا هنا بذل الكثير من الجهد والعمل على تطبيق تلك المعايير ونشر ثقافة الجودة وتطبيقها على الواقع الفعلي وأكبر دليل على النجاحات حصول عدد من مدارسنا على مستوى المملكة على شهادات الأيزو 9002 في الجودة . ولكن من وجهة نظري أننا إذا أردنا أن نحقق الجودة في التعليم يجب أن نركز على عدة أمور منها :-
أولا : اختيار العاملين بدقة متناهية وخاصة أولئك الذين يقومون على إدارة العمل التربوي سواء مديري التعليم أو مديري الإدارات الفرعية أو مديري المدارس. فكيف يمكن أن نطبق الجودة والعائق الحقيقي لتطبيقها موجود ؟ عندما يكون لدنيا مدير لا يفهم مبادئ الجودة ولا يطبقها في عمله وليس لديه أي اقتناع بأهمية تحسين الأداء والعمل بروح الفريق وتفويض الآخرين، وإعطائهم فرصة العمل الجاد دون الخضوع للرقابة والتفتيش المستمرين، والعمل تحت الضغط النفسي والتوتر الدائم. وهنا نحتاج إلى مدير يعمل بروح القائد ويجمع صفات النجاح في عمله وفي إدارة الآخرين.
ثانيا: ماذا قدمت الوزارة أو الإدارات التعليمية من إمكانات ومتطلبات تساعد في تطبيق الجودة؟
إننا نلاحظ ونشهد القصور الكبير في تهيئة البيئة التعليمية في الإدارات التعليمية أو المدارس من حيث التطوير والتغيير وتجهيز المباني والعمل بكل ما هو جديد في مجالات التعليم وخاصة ما يتعلق بالتقنيات الحديثة . فما يزال العمل روتيني مكرور والنتائج السنوية لا تتغير . وإذا ما تحدثنا عن المدارس فإنني استغرب كثيرا عندما تفتتح مدرسة حديثة فيكون مبناها مترهلا به كثير من العيوب التي تجعل مدير المدرسة في حيرة من أمره فإما أن يقبل المبنى على علاته ومن ثم ينشغل بالإصلاحات أو يرفضه فيستمر في المبنى القديم المستأجر المتهالك ومن هنا فكيف لنا أن نبدأ بتطبيق الجودة دون أن نهيئ البيئة المناسبة لها. ولزم هنا أن تكون جميع الظروف مهيأة لبدء تطبيق الجودة فعليا لا على الورق.
ثالثا : ثقافة الجودة وإلى أي مدى وصلنا في نشر هذه الثقافة إلى كافة الأوساط التربوية والتعليمية؟ وما هو مستوى الوعي الذي وصلنا إليه؟ لنستطيع فعلا أن نطبق الجودة وفق معاييرها، ومن ثم نترقب النتائج ونتابعها.رابعا: نتجه في غالب الأحيان في تطبيق الجودة إلى المعلومات الأولية التي نصل إليها حتى لو كانت بالانتساب إلى بعض الدورات وبعض الخبرات التي من وجهة نظري لا تكفي لتطبيق الجودة وخوض غمارها، ومن هنا فلابد من الاستعانة ببيوت الخبرة في هذا المجال والاستفادة من الخبراء والاستشاريين ليكونوا مساهمين في نشر ثقافة الجودة أولا وأيضا في التنفيذ والتقييم.إن الاستعجال في تطبيق الجودة لمجرد تطبيقها يؤدي إلى عدم تحقيق نتائج إيجابية بل ينعكس ذلك سلبا على العملية التربوية والتعليمية فللجودة أصولها ومبادئها ومعاييرها التي يتوجب أن نعيها جيدا قبل أن نقدم أي خطوة ربما نندم عليها مستقبلا.
أحمد خضران العُمري - مشرف تربوي
http://www.alwatan.com.sa/news/ad2.a...o=2587&id=1261