للمعلمين: كُفُّوا عن التشكّي !!
------------------------------------------------
طالعت في عدد الجزيرة 12648 رسماً كاريكاتوريا في الصفحة الأخيرة لرسام الكاريكاتير في هذه الجريدة هاجد، وكعادته في التركيز على وضع المقارنات في معظم أفكاره ورسومه فقد وضع هذه المرة مقارنة متمثلة ب(الملف الصحي) للمعلم وآخر للموظف، حيث يخلو ملف الموظف من أي تقارير مرضية بينما ملف المعلم مليء بتقارير الأمراض من سكر، وضغط، وقولون.. إلخ.. والأخ هاجد يريد من ذلك ايصال فكرة أن المعلم يعاني أكثر من غيره معاناة شديدة سببت له كل هذه الأمراض، بيد أن الموظف مرتاح ومبسوط وليس لديه أية معاناة تذكر جراء عمله.مبدئياً نعلم أن هاجد يعمل معلماً، وربما تنحو به العاطفة قليلاً تجاه المبالغة في تصوير حال المعلم، علما أنه قد اعتاد في كثير من رسومه على أن يجعل من المعلم ماسأة تمشي على الأرض، ويسايره في ذلك بعض المعلمين، فهم غالبا ما يتطرقون لهذه المعاناة في وقت يتناسون فيه المزايا الكبيرة التي تمنح لهم وخصوصا في جوانب الرواتب العالية والاجازات الطويلة وغيرها، وفي وقت أيضا قد لا يساوي فيه راتب موظف من السواد الأعظم من الموظفين ربع راتب المعلم (واللهم لا حسد).الشيء الآخر لماذا تصوّر هاجد أن الموظف لا يعاني أو يتضرر من تبعات عمله، فكثير من الموظفين يعمل من الصباح حتى الساعة الثانية ظهراً ويخرج من العمل، وقد جحظت عيناه من كثرة تدقيق المعاملات ومن تسمر عينيه في شاشة الحاسب الآلي حسب متطلبات عمله، اضافة إلى أن الكثرة من الموظفين أصيبوا بأمراض عديدة من أوجاع الظهر وغيرها من طول فترة المكوث على المكاتب لمتابعة أعمالهم. وعودة الى واقع المعلم فهو الان أصبح أكثر رفاهية بسبب تقنية التعليم الحديثة الموفرة للجهد والوقت، هذا مع بقاء المزايا التي يحصل عليها المعلم. وفي الختام أتمنى من بعض اخواننا المعلمين أن يشكروا الله على هذه النعمة، ويكفوا عن السخط والتسخط.. يقول الله تعالى {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} (7) سورة إبراهيم.
محمد بن سند الفهيدي/ بريدة
http://www.al-jazirah.com/96726/rv8d.htm