(بسطة) في غرفة المدرسات!!
------------------------------------------
مها العبدالرحمن
مع أكوام الأقلام وأوراق الطالبات ودفاترهن، وزحام كراس التحضير، والوسائل التعليمية التي تشرح عليها بعض المعلمات ثمة أمر غريب وظاهرة غير مبررة بدأت تنتشر في مجتمع المدرسات، حيث ارتقت "البسطة" المتعارف عليها وهي الصرة التي تحتوي مجموعة أشياء للعرض والبيع والتسويق في مجتمعات معينة، وبعد أن كانت في زمن سابق من تخصص المستخدمات أو "الفراشات" كما يطيب لنا تسميتهن اللاتي بدأن ببيع الحلويات للطالبات ثم أدخلت على المبيعات أنواع أخرى، والأسباب معروفة لقلة ذات اليد، وضآلة الأجر الذي يخرج لتلك المستخدمة ولكونه لا يفي أو يسد احتياجاتها وأبنائها، ولعل ذلك عذر مقبول، ومنظر لا يثير جدلاً بل يُلتمس له العذر عند الكثير، وعمل مبرر من الجميع، ومفهوم دون شرح وبحث في الأسباب، وإنما ما لا نجد له سبباً أن يقوم بهذا المقام معلمة هي واجهة علمية، ولها أجر يناسب مرموق المهنة التي تقوم بها، وسمو أهدافها، فنجدها معلمة في الفصل، وبائعة متجولة في غرفة المعلمات، تبيع البراقع والنقابات، ومستحضرات التجميل والعطور والبخور، والخلطات وزيوت الشعر وغيرها، وإن غدت أكثر حياء تبرأت من ملكية تلك الأشياء وأوهمت الأخريات أنها لمسكينة تعطف عليها، لذا فهي تروج لها شفقة ورأفة بحالها.
تنتشر تلك الظاهرة في عدد من غرف المعلمات في بعض مدارسنا، أو أن الموضوع غدا دارجاً وغير مستغرب فلا يستهجن في مدارس أخرى، فالمبدأ هو "الغاية تبرر الوسيلة" فما دامت الواحدة منهن تحصل على مرادها أثناء دوامها اليومي "فالعتب مرفوع".
ولكننا نقول لكل مقام مقال فمكاتب المعلمات بزعمي ليس ليُدس أسفلها البضائع، ومقاعد استراحة المعلمة هي لانتظار نداء الواجب التالي وليس لتجلس عليه لتباشر تجارة السوق السوداء.
ولا نظنها صورة حضارية مهما تمحكن بمعنى "أن الحياة صعبة" وإلا لا عتب على أصحاب المهن البسيطة حتى لو مدوا أيديهم للسؤال أمام أبواب المساجد!
http://www.alriyadh.com/2007/04/24/article244213.html