الحياة:الاحد12-1-1429هـ العدد 16361
--------------------------------------------------------------------------------
استقالة مدير «مشروع الملك عبدالله للتعليم» تفتح باب التساؤلات حول جدية خطط «التربية»
الرياض - وليد الأحمد الحياة - 20/01/08//
علمت «الحياة» أن مدير مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم المهندس عبدالرحمن الحركان قدّم استقالته من منصبه نهاية الأسبوع الماضي احتجاجاً على صعوبات واجهته في ما يتعلق بالتنظيم الإداري والمالي للمشروع.وأكد مصدر مطلع في وزارة التربية والتعليم لـ «الحياة» أن استقالة الحركان التي قدمها الثلثاء الماضي جاءت بعد أن «تحفظت وزارة المال على إعطاء دفعات إضافية من موازنة المشروع ما لم يصلها بيان واضح بما تم إنجازه في الفترة الماضية من مراحل المشروع».ولفت المصدر (فضل عدم ذكر اسمه) إلى أن استقالة الحركان أوقعت مسؤولي وزارة التربية والتعليم في حرج بالغ، خصوصاً أن الحكومة السعودية رصدت للمشروع نحو 10 بلايين ريال لتنفيذه خلال ستة أعوام فقط، لا سيما أنه «الأمل الوحيد لدى المسؤولين في إحداث نقلة نوعية في التعليم السعودي كافة».وفي حين يرفض المسؤولون القائمون على مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم الإفصاح عن أي معلومة تتعلق باستراتيجياته كما سبق أن حاولت «الحياة» خلال حوارها مع الأمين العام للمشروع الدكتور نايف الرومي، اعتبر أكاديميون وناشطون في الأوساط التعليمية السعودية استقالة مهندس المشروع الحركان مؤشراً سلبياً على طبيعة جهود الوزارة في تنفيذ المشروع على مدى عام ونصف العام. وتساءل وكيل كلية المعلمين في جامعة الملك سعود الدكتور علي العفنان في اتصال هاتفي مع «الحياة»، عن المدة الزمنية التي يحتاج إليها القائمون على المشروع للبدء في تدريب المعلمين والمشرفين التربويين وإعادة تأهيلهم بشكل مبتكر، خصوصاً أنه أحد الأهداف الأربعة الرئيسية التي يتكون منها المشروع.ووصف استراتيجية الوزارة المتبعة في تنفيذ المشروع بالمثيرة للتساؤل، «لا سيما أن عاماً ونصف العام انقضت من المشروع كانت كفيلة بتدريب عدد كبير من المعلمين أو البدء في عملية التدريب في أضعف الإيمان، إلى جانب الشروع في برامج النشاط غير الصفي بصفته الهدف الثاني للمشروع».وأقر العفنان بأن تطوير المناهج إلى جانب خلق البيئة التعليمية الملائمة للإبداع في الفصول الدراسية، هما الهدفان الآخران للمشروع»، مشيراً إلى أنهما يتطلبان مزيداً من الوقت. في السياق ذاته، انتقد أحد قيادات الإشراف التربوي التابعة للوزارة سابقاً محمد بن عبدالعزيز الفهد الكوادر العاملة في المشروع، فعلى رغم أن مدير المشروع (المستقيل) المهندس الحركان من الكفاءات الإدارية الجيدة، إلا أنه لا يملك مؤهلات تربوية للعمل مع الوزارة.وقال الفهد الذي يعمل حالياً مستشاراً تربوياً في إحدى الشركات الخاصة أن «وثيقة المشروع التي قدمت إلى المقام السامي لم تبنَ على مسح ميداني يأخذ في الاعتبار حاجات العاملين في المدارس وإدارة التعليم حول السعودية». وأوضح أن قسم الإشراف التربوي المهم في التعليم «أبعد عن المشروع، علماً أنه أساسي في مشاريع التطوير التعليمي»، معتبراً ذلك ازدواجاً في المعايير اللازمة لتنفيذ مشروع ضخم يعول عليه وطن بأكمله». يذكر أن أبرز الأخبار الواردة عن المشروع كانت مجرد تسريبات صحافية تحدثت عن 39 خطوة لتنفيذ أهداف المشروع الأربعة تتضمن بناء معايير دمج التقنية في المناهج لجميع المراحل التعليمية، منها حصر أسماء المعلمين للبدء في تدريبهم، إضافة إلى اعتماد 11 برنامج نشاط غير صفي، إلا أن أياً منها لم يرَ النور، علماً أن خطوة دمج المناهج وتطويرها التي طبقت هذا العام تعود إلى توجه قديم تعمل عليه الوزارة قبل أن تخرج فكرة مشروع الملك عبدالله قبل نحو عامين
http://ksa.daralhayat.com/local_news...e69/story.html