تحذير تربوي من ازديادها ومخاطرها الاجتماعية
--------------------------------------------------------------
شراك الحب على أبواب المدارس
عائشة الفيفي (الرياض)
تعتبر فترة المراهقة وخاصة بداياتها من أصعب المراحل التي تمر بها الفتاة في حياتها.. حيث تغلب العاطفة على كل ما سواها. وتعاني بعض مدارس المرحلة الثانوية للبنات وكذلك المتوسطة من بدايات هذه المرحلة والمخاطر التي تصاحبها والتي قد تقود الفتاة الى عمل طائش مع شاب متهور تحت ذريعة الحب.في هذا التحقيق نستعرض بعض النماذج لطالبات بمدارس الرياض وقعن في وهم ما يسمى «الحب» من اول نظرة او الاعجاب ورأي المختصين حول هذه الظاهرة وكيفية معالجتها.
تجربة غير ناضجة تحكي عنها الطالبة ن. ع في الصف الثالث متوسط قائلة: كانت صديقتي كثيرا ما تحدثني عن شقيقها الذي يكبرها ويدرس في الجامعة فاعجبت به من حديثها.. وكان دائما يرد على الهاتف حين اتصل بها فأبدى اعجابه بي مما ترك اثراً عاطفياً قويا في قلبي لم اشعر به من قبل.. وتطور الامر الى ان طلبت صورة منه ولكن تمت مصادرتها من قبل ادارة المدرسة في تفتيش مفاجئ ولكن الحمدلله عالجت المرشدة الطلابية الموضوع بحكمة دون ان تخبر اهلي بما حدث.
و«س. ف» في الصف الثاني ثانوي ادبي لم تختلف قصتها عن سابقتها حيث اعجبت بشكل وهيئة حبيبها الاول كما تقول حين رأته عند حضوره للمدرسة لتوصيل اخته وتطورت العلاقة هاتفيا ولكن لم يكتب لها النجاح والاستمرار.
حرمان الدراسة
وتختلف قصة ش. م في الصف الاول ثانوي عن سابقاتها حيث ان الشاب الذي تعرفت عليه اخذها من امام مدرستها وحين تم اكتشافها منعها اهلها من اكمال دراستها وقالت باسم الحب حرمت من الدراسة والان اراجع المستشفيات النفسية للعلاج من اثار ذلك.. والمشكلة الكبرى فقدان الثقة من اهلي.
ضبط شواهد بالمدارس
ولم تخف احدى مديرات المدارس انتشار ظاهرة معاكسة الطالبات وقالت كثيرا ما يتم ضبط رسائل غرامية وارقام جوالات او صور شباب وكلها لعلاقات غير شرعية مع معاكسين ودعت أولياء الأمور للانتباه لبناتهم وابنائهم مشيرة الى ان الانحراف العاطفي وحب الاستطلاع والانجذاب للجنس الاخر هو ما يجعل الطالبات يخاطرن بشرفهن في سبيل هذه العلاقات غير الشرعية والتي قد تدمر حياتهن بجهل منهن، وخاصة وان اغلب الطالبات يعتقدن ان الشباب صادقون معهن، فالطالبات يتعاملن بعاطفة فقط، وان فقدن العاطفة من البيت الذي يعد محضنهن الاول فهن لم يجدن تلك العاطفة في الشارع، ونريد من أولياء الأمور ان ينتبهوا الى بناتهم وان لا يقسوا عليهن، وان لا يرفضوا تزويجهن ان تقدم لهن خاطب بحجة انهن ما زلن صغيرات، فهذا كلام غير صحيح تماما، بل الزواج يجلعهن مستقرات عاطفيا، ولكن على أولياء الأمور ان يتعاونوا معنا في حل هذه الظاهرة، حتى لا تشكل خطرا على مستقبل طالباتنا.
وسائل المساعدة
واشارت المرشدة الطلابية زينة المرزوق بانه يواجهها في العام ما يقارب 20 حالة من الطالبات تريد حلا لانها تعلقت بشاب سواء عن طريق صديقتها او باتصال خاطئ او باي طريقة تذكرها، وهن يأتين بانفسهن يردن حلا ونحن نحاول قدر المستطاع احتضانهن ومساعدتهن للوصول بهن لبر الامان ولم يحدث ان ندمت اي طالبة بلجوئها الينا اطلاقا، واما الحالات التي نتمكن من كشفها سواء عن طريق رسائل غرامية او صور او هدايا تذكارية، فهن غالبا ما يعترفن، ولا يردن التوقف عن المعاكسات وفي هذه الحالة نضطر للاستعانة بأولياء أمورهن حتى يتم تقديم المساعدة للطالبة وانقاذها من الطريق الذي انجرفت اليه بدعوى الحب، وكثيرا ما نرى انحراف الطالبات عاطفيا بسبب الحب الذي يفتقدنه من والديهن واسرهن، والمدرسة لا تستطيع ان تسد هذه الثغرة لوحدها ولكن بتعاون الجميع سنصل لحل لهذه الظاهرة، بكثرة توعية الطالبات، وتوعية الاهالي وان طالبات المرحلة المتوسطة والثانوية لم يعدن صغارا على الزواج، بل هن اكثر مرحلة عمرية تكون مرغوبة لدى الشباب بالزواج منهن، ولانهن يكن في اوج عاطفتهن
واشارت الاستاذة لطيفة الشلهوب من ادارة توجيه وارشاد الطالبات بالقول: اكثر ما تعانيه المرشدات الطلابيات في مدارسهن مشكلة المعاكسات حيث انها اصبحت للاسف ظاهرة وقد لا يمر اسبوع الا ويتم اكتشاف حالة معاكسة وبتضافر الجهود والتعاون ما بين المدرسة والاهالي يتم باذن الله القضاء على هذه الظاهرة وكذا بتكثيف التوعية في هذا المجال بالنسبة للطالبات وحتى الطلاب في مدارسهم وايضا، في مجالس الامهات والاباء بالحرص على ابنائهم وعلى عدم انحرافهم عاطفيا، وعلى رعايتهم وحسن معاملتهم حتى لا يبحثوا عن الحنان والحب خارج المنزل او بطرق غير شرعية.
أساليب الايقاع في الشباك
اما الدكتور يوسف الاحمد «عضو هيئة التدريس بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية» فقال: للأسف بسبب المعاكسات «وما يسمى علاقة قبل الزواج» والذي هو في حقيقته انحراف عاطفي، فقد اصبحت هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تقوم يوميا بالقبض على ما يزيد عن «116» حالة بين شاب وفتاة في خلوة، وفي احصائية لمركز واحد من هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر «قبل عامين، والان هي في تزايد للأسف» تم القبض على 6 طالبات في المرحلة الابتدائية في خلوة مع شباب، و75 طالبة من المرحلة المتوسطة، و91 من طالبات المرحلة الثانوية و38 من المرحلة الجامعية، وللأسف فالانحراف العاطفي الآن في ازدياد، وطرح مثل هذا الموضوع في غاية الاهمية في الوقت الحاضر والذي زاد فيه الانفتاح، ولن نحاول ان نجرح احدا ولكن سنقول الحقيقة وسنقدم الحلول المطلوبة، ولكن استعرض الآن اهم الخطوات التي تجعل الفتاة والشاب يبد آن في علاقاتهما العاطفية وعلى الفتاة ان تنتبه وتأخذ حذرها جيدا، حيث ان الشباب حتى يتمكنوا من اقامة علاقات مع الفتيات يتبعون الطرق التالية وبعدها تتطور الى مراحل، حيث يحاولون الحصول على رقم يوصلهم بفتاة، وهذه هي اهم المراحل فاذا استجابت الفتاة فستقع اما اذا لم تستجب، فستنجو، وبعدها يبدأون في المكالمات ولا يريدون في هذه الحالة من الفتاة سوى الاستماع ليقنعوها بانهم فقط معجبون بها ويريدون الزواج بها «أو قد تكون عن طرق غرف المحادثة في الانترنت» وبعدها تبدأ العلاقة العاطفية بينهم، مع تكرار المكالمات، واذا تعلقت الفتاة بالشاب، تبدأ بالخروج معه، وتصدقه في كل ما يقول وبعدها قد يختلون في الفنادق او الشقق المفروشة «وعندها تكون الفتاة قد اعلنت اغتيالها للعفاف» ان وافقت على ذلك حتى لو كانت تحب وتثق في الشاب، فالشيطان اقوى منهم، وبعدها تدخل الفتاة في نفق مظلم عندما يرفض الشاب الزواج بها بحجة ان أهله منعوه، او يتركها فجأة، دون سابق انذار، او يكون صادقا بان اهله منعوه، او اهلها رفضوه وفي هذه الحالة على كل من الشاب والفتاة ان يتأملا قول الله تعالى «يا أيها الذين امنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان، ومن يتبع خطوات الشيطان فانه يأمر بالفحشاء والمنكر».
واسباب العلاقات هي: ضعف الايمان بالله وقلة الاستماع للمواعظ وعدم حضور مجالس الذكر، وبسبب القنوات الفضائية، ووجود جهاز الجوال والانترنت والخروج الى الاسواق دون محرم حيث تكثر هناك المعاكسات، وسماع الغناء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ليكونن من امتي اقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف» فالغناء يدعو الى الهوى والقران يصد عنه، والغناء والقرآن لا يجتمعان في قلب المؤمن.
ولحماية الفتاة من هذه العلاقات وتحصينها هي والشاب فالعلاج يكون: بالزواج المبكر والذي اظهرت جميع الدراسات نجاحه ومدى استقرار النفس به. وان تقبل الفتاة بالزوج المستقيم المعدد، فهو خير لها من زوج غير معدد وغير مبال بها..
والزواج مقدم على الدراسة، والسعي لتيسير امور الزواج وعدم المبالغة في المهور.. ومقاطعة الانترنت وان تدخله الفتاة باسم مستعار وباسم رجل حتى في المنتديات الدعوية، ونشر الوعي في المجتمع بين افراد الاسرة والطالبات وبين الشباب والتخلص من القنوات الفضائية الهادمة للاخلاق، وشغل الاوقات بما ينفع، والتزام باوامر الدين والخوف من الله، وعلى الشاب والفتاة الذين هم الان في علاقات عاطفية قبل الزواج ويعلمون ان طريقهم مسدود وليس هناك زواج المسارعة بقطع العلاقة وان يجاهدوا انفسهم بذلك، وسيتعرضون لتعب نفسي شديد في بادئ الامر ولكن الله سيعوضهم بحلاوة الايمان ولذته، فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2007...7030793283.htm