المملكة بلا أمية بعد ثمان سنوات
--------------------------------------------------------------------------------
محمد المرعشي - جدة تصوير - عبد الله آل محسن
أكد منصور العُمري مشرف تعليم الكبار في إدارة تعليم جدة أن المملكة تسير بخطى دءوبة نحو التخلص نهائيا من الأمية خلال السنوات القادمة.. وقال ان الدولة تسعى إلى خفض الأمية بنسبة 10% سنوياً حتى تعلن عام 1435هـ خلوها من الأمية تماماً.. وأوضح العمري في حواره مع «أحوال الناس» أن الإدارة تقيم لمعلمي الكبار دورات مكثفة يتعلمون فيها طرق تعليم الكبار وكيفية التعامل معهم.. كما نفى بشدة ما يتردد عن بيع شهادات لمحو الأمية من قبل أي من العاملين في هذا المجال، لأنها في النهاية هي رسالة تربوية نبيلة لا يجوز أن ينحدر صاحبها لهذا المستوى.. وإلى نص الحوار:
يرى البعض أن تعليم الكبار منذ فترة طويلة وهو يراوح مكانه بعيدا عن التطوير، فهل هذا صحيح؟
بالعكس الدولة حفظها الله لم تألو جهداً في تطوير تعليم الكبار والسعي إلى محو أمية المجتمع سواءً لدى المواطنين أو المقيمين ونحن حريصون جداً على التطوير ويبدو ذلك واضحاً للعيان حيث وصلت مراكز محو الأمية في مدينة جدة إلى 29 مركزا موزعة بين أحياء وقرى مدينة جدة وتسعى الدولة بذلك لتطوير تعليم الكبار أو محو الأمية التي تعتبر الآن 8% لدى الذكور و20% لدى الإناث وتسعى الدولة إلى خفض الأمية بنسبة 10% سنوياً حتى تعلن المملكة إن شاء الله عام 1435 خلوها من الأمية تماماً ولذلك توسعت الجهود حتى افتتحنا لنا عدة مراكز وسط السجون، وقد حدثنا مدير السجن أن من درس في هذه المراكز ثم خرج من السجن لم يعد إليه مرة أخرى، وكذلك عملنا برنامج الحي المتعلم الذي يهدف إلى القضاء على الأمية بجميع أشكالها واستعنا فيه بالشرطة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجميع الجهات ذات العلاقة لإلقاء المحاضرات على هؤلاء الدارسين.
وقد لقي البرنامج إقبالا كبيرا وقد بانت فوائد هذا البرنامج بعد فترة قليلة ولله الحمد فقد قلت معدلات الجريمة في الأحياء التي أقمنا فيها هذا البرنامج وكذلك عملنا برنامج الثانوية المفتوحة التي تشهد إقبالاً كبيراً جداً حيث يوجد في أقل مركز أكثر من 500 طالب وقد وصل العدد في ثانوية الشاطئ إلى 950 طالبا وذلك للتسهيلات التي قدمناها للدارسين، حيث راعينا ظروفهم وأن اغلبهم موظفون وحاولنا كسبهم حتى استطعنا أن نقدم خدمة جليلة للمجتمع نقلل من عملية الانسحاب والآن نحن في طور عمل برنامج التعليم المكثف حيث سنختار أحد الأحياء التي تتركز فيه نسبة كبيرة من الأمية ونقوم بعمل البرنامج المكثف وينتقل هذا البرنامج بين الأحياء حتى نصل إلى أكبر عدد من سكان مدينة جدة.
يقال أن ظاهرة الانسحاب من المراكز الليلة لأنكم لم توفروا الجو المناسب لهؤلاء لضمان استمراريتهم في الدراسة، فما قولكم؟
أولاً للانسحاب من المراكز الليلة أسباب كثيرة وأغلبها تكون من قبل الدارسين حيث أن صغار السن غالباً ما تكون لديهم مشاكل عائلية هي التي منعتهم من إكمال دراستهم في النهار أو أنهم لم يستطيعوا التسجيل في المدارس الصباحية للعديد من المشاكل أما الكبار فإن حاجز الخجل هو الذي يجعلهم ينسحبون دائماً من المراكز وان لم ترق لتكون ظاهرة أو إنما هي حالات فردية ونحن نقوم الآن بالعمل على كسر حاجز هذا الخجل لدى الكبار بإقامة المحاضرات والندوات ونجتمع مع هؤلاء لكي نحببهم في الدراسة ونكسر حاجز الخجل الذي يلازمهم.
يلاحظ أن هناك عملية دمج بين كبار السن والصغار في فصول دراسية واحدة مما قد يولد الكثير من العوائق أمام دراسة ناجعة تراعى فيها الفروق الفردية؟
ربما كان هذا في السابق أما الآن فنحن نفصل بين الكبار وصغار الدارسين لمنع الحرج ولكي تتم العملية التعليمية كما هو مخطط لها مع مراعاة الفروق الفردية لكل فئة على حدة وقد دربنا المدرسين على كيفية التعامل مع هؤلاء الدارسين وفق معايير علمية تراعى فيها الجوانب النفسية حتى نكسب الدارس ونجعله يقبل على العلم بشكل جيد.
هناك من يقول ان المدرسين الحاليين غير مهيأين للتعامل مع هؤلاء الدارسين ويطالب بتخصيص مدرسين مدربين على التعامل مع هذه الفئة؟
أولا لتعلم أن من لم يقض ثلاث سنوات لا يحق له التدريس في هذه المدارس الليلية ولذلك لكي تتكون لديه الخبرة الكافية في التدريس وثانياً نحن في بداية كل فصل دراسي نقيم دورات لهؤلاء المدرسين لمدة أسبوع مكثفة فيه هذه الدورات نعلمهم فيها كيفية التعامل مع الدارسين منها طرق تعليم الكبار وتبنينا أيضاً هنا في إدارة تعليم جدة بناء الاختبارات المناسبة للكبار.
ولكن هناك توجه بإحلال مدرسين جدد مكان هؤلاء المدرسين الحاليين.. كيف تفسر ذلك؟
بالفعل وصلتنا توجيهات باستقبال ملفات العديد من المتقدمين لتعليم الكبار ونحن الآن في طور فرز الأسماء وخلال أيام قليلة سوف نعلن الأسماء إن شاء الله ونحن سوف نقوم خلال عملية الانتقاء باختيار الكفء والمعد بنسبة كبيرة ونقيم لهم دورة مكثفة لمدة ثلاث أسابيع يتعلمون فيها طرق تعليم الكبار وكيفية التعامل مع الكبار ولن يتعين إلا من هو معد بنسبة 70%على الأقل.
بصراحة هناك من يتهم مجال تعليم الكبار بأنه تعليم الشهادة فقط؟
بالتأكيد أنه لم يأت دارس إلى هنا إلا للحصول على الشهادة وذلك بعد التحصيل العملي الذي يفيده في دينه ودنياه وهذا حق من حقوقه.
أقصد أنكم متهمون بالتساهل مع الدارسين اما بتسهيل عميلة الاختبار أو حتى هناك عملية بيع للشهادات في بعض المناطق النائية؟
أولاً نحن لا نؤمن بمسألة بيع الشهادات لأن المدير والمعلم تربويون يحملون رسالة الأنبياء ولا أعتقد أن أحداً من هؤلاء تصل به دناءة النفس إلى أن يبيع الشهادة ولكن كان هناك تساهل من قبل البعض وهم قليل جداً بحيث أنه ما أتى إلى المدارس الليلية إلا للتساهل مع هؤلاء لكي ينجحوا ونحن ولله الحمد قضينا على هذه الظاهرة بتوحيد الاختبارات يعني أن المدرس مجبر على تدريس المنهج كاملاً ولا يعلم شيئاً عن الأسئلة التي تذهب في وقت واحد لجميع المراكز في مدينة جدة وهي أسئلة موحدة لجميع هذه المراكز لمنع التلاعب الذي قد يحدث من قبل البعض.
http://www.almadinapress.com/index.a...ticleid=188827