صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 16 إلى 29 من 29

الموضوع: بحث ضــروري..**

  1. #16

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    قصيدة ابوالطيب المتنبي القصيده الشهيره - - - - - - - - - - - - - -( الخيل والليل والبيداء تعرفني )- - - - - - - - - - - - - -

    واحـر قلــــباه ممــن قلبــه شبــم **** ومن بجسمـي وحـالي عنده سقـم

    مـــا لـي أكتم حبا قد برى جسدي **** وتدعي حب سيف الدولة الأمم

    إن كــــان يجمعــنا حب لغرتــه **** فليت أنا بقدر الحــــب نقتســـم

    قد زرته و سيوف الهند مغمـــدة **** وقد نظرت إليه و السيـوف دم

    فكان أحسن خلــــق الله كلهـــم **** وكـان أحسن مافي الأحسن الشيم

    فوت العــدو الذي يممـــته ظفر **** في طــيه أسف في طـــيه نعــــم

    قد ناب عنك شديد الخوف واصطنعت **** لك المهابــــــة مالا تصنع البهم

    ألزمت نفسك شيــــئا ليس يلزمها ****أن لا يواريـهم بحر و لا علم

    أكلــما رمت جــيشا فانثنى هربا **** تصرفت بك في آثاره الهمــم

    عليك هــــزمهم في كل معتـرك **** و ما عليــك بهم عار إذا انهزموا

    أما ترى ظفرا حلوا سوى ظفر**** تصافحت فيه بيض الهندو اللمم

    يا أعدل الناس إلا في معــاملتي **** فيك الخصام و أنت الخصم والحكم

    أعيذها نظـــرات منك صادقـــة **** أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم

    وما انتفاع اخي الدنيا بناظـــره ****إذا استـــوت عنده الأنوار و الظلم

    سيعلـم الجمع ممن ضم مجلسنا **** باننــي خير من تسعى به قـــــدم

    انا الذي نظر العمى إلى ادبــي **** و أسمعـت كلماتي من به صمــم

    انام ملء جفوني عن شواردها **** ويسهر الخلق جراها و يختصم

    و جـــاهل مده في جهله ضحكي **** حتى اتتــــه يــد فراســة و فم

    إذا رايـــت نيوب الليــث بارزة **** فلا تظنـــن ان الليــث يبتســم

    و مهجـة مهجتي من هم صاحبها **** أدركتـــه بجواد ظهره حـــرم

    رجلاه في الركض رجل و اليدان يد **** وفعلـــه ماتريد الكف والقدم

    ومرهف سرت بين الجحفليـــن به **** حتى ضربت و موج الموت يلتطم

    الخيل والليل والبيــداء تعرفنــــي **** والسيف والرمح والقرطاس و القلم

    صحبـت في الفلوات الوحش منفردا ****حتى تعجـــب مني القور و الأكــم

    يــــا من يعز عليـــنا ان نفارقهـــم **** وجداننـا كل شيء بعدكم عــدم

    مــا كان أخلقــنا منكم بتكـــرمة **** لـو ان أمــركم من أمرنـا أمــم

    إن كــان سركـم ما قال حاسدنا **** فما لجـــرح إذا أرضاكـــم ألــم

    و بينــنا لو رعيتم ذاك معرفــة **** غن المعـارف في اهل النهـى ذمم

    كم تطلبـــون لنا عيبـا فيعجزكم **** و يكره الله ما تأتون والكــرم

    ما أبعد العيب و النقصان عن شرفي **** أنا الثـــريا و ذان الشيب و الهرم

    ليـت الغمام الذي عندي صواعقه **** يزيلهـن إلى من عنـده الديــم

    أرى النوى تقتضينني كل مرحلة **** لا تستقـل بها الوخادة الرسـم

    لئن تركـن ضميرا عن ميامننا **** ليحدثن لمـن ودعتهــم نـدم

    إذا ترحلت عن قـوم و قد قـدروا **** أن لا تفارقهم فالـراحلون هــم

    شــر البلاد مكان لا صــديق بــه **** و شر ما يكسب الإنسان ما يصم

    و شـر ما قنصته راحتي قنص **** شبه البزاة سواء فيه و الرخم

    بأي لفظ تقـول الشعــر زعنفة **** تجـوز عندك لا عــرب ولا عجم

    هذا عـتابـك إلا أنـه مقـة **** قـد ضمـن الدر إلا أنه كلم
    [align=center][/align]

  2. #17

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]
    شرح قصيدة ( الليل والخيل )
    لأبو الطيب المتنبي
    مناسبة القصيدة ( كان المتنبي يتمتع بمكانه عند سيف الدولة لفترة طويلة ، ولكن حساده حسدوا عليه مكانته ووشوا به عند سيف الدولة حتى فسدت العلاقة بينهما ، فأخذ يعاتب صديقه سيف الدولة قبل ان يرحل الى مصر بهذه القصيدة )
    البيت الأول
    - المفردات :
    حر : لهب ونار
    شبم : بارد
    سقم : مرض
    - شرح البيت الأول :
    يندب الشاعر حظه لأنه يحب الأمير والأمير يقسو عليه ولا يشعر بما يشعر به ، وهذا الحب أصاب الشاعر بالضعف والهزال .
    - البلاغة :
    فيها تجسيم وتوضيح للمعنى برسم له صوره ان قلبه حار ، استعارة مكنية حيث شبه الحزن في قلبه بنار تحرق ، طباق بين كلمتي ( حر – شبم ) .
    - الأسلوب :
    إظهار الحزن و الآلم واللوعة .
    البيت الثاني
    - المفردات :
    اكتم : ابالغ في كتمان حبي
    وأضناه بري جسدي : ضعف
    - شرح البيت الثاني :
    هنا يقول الشاعر ان المنافقون يدعون حبهم للأمير ويتعجب الشاعر من نفسه حيث يكن هذا الحب في قلبه للأمير حتى أضعف جسده .
    - البلاغة :
    شدة الحب وكثرته اكتم حبا / كنايه عن المرض
    حبا قد بري جسدي / استعارة مكنية شبه هذا الحب بالمرض
    بين الشطرين مقابلة توضح حبه وادعاء المنافقين
    البيت الثالث
    - المفردات :
    المراد هنا سيف الدولة الحمداني وجمعها غرر / غرته : الغره هي البياض في الجبهه
    - شرح البيت الثالث :
    يوضح الشاعر هنا انه اذا كان موضع الالتقاء بينه وبين غيره هو حب سيف الدولة فليت اننا نقتسم عطاياه واهتماماته ويقول ايضا انه سيكون اكثر حظا بقدر هذا الحب
    - البلاغة :
    إن الجزئية توحي بالجمال / تفيد الشك غرته : هنا مجاز مرسل علاقته إظهار الحسره واللوم
    الأسلوب ليت أنا / إسلوب إنشائي
    البيت الرابع
    - المفردات :
    الخصم : التنازع بين المتنبي و خصومه
    الحكم : القاضي
    - شرح البيت الرابع :
    هنا المتنبي يعاتب سيف الدولة عتاب المحبه فيصفه بالعدل مع الجميع الا معه لان النزاع والخصام الذي بينهما هو طرف فيه ، فاصبح سيف الدولة بذلك هو الخصم والحكم ومن ثم لم يكن يحكم لصالح خصمه المتنبي .
    - البلاغة :
    أعدل الناس / نداء غرضه العتاب
    بين ( الخصم – الحكم ) طباق
    البيت الخامس
    - المفردات :
    أعيذها : أحصنها و أنزهها
    صائبة : صحيحة و صادقه
    الشحم : السمنة
    تحسب : تظن
    ورم : هو إنتفاخ في الجسم بسبب المرض
    - شرح البيت الخامس :
    هنا الشاعر يناشد سيف الدولة بأنه لا ينخدع بالمنافقين فيكون مثله كمثل الذي يرى المنفوخ فيحسبه قوي العضلات ويبين له ان الذي لا يميز بين النور من يحبه حبا حقيقيا وبالظلام من ينافقه ويدعي حبه ، فهو يريد ان ينبه سيف الدولة لحبه في عتاب رقيق .
    - البلاغة :
    ( أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم ) تشبيه ضمني فهم من البيت دون تصريح به فقد شبه من يخطي في رايه كمن يرى ورم الانسان فيحسبه شحما وقوة
    طباق بين ( شحم – ورم )
    البيت السادس
    - المفردات :
    أخي الدنيا : المراد هنا الإنسان
    ناظره : بصره / عينيه
    الظلم : جمع ظلمة / الظلام
    - شرح البيت السادس :
    يبين الشاعر أن الأنسان إذا تساوى عنده النور والظلام فهو لم ينتفع بعينيه ويقصد بذلك ان سيف الدولة اذا لم يستطع ان يميز بين من يحبه حبا صادقا ومن يحبه حبا لمصلحه او نفاق مثله كمثل من لم ينتفع بعينيه ولم يميز بين النور والظلام
    - البلاغة :
    ( ما انتفاع اخي الدنيا بناظره ) إستفهام غرضه النفي
    ( إذا ) تدل على التحقيق من ان الامير صار لا يميز بين الصديق والعدو
    أخي الدنيا / كناية عن الإنسان
    ( الأنوار – الظلم ) طباق يؤكد المعنى
    البيت السابع و الثامن
    - المفردات :
    أدبي : الأدب وهو / الجيد من الشعر والنثر / والجمع : آداب
    الأعمى : فاقد البصر / جمعها عميان
    صمم : فقدان السمع
    البيداء : الصحراء / جمعها بيد
    القرطاس : هو الورق الذي يكتب عليه
    - شرح البيتين السابع والثامن :
    يفخر الشاعر في هاذا البيتين بادبه الذي عم الآفاق حتى ان الاعمى نظر اليه فجعله مبصرا وكلماته سمعها الاصم فجعلته يسمع كما يفتخر بشجاعته وفروسيته ومهارته القتالية فهو فارس تعرفه الخيل يقتحم الصحراء في الليل المظلم ومقاتل بارع في استعمال السيف والرمح
    - البلاغة :
    ( أنا الذي .... أدبي ) أسلوب خبري غرضه الفخر واتى بالضمير ( انا ) ليدل على ذلك والتعبير كنايه عن قدرته الادبيه وسر جماله الإتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل عليه فيه ايجاز وتجسيم ومبالغة
    ( واسمعت كلماتي من به صمم ) كنايه عن قوة تاثير شعره حتى اسمع الاصم
    بين ( النظر – الأعمى ) طباق ، وبين ( أسمعت – صمم ) طباق يؤكد المعنى بالتضاد
    ( الخيل والليل ... الخ ) اسلوب خبري للفخر
    بين الخيل والليل / جناس ناقص
    الخيل والليل والبيداء تعرفني / شبه الخيل والليل بالانسان الذي يعرف على سبيل الاستعارة المكنية
    البيت التاسع
    - المفردات :
    يعز : يصعب ويشق ، ومقابلها : يهون
    وجداننا : ادراكنا
    عدم : لا قيمة له
    - شرح البيت التاسع :
    يبين الشاعر انه يعز عليه فراق الامير ولا قيمة لشي بعده
    - البلاغة :
    ( يا من نعز علينا أن نفارقهم ) اسلوب انشائي نوعه نداء غرضه اظهار الحب والعتاب
    ( وجداننا كل شي بعدكم عدم ) تعبير يدل على مكانة الامير في قلب الشاعر
    ( وجداننا – عدم ) بينهم طباق
    البيت العاشر
    - المفردات :
    ترحلت : رحلت
    قدروا : استطاعوا
    الراحلون هم : الخاسرون هم
    - شرح البيت العاشر :
    وبين انه لن يخسر شيئا بهاذا الرحيل ، لكن الخاسرون هم الذين قصروا في حقه وكان يمكنهم إرضاؤه ومنعه من الرحيل ( وربما يقصد ان خسارتهم تكون في حرمانهم من شعر المدح الذي يخلد ذكرهم على مر السنين )
    - البلاغة :
    ( إذا ترحلت ) إذا أداة شرط تفيد التحقيق وتؤكد الخسارة المؤكده لاصحابه تسببوا في رحيله
    ( قـــــــــد ) للتؤكيد
    ( ترحلت – الا تفارقهم ) بينهما طباق يوضع المعنى بالتضاد
    البيت الحادي عشر و الثاني عشر
    - المفردات :
    شر : أسوا
    يكسب : يفعل وينال
    يصم : يعيب
    مقة : محبة / وهو مصدر ومق
    كلم : المفرد كلمة
    - شرح البيتين ( 11 / 12 ) :
    انه شر البلاد مكان لا يوجد فيه صديق ، واقبح الاعمال ما يجلب لصاحبه المعره ، ويعلن انه محب لسيف الدولة وهذا الحب هو الدافع للعتاب الذي ضمن جواهر الكلام
    - البلاغة :
    ( شر البلاد .... ) أسلوب خبري غرضه إظهار الضيق والآلم
    ( مكان ) نكره تفيد العموم
    ( يكسب- - يصم ) بينهما طباق يوضح المعنى بالتضاد
    وهذا البيت والبيت السابق يجريان مجرى الحكمة
    ( ضمن الدر ) الدر اسنعارة تصريحية حيث شبه كلماته بالدر وحذف المشبه وصرح بالمشبه به سر جماله التجسيم وتوحي ببلاغة الشاعر وحبه للأمير
    التعليق على القصيدة
    - الغرض الشعري :
    العتاب والفخر وهما من الاغراض القديمة ، ومما يميز المتنبي انه لا ينسى نفسه في عتابه او مدحه فهو ينتهز الفرصة ليفخر بشجاعته وادبه .
    - ملامح شخصية المتنبي :
    1- انه شاعر عبقري متمكن من وسائل الشعر .
    2- واسع الثقافة .
    3- فارس طموح .
    4- يمتاز بوفائه لسيف الدولة .
    - الخصائص الفنية لأسلوب المتنبي :
    1- قوة الألفاظ وجزالة العبارة .
    2- روعة الصور ومزج الافكار .
    3- عمق المعاني وترابطها والاعتماد على التحليل والتعليل .
    4- الإستعانة بالمحسنات غير المتكلفة .
    - أثر البيئة في النص :
    1- التفاف الشعراء حول سيف الدولة والتنافس بينهم .
    2- ظهور الدويلات في العصر العباسي كدولة الحمدانيين في حلب .
    3- إستخدام الخيل والسيف والرمح في الحرب والقرطاس والقلم في الكتابه .
    4- إستخدام الدر واللؤلؤ في الزينة . [/align]
    [align=center][/align]

  3. #18

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    هذا رابط فيه قصائد من ديوان الفرزدق يمكن تقدرين تتحصلين على قصيدة في الخيل

    http://www.dwaihi.com/waha/7frsdq.htm
    [align=center][/align]

  4. #19

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]مكانة الخيل في الجاهلية


    كان الحصان في العصر الجاهلي، رفيق العربي في تنقله، وحربه، وصيده، فعليه يحارب الأعداء، وبه يغزو ويصيد الوحوش والحيوانات، وعليه يتنقل، وبه يسابقن ويلهو .... وساعدت طبيعة الجزيرة العربية بما فيها من مساحات شاسعة تتناءى فيها العيون والمراعي ومضارب الخيام، على شدة إقبال العربي على اقتناء الخيل. إذ لا سبيل إلى قطع هذه المسافات مع سرعة الوصول إلا بها. كذلك أثرت الحياة الجاهلية المليئة بالغزوات والحروب على اعتناء العربي بفرسه عناية أشد من عنايته من بزوجه وأولاده وحتى بنفسه. فعلى سرعة الحصان يتوقف مدى الغارة، والمنتصر هو السابق إلى تسديد الضربة القاتلة، والناجي من الموت هو السابق إلى الفرار من المعمعة. والقبيلة التي تمتلك عدداً كبيراً من الخيل يكون لها النصر في الغالب، لأن الخيل سريعة الحركة، وهي تمكن الفارس من مقارعة خصمه بسرعة، ومن ملاحقة الراجل والوصول إليه بسهولة، وكان بإمكان من لديه عدد كبير من الخيل أن يغزو القبائل التي لا تمتلك مثل هذا العدد من الخيل، حتى وإن امتلكت عدداً كبيراً من الإبل والرجال.






    وعلى سرعة الطرد أو السلب تتوقف سرعة العودة بالصيد أو الغنيمة، وعلى جلد الفرس يتوقف مدى الغارة. زد إلى ذلك أنه على قدر خفة الجواد يقصر أو يطول البعد بين الفارس ومحبوبته.

    ولم يقبل العربي على اقتناء الفرس، والاعتناء به ذاك الاعتناء الشديد لأنه مجلبة للمنافع ومدرأة للأخطار وحسب، بل لأنه كان نعم الرفيق، تتوقف حياة كل منهما على حياة صاحبه عند اجتياز الفيافي الواسعة، والمفاوز الصعبة العبور. لقد كانا صديقين وفيين يتقاسمان صروف الحياة، ويتعرضان لنفس المخاطر، ويتذوقان نفس النشوة في غمار المعارك، وكانت النصرة والعزة ثمرة لتعاونهما الوثيق، وشجاعتهما، وجلدهما، وبراعتهما.

    وعليه، لا عجب إذا أحب العربي الجاهلي فرسه كنفسه، وفاقت عنايته بها عنايته بعائلته. وكان من مظاهر حب العرب للخيل أنهم كانوا يهنئون بعضهم بعضاً إذا ولدت فرس. قال ابن رشيق: "وكانوا لا يهنئون إلا بغلام يولد، أو شاعر ينبغ، أو فرس تنتج".

    وكانوا يتسابقون فقراء وأغنياء، إلى اقتناء الخيل، ولا يعدون المال إلا الخيل.

    قال طفيل الغنوي:

    إني، وإن قل مالي، لا يفارقني مثل النعامة في أوصالها طول

    وقال اسماعيل بن عجلان:

    ولامال إلا الخيل عندي أعده وإن كنت من حمر الدنانير موسرَ

    أقاسمها مالي، وأطعم فضلها عيالي، وأرجوا أن أعان وأوجرا

    إذا لم يكن عندي جواد رأيتني ولو كان عندي كنز قارون معسرا

    ولطالما آثرها العربي على زوجه وأولاده، ونفسه، فباتوا جميعاً جائعين ظمآنين مع شبعها وريها. جاء في كتاب "حلية الفرسان وشجاعة الشجعان": " فلم تزل العرب تفضل الجياد من الخيل على الأولاد، وتستكرمها للزينة والطرد. على أنهم ليطوون مع شبعها، ويظمؤون من ريها، ويؤثرونها على أنفسهم وأهليهم عند حلول الأزمة واللألواء، واغبرار آفاق السنة الشهباء.".

    قال عبيد بن ربيعة:

    مفداة مكرمة علينا يجاع لها العيال ولا تجاع

    وكان بعض الزوجات يلمن أزواجهن على تفضيلهم جيادهم عليهن، وقد علل الأعرج المعنيّ سبب إيثاره جواده الورْد على زوجته فقال إنما يفضله عليها في الطعام لأنه يلجأ إليه في ساعة الفزع، فهو يلجأ إليه في وقت الشدة في حين تكون زوجته في هذا الوقت حاسراً خائفة مولولة بحاجة إلى من يساعدها. يقول:

    أرى أم سهل لا تـزال تفجع تلوم، وما أدري علام توجع؟

    تلوم على أن أعطي الورد لقحة وما تستوي الورد ساعة تقزع

    إذا هي قامت حاسراً مشمعلة نحيب الفؤاد رأسها ما تقـنع

    وقمت إليه باللجام مـيسراً هناك يجزيني الذي كنت أصنع

    وكان الفارس يؤثر جواده على نفسه أحياناُ، فيقيته بقوته، ويلحفه برداءه، ويسقيه الماء السلسبيل واللبن الخالص، ويشرب مع عياله ما يبقيه له جواده بعد ريه وشبعه. قال جعفر بن كلاب:

    أريغوني إراغتكم فإني وحذفة كالشجا تحت الوريد

    أسويها بنفسي أو بجزء فألحفها ردائي في الجليد

    أمرت الراعيين ليؤثراها لها لبن الخلية والصعود

    وبلغ حب العربي للخيل أنه كان يذود عنه في حومة الوغى، قال عنترة:

    أتقي دونه المنايا بنفسي وهو يغشى بنا صدور العوالي

    وقال:

    أقيه بنفسي الحروب وأتقي بهاديه إني للخليل وصول

    ومن مظاهر شدة حب العربي لفرسه أنه لا يبيعه، فهو لا يستطيع أن يشتري بثمنه ما هو أفضل منه، وقد رفض عبيد بن ربيعة التميمي بيع فرسه أو إعارته إلى الملك نفسه، وتوعده أن يحاربه إذا حاول أخذه منه عنوة: قال:

    أبيت اللعن إن سكاب علق نفيس لا تعار، ولا تباع

    مفداة مـكرمة عـلينـا تجاع لها العيال ولا تجاع

    سلـيلة سابقين تناجلاهـا إذا نسبا يضمهما الكراع

    فلا تطمع أبيت اللعن فيها ومنعكها بشيئ يستطاع

    ومن مظاهر إعزازهم للخيل أنهم سموها ونسبوها كما يسمون أبنائهم، وينسبون رجالهم. ووضعوا جرائد ومشجرات في أنساب الخيل حرصاً منهم على المحافظة على أصالتها وبقاء جنس ما عندهم نقياً نظيفاً. ومنعوا الفحول الجيدة منها الإتصال بالأفراس المجهولة النسب، وذلك كي لا يتولد من هذا الإتصال نسل رديء هجين. وقد ذكر ابن الكلبي في كتابه "أنساب الخيل" أكثر من مئة فرس من أفراس الجاهلية والإسلام مع نسبتها إلى أصحابها، ومنها زاد الراكب الذي هو من بقية جياد سليمان بن داوود، وأن أصل فحول العرب من نتاجه ، ومنها "أعوج" وهو من نسل زاد الراكب وكان لا يدانى في السرعة، و"الفياض" وقد اشتهر نسله، و"قيد"، و"حلاب"، و"الصريح"، و"جلوى"، و"ذوالعقال"، و"قرزل"، و"الخطار"، و"الحنفاء"، و"حذفة"، و"الشقراء"، و"الزعفران"، و"الأبجر"، و"الهطل"، و"العرادة"، و"اليحموم"، و"جذيمة" التي ظلت تعدو من الصباح إلى المغرب حتى سقطت ميتة في معسكر فارسها بعد أن أنقذته، و"جلاب" التي نحرها حاتم الطائي لضيوفه، و"الأطلال" التي وثبت وثبة ارتفاعها أربعون ذراعاً، و"عوج" التي قطعت قيودها، وانطلقت تعدو أربعة أيام متصلة حتى وجدت صاحبها، و"داحس بن ذي العقال"، و"الغبراء" اللتين أشعلتا حرب داحس والغبراء بين قبيلتي عبس وذبيان، فاستمرت 40 عاماً.[/align]
    [align=center][/align]

  5. #20

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]مكانتة في الإسلام

    أعز الإسلام الخيل إعزازاً كبيراً فجاء القسم بها:
    ( والعاديات ضبحاً ، فالموريات قدحاً ، فالمغيرات صبحاً، فأثرن به نقعاً ، فوسطن به جمعاً) – سورة العاديات:1-4-
    وقد أدرك النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- بثاقب بصره، وحكمة بصيرته ما للخيل من أهمية في نشر الدين الجديد ومقاتلة أعداء الله، فحث على اقتنائها والعناية بها. أدرك القوم الذين يمتلكون العدد الأكبر من الخيل هم الذين يكون لهم النصر في الغالب، فالجمل ثقيل الحركة، بطيئ السير بالنسبة إلى الفرس، وفي إمكان من لديه عدد كبير من الخيل غزو القبائل التي لا تمتلك مثل هذا العدد من الخيل، حتى وإن امتلكت عدداً كبيراً من الإبل والرجال، وذلك لسرعة حركة الخيل ومرونتها في الكر والفر، ولصبرها وضبط أعصابها في القتال في حين يهيج الجمل بسرعة، فيولي إلى حيث يوجهه هياجه، ملقياً براكبه عن ظهره في بعض الأحيان.

    إذن بقيت الحاجة ملحة إلى اقتناء الخيول في الإسلام من أجل الإنتصار في المعارك، ولكن المعارك في الجاهلية، كانت للسلب والنهب، والغزو، والأخذ بالثأر، وهذه الأمور التي حرمها الدين الحنيف الجديد، أما المعارك في الإسلام فإنما كانت لنشر الدين الجديد ومقاتلة أعداء الله، ورد المشركين، ولذلك شجع الدين على ارتباط الخيل في سبيل الله. جاء في القرآن الكريم:
    (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) – الأنفال: 60 –

    وأُثر عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أن قال: " من هم أن يرتبط فرساً في سبيل الله بنية صادقة أعطي أجر الشهيد" ، و "من كثرت سيئاته، وقلت حسناته، فليرتبط فرساً في سبيل الله. ومن ارتبط فرساً في سبيل الله كان كمن نصر موسى وهارون، وقاتل فرعون وهامان" و "ما من رجل مسلم إلا حق عليه أن يرتبط فرساً إذا أطاق ذلك".

    ولتشجيع اقتناء الخيل واستخدامه في سبيل الدين فضلها الرسول على الفرسان أنفسهم في اقتسام المغانم، فأعطى الفارس في فتح مكة ثلاثة أسهم: واحد له، واثنين لفرسه، وقال: "إني جعلت للفرس سهمين وللفارس سهماً".

    ولكي تكون الخيل قوية ثابتة في المعارك حض رسول الله على إكرامها والعناية بها أشد العناية. وقد أثر عنه أنه قال: "من ارتبط فرساً في سبيل الله، فعالج عليقه بيده كان له بكل حبة حسنة" و "من كان له فرس عربي فأكرمه، أكرمه الله، وإن أهانه أهانه الله" و "أكرموا الخيل وجللوها" .... والواقع أنه لشدة اهتمام الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالخيل وكثرة الأحاديث النبوية التي قيلت فيها ، يستطيع الباحث أن يملأ كتيباً إذا جمع هذه الأحاديث.

    ولم يكتف الرسول بالحض على اقتناء الخيل وإكرامهاوالعناية بها، بل ضرب بنفسه خير مثل، فاقتنى تسع عشرة فرساً ( وقد قيل عشرين) من أفضل نوع مشترياً بعضها ومتقبلاً بعضها هدية، ومنها:

    السكب، وقد اشتراه النبي من أعرابي بعشر أوراق، وكان اسمه الضرس ، وكان عليه يوم أُحد.

    المرتجز، وقد سمي بذلك لحسن صهيله، وقد اشتراه من احدهم.

    البحر، وقد اشتراه من تجار قدموا من اليمن، فسبق عليه مرات.

    سبحة، اشتراه من أعرابي من جُهينة بعشرة من الإبل.

    اللّحيف، أهداه له مروة بن عمرو من أرض البلقاء، وقيل أهداه له ربيعة بن أبي البراء.

    الظّرٍب، أهداه له فروة بن عمرو بن الناقرة الجذامي.

    الورد، أهداه له تميم الداري.

    المُلاوح، أهداه له وفد من الرهاويين.

    اللزاز، أهداه له المقوقس.

    وإذا انتقلنا إلى استخدام الخيل للهو، والسبق، والرهان، فإن النبي سبّق الخيل وقد أثر عنه أنه قال: "لا سبق إلا في خف، أو حافر، أو نصل". وعن مكحول أن رسول الله سبق الخيل، فجاء فرسه الأدهم سابقاً، فلما رأى ذلك جثا على ركبتيه، وقال: إنه لبحر، فقال عمر بن الخطاب: كذب الحطيئة في قوله:

    فإن جياد الخيل لا تستفزنا ولا جاعلات العاج فوق المعاصم

    فلو كان أحد ناجياً من هذا لنجا رسول الله عليه الصلاة والسلام. وعن يعقوب زيد بن طلحة عن أبيه قال: سبق رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بين الخيل اثنتي عشر أوقية، فسبق فرس لأبي بكر الصديق، فأخذ أربعمئة وثمانين درهماً.

    أما الرهان فقسمان:

    1- رهان يراهن فيه الرجل صاحبه في المسابقة يضع هذا رهناً، وهذا رهناً فأيهما سبق فرسه أخذ رهنه ورهن صاحبه. وهذا كان من أمر الجاهلية، وهو القمار المنهي عنه: (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) – المائدة: 90 - . وقد روي عن خباب أنه قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم - : "الخيل ثلاثة: فرس للرحمن، وفرس للإنسان وفرس للشيطان، فأما فرس الرحمن فما اتخذ لله في سبيل الله ، وقوتل عليه أعداء الله، وأما فرس الإنسان، فما استطرق عليه، وأما فرس الشيطان فما روهن وقومر عليه.".

    2- رهان يكون فيه الرهن من أحد المراهنين، على أنه سبق لم يكن له شيئ، وإن سبق أخذ صاحبه الرهن. وهذا الرهان حلال لأن الرهن إنما هو من أحدهما دون الآخر. وكذلك إن جعل كل واحد منهما رهناً، وأدخلا بينهما محللاً، وهو فرس ثالث يكون مع الولين ، ويسمى الدخيل، ولا يجعل لصاحب الثالث شيئ، ثم يرسلون الأفراس الثلاثة، فإن سبق أحد الأولين أخذ رهنه ورهن صاحبه، فكان له طيباً وإن سبق الدخيل أخذ الرهنين جميعاً، وإن سُبق هو لم يكن عليه شيئ. ولا يكون الدخيل إلا رائعاً جواداً، لا يأمنان أن يسبقهما، وإلا فهذا قمار لأنهما كأنهما لم يدخلا بينهما محللاً. وأصل هذا الحديث سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله: "من أدخل فرساً بين فرسين وهو لا يأمن أن يُسبق فلا بأس به، ومن أدخل فرساً بين فرسين وهو يأمن أن يُسبق فهو قمار".

    وتابع الخلفاء الراشدون والأمويون والعباسيون سيرة النبي في اقتناء الخيل، والعناية بها، والتفاخر بعددها، وجمالها، وسبقها، وروي عن الشعبي أن عمر بن الخطاب كتب إلى سعد بن أبي وقاص: أن أَجْرٍ الخيل، وسبق بين الناس. قال: فأجريت الخيل بالكوفة، فأقبل فرسان يحتكان حتى دخلا الحجرة، فتنازعوا فيهما، فكتب بذلك إلى عمر، فكتب عمر: إذا سبق بالرأس فقد سَبَق. وروي أيضاً، أن المهدي أجرى الخيل، فسبقها فرس له يسمى الغضبان، فطلب الشعراء، فلم يحضر أحد منهم إلا أبو دُلامة، فقال له: قلده، فلم يفهم ما أراد، فقلده عمامته، فقال له المهدي: يا ابن الخنى، أنا أكثر عماءم منك، إنما أردت أن تقلده شعراً، ثم قال: يا لهفي على العماني، فلم يتم كلامه حتى أقبل العماني، فقيل له: هاهوذا قد أقبل. فقال: قلد فرسي يا عماني، فقال غير متوقف:

    قد غضب الغضبان إذا جد الغضب وجاء يحمي حسباً فوق الحسب

    مـنه رأت عـبس بن عبد المطلب وجاءت الخـيل به تشـكو التعب

    له عليها ما لكم على العرب

    فقال المهدي: أحسنت والله، وأمر له بعشرة آلاف درهم.

    وأجرى هارون الرشيد الخيل، فجاء فرس له يقال له "المشمر" أولاً، وكان الرشيد معجباً بهذا الفرس، فأمر الشعراء أن يقولوا فيه، فقال أبو العتاهية:

    جاء المشمر والأفراس يقدمها هوناً على رسله منها وما انبهرا

    وخلف الريح حسرى وهي جاهدة ومر يختطف الأبصار والنظرا

    وكانت العرب ترسل الخيول في السباق عشرة عشرة، وكانوا يسمون الجواد الذي يأتي أولاً السابق أو المبرز أو المجلي، والثاني المصلي، والثالث المسلي، والرابع التالي، والخامس المرتاح، والسادس العاطف، .... والعاشر السكيت أو الفسكل، ويروى أن النبي –صلى الله عليه وسلم- سابق بين أفراس على حُلل أتته من اليمن، فأعطى المجلي ثلاثة حلل، والمصلي حلتين، والثالث حلة، والرابع ديناراً، والخامس درهماً، والسادس قصبة، وقال له بارك الله فيك وفيكم كلكم، وفي السابق وفي الفسكل.

    وسرعان ما برز مظهر آخر من مظاهر اهتمام العرب والمسلمين بالجواد، إذ عندما بدأ المفكرون يضعون تآليفهم، كان من أوائل الكتب التي وضعوها، كتب الخيل، ثم تتابع المصنفات التي تعنى بشؤون الخيل، فكتب فيها ما لم يكتب في أي موضوع آخر سوى الدين وعلوم العربية، ومن هذه المصنفات نذكر كتاب "أنساب الخيل" لابن الكلبي، وكتاب "أسماء الخيل" لابن الأعرابي، و"كتاب الخيل" للأصمعي، و"كتاب الخيل" لأبي عبيدة (معمر بن المثنى) و"كتاب الخيل أو السياسة في علم الفراسة عن الإمام علي وأشايرهم وأمايرهم" للدمياطي (الحافظ شرف الدين)، و "حلية الفرسان وشعار الشجعان" لابن هذيل (علي بن عبدالرحمن)، و "كتاب أسماء خيل العرب وأنسابها وذكر فرسانها" للفندجاني (أبو محمد الحسن بن أحمد الأعرابي)، و"صفات الخيل ألوانها وشياتها وانحلالها وعلاجها ووصف هجينها وسليمها ومعيبها" لابن أبي قطيرة (أحمد بن محمد)، و "البيطرة" لابن علي (محمد بن محمد)، و "أسماء خيل العرب وفرسانها" لأبي عبدالله محمد بن زياد الأعرابي، و "كتاب الخيل" لأبي عبد الله محمد بن عبدالله الخطيب الإسكافي ......

    واستمر اعتناء العرب بالخيل العربية الأصيلة عبر العصور، وعندما احتكوا بالأوروبين عبر الحملات الصليبية والحروب العثمانية والأندلسية، وعبر التجارة، استورد هؤلاء بعض هذه الخيول وربوها في مرابطهم، واستطاعوا تحسين سلالات خيولهم بها.[/align]
    [align=center][/align]

  6. #21

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]الخيل والفروسية عند العرب



    قال الجاحظ: >لم تكن أمة قط، أشد عجباً بالخيل، ولا أعلم بها، من العرب<، وقد لعبت الخيل دوراً بارزاً في حياة العرب، وتركت أبلغ الأثر في لغتهم وأدبهم وطباعهم، فمن حيث اللغة أضافت إليها كثيراً من الألفاظ التي تتعلق بأعضائها وصفاتها وحركاتها·

    وفي مجال الأدب ألهبت أخيلة الشعراء، فتغنوا بشجاعتها ورشاقتها وخيلائها، وأما طباع العرب فقد روضتها الفروسية، فأحسنت رياضتها، وبثت فيها النخوة والحمية·

    وترجع عناية العرب بالخيل إلى فجر العروبة، أي منذ اتخذوها عوناً لهم على أعدائهم، فشاركتهم الأمجاد والانتصارات، ومن أجل ذلك أوصى >أكثم بن صيفي< قومه بالخيل فقال: عليكم بالخيل فأكرموها فإنها حصون العرب، كذلك قال فيها الشاعر يزيد العبدي:

    مفداة مكرمة علينا

    تُجاع لها العيال ولا تُجاع

    ولذلك ليس هذا عجيباً أن حفظ العرب أنسابها، بقدر ما حفظوا أنسابهم، وصانوها من الهجنة ما استطاعوا، ولم يدخروا وسعاً في سبيل إعزازها·

    انتشار الخيل بين العرب

    للخيول قصة عريقة وشيقة يقال إنها كانت وحشية غير مستأنسة، ثم كان أول من اعتنى بها >إسماعيل بن إبراهيم< عليه السلام، سخرها الله له فكان أول من ركبها·

    وكان نبي الله >داود< محباً للخيل شغوفاً بها، فجمع منها ألف فرس ورثها عنه سليمان، فقال فيها: >ما ورثني داود مالاً أحب إليَّ من هذه الخيل<، وقيل إن >سليمان بن داود< جلس يستعرض خيوله يوماً حتى شغلته عن صلاة العصر، ولم يبق منها سوى مئة فرس، فأدرك فوات الصلاة، فغضب وقام لصلاته ثم عاد لاستعراض المئة الباقية قائلاً: >هذه المئة أحب إليَّ من التسعمئة التي فتنتني عن ذكر ربي<·

    وروى ابن الكلبي أن أول ما انتشر في العرب من تلك الخيل أن قوماً من >الأزد< من أهل >عُمان< قدموا على >سليمان< بعد تزوجه >بلقيس< ملكة سبأ، فسألوه: عما يحتاجون إليه من أمر دينهم ودنياهم حتى قضوا في ذلك ما أرادوا، وهمُّوا بالانصراف، فقالوا: يا نبي الله: إن بلدنا شاسع، وقد أنفقنا من الزاد، مر لنا بزاد يبلغنا بلادنا، فدفع إليهم >سليمان< فرساً من خيله من خيل >داود< قال: هذا زادكم، فإذا نزلت فاحملوا عليه رجلاً وأعطوه مطرداً >المطرد: رمح قصير يطعن به حمار الوحش< وأوروا ناركم، فإنكم لن تجمعوا حطبكم وتوروا ناركم حتى يأتيكم بالصيد، فجعل القوم لا ينزلون منزلاً إلا حملوا على فرسهم رجلاً بيده مطرد واحتطبوا وأوروا نارهم، فلا يلبث أن يأتيهم بصيد من الظباء والحمر فيكون معهم ما يكفيهم ويشبعهم، ويفضل إلى المنزل الآخر، فقال الأزديون: ما لفرسنا هذا اسم إلا >زاد الراكب<·· فكان أول فرس انتشر في العرب من تلك الخيل، فلما سمعت >بنوتغلب< أتوهم فاستطرقوهم، فنتج لهم من زاد الراكب ـ الهجيس، فكان أجود من زاد الراكب·

    ثم توالت الأنساب والأحساب بين خيول العرب من سلاسلة >زاد الراكب< فكان منها >الديناري<، و>أعوج وسبل<، و>ذو العقال<، و>جلوى<، و>الخرز< إلى أن كانت مئة وسبعة وخمسين فرساً معروفة في الجاهلية والإسلام، وهذه الأسماء يعرفها من هو ذو خبرة ودراية بتاريخ الخيول العربية ولا يتسع الحديث هنا عن ذكرها بالتفصيل·

    الخيل والفروسية في الجاهلية

    لم يكن العرب في الجاهلية يهتمون بشيء من الحيوانات قدر اهتمامهم بالخيول··· وكانوا يرون أنه لا عز إلا بها ولا قهر للأعداء إلا بسببها، فكانت تنال تكريمهم إلى درجة تفصيلها على أولادهم وأنفسهم إذ قال عمر بن مالك:

    وسابح كعقاب الدجن أجمله

    دون العيال له الإيثار واللطف

    وكان بعضهم يعير بعضهم الآخر على عدم اهتمامه بخيوله فقال >عنترة< يهجو قوماً أهملوا خيولهم:

    ابني ذبيبة ما لمهركم

    متهوساً وبطونكم عجر

    ويروى أنه من شدة محبة العرب للخيل··· كان أشرافهم يخدمونها بأنفسهم ولا يتكلمون في القيام بخدمتها على غيرهم·

    وقال بعض الحكماء: ثلاثة لا يأنف الشريف من خدمتهم: الوالد·· والضيف·· والفرس·· وتؤكد كتب الرياضة البدنية، أنه كان للفروسية والفرسان عند العرب في الجاهلية المقام الأكبر والمكانة الأولى بين العشائر والقبائل، وكان الدفاع عن الضعيف والانتصار للمرأة والشهامة وغيرها من الصفات التي يفخر بها فرسانهم، وكانوا يسجلون بطولاتهم بأشعارهم، فتنتشر بين القبائل ويتغنى بها في الأسواق مثل عكاظ، وفي البادية والأمصار، وكان الناشئ من أبنائهم لا يكاد يصل إلى الثامنة من عمره حتى يحتم عليه أن يتعلم ركوب الخيل ويتدرب على فن الفروسية، والعرب كانوا منذ جاهليتهم فرساناً كماة تجري الفروسية في عروقهم، كما تجري الدماء في الجسم، وقد خلَّد التاريخ سِيَر عشرات من الفرسان، الذين تمثَّلت فيهم صفات العروبة الحقة الجياشة بالفتوة والبسالة، المثيرة للفخر والإعجاب، ومن أشهر أولئك الفرسان البواسل:

    ـ عامر بن مالك >زيد الخيل الذي قَدِم على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مع وفد طيء سنة تسع للهجرة، فأسلم، فسمَّاه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، زيد الخير<· ـ عامر بن الطفيل >أشهر فرسان العرب بأساً<·

    ـ عمرو بن معدي كرب >الفارس صاحب الغارات في الجاهلية، أدرك الإسلام فأسلم، وأبلى في معاركه المجيدة أحسن البلاء<·

    ـ دريد بن الصمة >من فوارس العرب الشهيرين الذين لا يشق لهم غبار<·

    ـ أمية بن حرثان الكناني >ينتهي نسبه إلى مضر، وكان فارساً من سادات قومه<·

    ـ عمرو بن كلثوم >وهو أحد فتاكي العرب<·

    ـ الشنفرى الحارثي القحطاني >وكان من الفرسان المعدودين<·

    ـ الحارث بن عباد الربعي >كان من حكام ربيعة وفرسانها المعروفين<·

    ـ سعد بن مالك >أحد سادات بكر وفرسانها في الجاهلية<·

    ـ مهلهل بن ربيعة التغلبي >أحد فرسان العرب المعدودين وكماتها الشهيرين<·

    ـ عنترة العبسي بن شداد >أحد فرسان العرب الشهيرين<·

    ـ ربيعة بن مكرم >كان من الفرسان المعدودين والشهيرين في زمانه<·

    الخيل والفروسية في الإسلام

    وجاء الإسلام الذي رفرفت أعلامه الأولى فوق صهوات الخيل المخضبة بدماء الشهداء، فمجَّد الفروسية، وأوصى بارتباط الخيل وإكرامها·

    وورد ذكر الخيل في أكثر من آية من آيات القرآن الكريم كلها ترفع من قدرها على غيرها من الحيوانات الأخرى، كما أقسم بها الله خالق هذا الكون·· وما فيه من مخلوقات في قوله تعالى: (والعاديات ضبحاً)·

    ويأتي ذكر الخيل في أحاديث سيد الخلق محمد، صلى الله عليه وسلم، مدحاً وتكريماً، فقد جاء في الحديث الشريف قوله، صلى الله عليه وسلم: >من ارتبط فرساً في سبيل الله كان له مثل أجر الصائم، والباسط يده بالصدقة مادام ينفق على فرسه<

    كما جاء في حديث آخر: >الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة<·

    وقد نهى الرسول، صلى الله عليه وسلم، عن إيذاء الخيل، وعن خصائها، وجز أذنابها، وأعرافها، ونواصيها، وكل ما من شأنه إذلالها لأن من طباع الخيل: الخيلاء، والزهو بالنفس ومحبة صاحبها والخيل مثل البشر من طبعها المرح، والزعل، والاكتئاب·

    ويروى أنه كان للرسول، صلى الله عليه وسلم، ثماني عشرة فرساً أشهرها >لزاز ـ لحاف ـ المرتجز >وقد سُمِّي كذلك لحسن صهيله< ـ السكب ـ اليعسوب<، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أشهر فرسان الصحابة ومن أقواله المأثورة: لن تخور قوى مادام صاحبها ينزع وينزو، يقصد بذلك مادام صاحبها ينزع في القوس، وينزو على الخيل >أي يثبت عليها عند الركوب في غير استعانة بالركاب<·

    وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يمارس هاتين الرياضتين، ويُقال إنه كان يمسك أذني فرسه، ثم يقفز عليه وهو يعدو فيحكم قياده، فكأنه وُلِدَ على ظهر فرس·

    ومن أعلام الفرسان، الذين ظهروا فيما بعد، وكانت تروى حول بطولاتهم قصص كالأساطير، >معن بن زائدة<، و>أبودلف العجلي<، و>عمر بن منيف<، الذي قيل إنه خرج ذات يوم للصيد، فتتبع حماراً وحشياً ومازال يركض بفرسه حتى حاذاه، ثم جمع رجليه ووثب على ظهره، وأخذ يجز عنقه بسكينه، وهو يقاوم بعنف، حتى ذبحه·

    ومن أشهر فرسان الخوارج >قطري بن الفجاءة<، و>شبيب الخارجي< الذي نذرت امرأته ذات يوم أن تصلي في جامع الكوفة، وهي معقل خصومه، ركعتين تقرأ في أولاهما سورة البقرة، وفي الثانية سورة آل عمران، فعبر بها نهر الفرات، وأدخلها الجامع، ووقف على باب الجامع يحميها حتى أوفت بنذرها، وكان الحجاج في المدينة، على رأس خمسين ألفاً من الجند·

    عناية الخلفاء بالخيل وإكرامهم الفرسان

    وقد وضع الخلفاء وصية الرسول، صلى الله عليه وسلم، نصب أعينهم، فعنوا بارتباط الخيل، وضاعفوا من رواتب الفرسان، حتى يوسعوا الإنفاق على خيلهم، وكانوا يحاسبونهم عن إهمالهم إياها حساباً عسيراً·

    ويروى أن >عمر بن الليث< الذي تولى أمر الجند في عهد الخليفة >المعتمد<، استعرض الفرسان وخيلهم ذات يوم، عند منحهم العطاء، فشاهد فارساً كان فرسه في غاية الهزال، فقال له معنفاً: يا هذا، تأخذ مالنا لتنفقه على امرأتك فتسمنها، وتهزل دابتك التي تحارب عليها؟·· امض فليس لك عندي شيء·

    فقال الفارس: جعلت لك الفداء··· والله لو شهدت امرأتي لاستسمنت دابتي·

    فضحك عمر وأمر بإعطائه، ثم قال له: استبدل بدابتك·

    وكان الخلفاء يقربون البارزين من فرسانهم، ويبالغون في إكرامهم، ومن أشهر فرسان العصر العباسي، الذين حظوا بمكانة رفيعة في بلاط الخلافة، >أبوالوليد بن فتحون< الذي برز في عهد >المستعين<، وكانت تضرب بشجاعته الأمثال، فقربه الخليفة وعظَّمه، وأغدق عليه الأموال، وذاع صيته بين الروم الذين كانوا يخشونه، حتى قيل على سبيل المبالغة، إن الفارس منهم كان يقول لفرسه إذا أحجم عن شرب الماء: ويحك هل رأيت >ابن فتحون< في الماء· ومن أخبار ذلك الفارس، أنه اشترك يوماً في قتال الروم، وبلغ من شجاعته وثقته بنفسه وسخريته من أعدائه، أنه استوى على سرج فرسه، وانطلق إلى المعركة يتهادى من غير سلاح، ولم يكن معه غير سوط طويل، معقود الطرف، فأغرى به ذلك فارساً من فحول فرسانهم، فبرز إليه، وإذا بأبي الوليد يرفع يده بالسوط، ثم يهوي على عنقه، فيلتف عليه، ثم إذا به يجذبه بشدة، فيقتلعه من فوق سرجه، ثم يجره على الأرض، حتى يلقيه بين يدي أمير المؤمنين·

    من صفات الخيل العتاق

    الحصان العربي من أحسن أنواع الخيول على الإطلاق وأقدرها، وموطنه شبه الجزيرة العربية ويمتاز بصفاته الوراثية الأصيلة التي لم تتغير على مرور أجياله، فلقد ثبت أنه الأقدر على السرعة وقوة التحمل والعزيمة والصبر، حيث أكسبته الصحراء هذه الصفات دون الخيول الأخرى·

    ويشتهر الحصان العربي أيضاً برقته ووفائه وحسن خلقه، ويمتاز بصغر رأسه وجبهته العريضة، وأذنيه الصغيرتين الرقيقتين، وبعينيه الكحيلتين الواسعتين، وأنفه البارز المقعر من أسفل جبهته، وباتساع منخريه وفمه الوسيم، وبشفتيه الرقيقتين وفكه العريض، وهو واسع الصدر ضيق الخاصرة، رشيق الأضلاع، مفتول العضلات، ساعداه قويتان طويلتان، وركبتاه عريضتان، وعرقوباه قويتان، حوافره سوداء، قوية صلبة متوسطة الميل على الأرض، عنقه مقوس قليلاً بالتحديب إلى أعلى، ظهره قصير مستقيم عريض وينتهي بكفل عريض مستقيم وذيله ينتهي بخصلة من الشعر الطويل الجميل·

    وقد نبغ كثير من العرب في التمييز بين العتاق والهجن من الخيل، ومما يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه عرض بعض الخيل على >سليمان بن ربيعة الباهلي< لتمييزها، فأحضر طستاً به ماء، ووضعه على الأرض، ثم قدمت الخيل تشرب فرساً فرساً، فما ثنى منها سنبكة هجنه، وما لم يثنه عربه· وعلل ذلك بأن في أعناق الهجن من الخيل قصراً لا تنال معه الماء إلا على تلك الحال، بينما أعناق الخيل العتاق طوال·

    ومن أشهر الخيل العتاق فرس لـ>هشام بن عبدالملك< كان يُسمَّى >الذائد<، قيل إن سائسه كان لا يستطيع الدخول عليه، ما لم يأذن له، وذلك بأن يحرك له مخلاة الشعير وهو بالخارج، فإن حمحم الفرس دخل عليه، وإن هو لم يفعل اندفع نحوه وطرده·

    رياضة الفروسية

    كما لعبت الفروسية دوراً رائعاً في ميادين القتال عند العرب، فقد كانت من أرقى ضروب الرياضة، وأظفرها بتشجيع الخلفاء في زمن السلم، وكان سباق الخيل من أعرق ضروب الرياضة، التي لقيت كل عناية وتشجيع من الخلفاء، وبخاصة من >معاوية بن أبي سفيان< و>هشام بن عبدالملك<، وقد بلغ من شغف >هشام< بالخيل وسباقها أنه اقتنى وحده أربعة آلاف فرس، ولم يسبقه أحد من العرب إلى ذلك·

    ومن ميادين السباق التي خلَّدها التاريخ، ميدان الرصافة في عصر الأمويين، وميدانا >الرقة< و>الشماسية< في عصر العباسيين، و>ميادين الحكم< بالأندلس، و>أحمد بن طولون< و>بيبرس< في مصر·

    ومن أشهر ألعاب الفروسية لعبة الكرة والصولجان أو الجوكان، وكانوا يتقاذفون فيها كرة خفيفة بعصا عقفاء، تبلغ الواحدة منها نحو أربعة من الأذرع طولاً، وهم على صهوات الخيل، ويروى أن >هارون الرشيد< كان أول من عشق تلك اللعبة من الخلفاء، ولم يكن الخليفة >المعتصم< أقل منه إقبالاً عليها، ولم تلبث أن أصبحت اللعبة المفضلة عند القادة والأمراء، وكانت تلك اللعبة معروفة عند العرب قبل الإسلام، ولكن في أضيق نطاق، وكان من النابغين فيها الشاعر العربي >عدي بن زيد<، وقد انتقلت تلك اللعبة في العصور الوسطى إلى البلاد الأوروبية عن طريق مصر، وصارت تسمى في مقاطعة >لانجدوك< Languedoc في فرنسا La chicane أي >الجوكان< ولم تلبث أن تطورت نحو لعبة >البولو< الحالية·

    أثر الفروسية العربية في الشعوب الأوروبية

    كانت للفروسية العربية آداب نبيلة، تجمع بين النخوة والشرف والرحمة والتقوى والإقدام، وقد خلب الفرسان العرب بآدابهم هذه ألباب الشعوب الأوروبية، التي اتصلت بهم في القرون الوسطى، سواء عن طريق الحروب الصليبية في الشرق، أم عن طريق صقلية والأندلس، فقد أكد الباحثون الغربيون خلال دراساتهم وأبحاثهم أن أساس وأصل الفروسية عند الغربيين كان صدى للفروسية العربية، قال العلامة >بيكلسون<: >من الممكن تتبع فروسية العصور الوسطى وإرجاعها إلى بلاد العرب الجاهلية لأن شهامة الفرسان ومغامراتهم وإنقاذ العذارى من السبي والمساعدة التي كانت تقدم في كل مكان للنساء المحتاجات إلى مساعدة، كل هذه صفات عربية، وقد أطلق عليها في أوروبا كلمة نبل أو بطولة Chivalry والصلة وثيقة بين هذه الأعمال المجيدة وبين الفارس، ذلك البطل النبيل الشريف Chivalrous، لذلك اقترن الشعر بالفروسية في أوروبا كما اقترن عند العرب، بل أصبح شرطاً من شروطها وصار لزاماً على الفرسان أن يقرضوه كباراً أو صغاراً<·

    وقد تحدث الكاتب الفرنسي >غوستاف لوبون< في كتابه >حضارة العرب< عن قواعد الفروسية عندهم فقال: >للفروسية العربية شروطها، كما للفروسية الأوروبية التي ظهرت بعدها، فلم يكن المرء يعد فارساً إلا إذا تحلى بصفات عشر: الصلاح والكرامة، ورقة الشمايل، والعزيمة الشعرية، والفصاحة، والقوة والمهارة في ركوب الخيل، والمقدرة على استعمال السيف والرمح والنشاب·

    وكان عرب إسبانيا بالإضافة إلى تسامحهم العظيم، يتصفون بالفروسية المثالية، فيرحمون الضعفاء، ويرفقون بالمغلوبين، ويقفون عند شروطهم، وما إلى ذلك من الآداب التي اقتبستها الأمم النصرانية في أوروبا عنهم<·

    وذكر >رنول< في كتابه >تاريخ الجيش الفرنسي< أن الأوروبيين أخذوا عن العرب فكرة الفرسان الملثمين كما أخذوا عنهم فكرة الفرسان المجردين من الدروع والأسلحة الثقيلة· وينسب >سيديو< إلى العرب ابتكار قصص الفروسية التي انتشرت من بعدهم في إسبانيا، وما كان يتبع ترديدها من رقص وغناء·

    ملوك أوروبا يستخدمون الفرسان العرب

    وقد بلغ من إعجاب ملوك أوروبا وأمرائها بالفرسان العرب، أن تهافتوا على استخدامهم وتعزيز جيوشهم بهم، فاشترك أولئك الفرسان في المعارك التي دارت بين دولهم وإماراتهم، وعندما استخدم أهالي >نابلي< جماعة من أولئك الفرسان في قتالهم مع دوقات >بنيفيان<، سعى أولئك الدوقات إلى استخدام فرسان من العرب أيضاً في جيشهم، وعندما أراد الأمبراطوران اليونانيان >باسيل< و>قسطنطين< استعادة نفوذهما في إيطاليا، استخدما في جيشهما عدداً من الفرسان العرب، فحاربوا تحت لوائهما الأمبراطور الألماني >أتون الأول< وخلفه، وحققوا نصراً ساحقاً في موقعة >بازنتليو< التي أعادت حكم جنوب إيطاليا إلى اليونانيين، وذكر المؤرخ >موراتوري< أن أولئك الفرسان هم الذين كسبوا تلك المعركة حقاً، وأنهم كانوا سادة ساحة القتال المتحكمين فيها طوال المعركة·

    وقاتل الفرسان العرب الفرنسيين في صفوف >الأرجوانيين<، في أواخر القرن الثالث عشر، وأوائل القرن الرابع عشر، فأبلوا أحسن البلاء، وحدث أن أرسل الفرنسيون أحدهم، فأرسلوه إلى قائدهم، كإحدى الأعاجيب، فما أن مثل بين يديه، حتى طلب من القائد بكل شجاعة أن يتيح له وهو مترجل، ولا يحمل غير سيفه، مبارزة أكفأ فرسانه، وهو راكب مزوَّد بكل أسلحته، وممتط صهوة جواده، فقبل القائد، وأخرج إليه أحد أبطاله، فلم يلبث أن صرعه بعد قليل، رغم تفاوت ظروفهما، ولما علم ملك >الأرجوانيين< بتلك الحادثة، رضي أن يفرج عن كل عشرة من أسراه الفرنسيين، لقاء كل أسير واحد من فرسان العرب·

    دراسات عن الخيل والفروسية

    وتضم المكتبة العربية مؤلفات لا تُحصى حول فصائل الخيل، وآداب الفروسية، وأخبار الفرسان، ومن تلك المؤلفات >كتاب الخيل< للأصمعي، وكان من أعلم الناس بها، وبمعلومات العرب عنها·

    وقد ألَّف >ابن الأعرابي< كتاباً في >أسماء خيل العرب وفرسانها<، وألَّف >ابن الكلبي< كتاباً في >أنساب الخيل في الجاهلية والإسلام وأخبارها<، وجمع >الحافظ شرف الدين الدمياطي< في كتابه >قطر السيل في فضل الخيل<، كثيراً من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدعو إلى ارتباط الخيل، وتوصي بها خيراً· وأطنب >النويري< في كتابه >نهاية الأرب<، و>الدينوري< في كتابه >عيون الأخبار<، و>الأصفهاني< في كتابه >محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء< وغيرهم، الحديث عن فضل الخيل وصفاتها وعيوبها· ومن أشهر ما كتب في فنون الفروسية كتاب >آلات الجهاد وأدوات الصافنات الجياد< لـ>سليمان بن بنين النحوي المعري<، وكتاب >الفرسان وشعار الشجعان< لـ>ابن هذيل الأندلسي<، وقد كُتبت في مثل هذا الفن عشرات من المؤلفات·

    المراجع

    1 ـ د·إبراهيم محمد الفحام: الخيل والفروسية عند العرب·

    2 ـ د·محمد الغباشي ربيع: الخيول العربية·

    3 ـ محمد كامل علوي: الرياضة البدنية عند العرب·

    4 ـ ابن قيم الجوزية: الفروسية· [/align]
    [align=center][/align]

  7. #22

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    هذا مجموعة من الموضوعات عن الخيل عند العرب

    راح اكمل لو حبيتي موضوعات عن الخيل وصفاته واسمائه ... الخ

    ذا الحين راح اتوقف من شان تشوفي الموضوعات كذا تبغينها او لازم عن الفرزدق

    وإن عدتم عدنا

    تمنياتي لك بدوام التوفيق



    بعتقادي خيتي لو تاخذين الخيول عن القبايل يمكن تطلعين ببحث اروع من الروعة

    يعتبر بحث جديد وما اعتقد احد عمل مثله

    لان من مطالعتي لاحظت ان كل قبيلة من القبايل عندها اشعار وصفات معينه للخيول

    ^_^
    [align=center][/align]

  8. #23

    نجم ماسي

    الصورة الرمزية هَذْيَّان
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    الدولة
    عَيِنَيِه ..!
    المشاركات
    7,072
    جــرح طاهـر

    في البدايه

    عصبت عليك

    :

    بس بعدين

    برد خاطـري

    لما شفت البحث

    :

    ودي




    Sara


  9. #24

    نجم ماسي

    الصورة الرمزية هَذْيَّان
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    الدولة
    عَيِنَيِه ..!
    المشاركات
    7,072
    نيو ون

    :

    مشكور أخــوي

    :
    وخلاص كفيت ووفيت

    ولو احتجت أي شئ

    بخبرك
    :

    ألف شكر لك

    وربي لو أخذت فيه درجه كامله

    بدعي لك ليل نهااار
    :

    ودي




    Sara


  10. #25
    شـــــاعر الصورة الرمزية ماجد نصار
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    2,568
    :)

    أشكر أخي الفاضل
    جهد جبار ماقصر ربي يجزاه الخير



    تناهيد
    إبتسمي الآن :)

  11. #26
    ~ [نائب المدير العام ] ~
    ونائب رئيس مجلس الإدارة
    الصورة الرمزية عاشق الحزن
    تاريخ التسجيل
    Dec 2002
    الدولة
    في بيتنا
    المشاركات
    8,297
    المبدع والمتألق newone_01

    بارك الله فيك وفي جهودك دائما مبدع استاذي الفاضل
    لك خالص تحياتي وفائق احترامي

  12. #27

    نجم ماسي

    الصورة الرمزية هَذْيَّان
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    الدولة
    عَيِنَيِه ..!
    المشاركات
    7,072
    [align=left]

    newone_01

    غلاتــ أخته..

    وربي ماقصرتـ

    وجاية أبشرك..

    ترى جبت فيه..28/30

    يعني درجة تماام..

    :
    دعواتي إليك..
    وشنو تبي بعد..؟؟

    أمممممممممم
    بيبسي..حلى..كيك..

    تآمر شئ..

    وربي ماأقصر

    تسلممممممممممممممممم


    :

    دمت بخير

    :
    وديـ
    [/align]




    Sara


  13. #28

    مراقبة

    الصورة الرمزية لمياء الديوان
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    الدولة
    العراق -
    المشاركات
    10,059
    هذيان

    مع انه متاخر مباارك عليك هذا التقدير في درجتك

    جرح طاهر مشكور لدخولك ومساعدتك

    newone_01 وربي انت ماتقصر وانا جربتك

    ولذا سادخل لاطلب منك طلب

    انتظرني وتحياتي لك
    أخي لن تنال العلم إلا بستـة
    سأنبيك عن تأويلها ببيـان
    ذكاء.. وحرص ... واجتهاد وبُلغة
    وصحبة أستاذ.... وطول زمان

  14. #29

    نجم ماسي

    الصورة الرمزية هَذْيَّان
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    الدولة
    عَيِنَيِه ..!
    المشاركات
    7,072
    :

    ماجد نصار

    عارفة أنها متأخرة

    أبتسمت من زمااااااااان

    :

    لمياء الديوااان

    لاهنتِ يالغلا

    ومو غر يبة عليكِ

    ودي للجميييع




    Sara


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ســؤال ضــروري ...
    بواسطة / الجــوري / في المنتدى منتدى الأناقه والمكياج
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 04-08-2006, 05:27 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •