معلمات طيبة يعارضن قرار التربية بالتنازل عن خدمات الصحة المدرسية
-----------------------------------------------------
عبدالرحيم الحدادي - المدينة المنورة
أعلنت مؤخرا وزارة التربية والتعليم عن" تنازلها" لخدمات الإدارة العامة للصحة المدرسية لصالح وزارة الصحة، وسوف تتم عملية الانتقال مع إعلان صدور الميزانية الجديدة القادمة، وسيتم تشكيل لجنة من الوزارتين بمشاركة أعضاء من وزارتي الخدمة المدنية والمالية، للنظر في عملية التسليم.“المدينة” استطلعت آراء بعض المعلمات ومديرات المدارس وموظفي الوحدة الصحية عن عدم رغبتهن بتنفيذ هذا القرار .حيث قالت صفية كردي مديرة مدرسة ثانوية بالمدينة المنورة نتمنى أن تستمر الأوضاع كما هي ولا نحبذ أن تنتقل ملكيات الوحدات الصحية المدرسية لغير وزارة التربية والتعليم، خاصة بعد أن مر عليها سنوات طوال، وقدمت الوحدة الصحية المدرسية خدمات جليلة لطالبات وطلاب المدارس عبر الوحدات المجهزة بالتجهيز الكامل، وليس هذا فحسب وإنما الإدارة العامة للصحة المدرسية بالوزارة تقوم بنشر الوعي الصحي عبر المدارس المعززة بالصحة المدرسية، لإدراك أهمية التوعية الصحية للطالبات اللواتي هن أساس لبناء أسر سليمة، وتنظم الصحة المدرسية الندوات والمحاضرات للوعي الصحي لأمهات الطالبات نظريا وعمليا، وتوجيه الطالبات ونصحهن بالنظافة العامة.وأشارت الكردي إلى أن أي متغيرات على هذه الجهود قد تؤثر في الوصول إلى الهدف، إذ إن هذه المدارس تقوم بدراسة الظواهر ذات الأثر السيئ على المجتمع ومعالجتها وخاصة في البيئة المدرسية إذ إنه لا يمكن فصل هذا التخطيط القائم على تحقيق الأهداف لأن حياة الإنسان الصحية مرتبطة بحياته التعليمية بالجانب التعليمي يشجع جميع حاجات ومتطلبات الإنسان ليكون مرتاحا نفسيا وجسديا، وبالتالي تحقيق الجانب التكاملي للإنسان وهذا الدور الفاعل يقع ضمن مسؤولية المدارس المعززة للصحة.من جانبها أوضحت مديرة المدرسة الابتدائية العشرون حياة إبراهيم بديوي أن الوحدة الصحية المدرسية تقدم جهودا جبارة وتحرص على الرقي بصحة الأجيال وعلى التعاون مع المدارس، في إجابة النداء عند طلب العون والمساعدة وتوفير متطلبات المدارس من أدوية وأدوات صحية ومحاضرات ونشرات، وهذا يدل على التفاني في أداء الواجب والعمل على توفير أجواء صحية ملائمة يعيش في أحضانها أبناء هذا الوطن وعن نقل خدمات الصحة المدرسية لوزارة الصحة، أقول لقد أدرك المسؤولون عن هذه الوزارة العلاقة الوطيدة بين التحصيل الدراسي والحالة الصحية فهم صنوان لا ينفكان، ولذلك فقد ألحقت بها خدمات صحية منذ تأسيسها وهي تؤدي أدوارها وفق المرسوم لها وشهدت الصحة المدرسية خطوات تطويرية.فيما تؤكد المعلمة فاطمة سعد الدين أحمد أن الصحة المدرسية تهتم بشريحة كبيرة من منسوبي ومنسوبات وزارة التربية والتعليم، حيث تستهدف بخدماتها ما يربو على 5 ملايين طالب وطالبة و500 ألف موظف وموظفة، وهذا يجعلها تحتاج للمزيد من الإمكانيات والأجهزة والكوادر الطبية المتميزة، كما أن دوامها غير مشجع حيث تغلق أبوابها مع نهاية الدوام الرسمي ولا يستفيد منها إلا عدد قليل من الطلاب والمعلمين والبعض لا يحرص على زيارتها إلا للحصول على الإجازة المرضية.وفي ذات السياق أكد موظفو الوحدة الصحية المدرسية بالمدينة المنورة أن عملية التنازل من أملاك وزارة التربية والتعليم إلى أملاك وزارة الصحة بدون أخذ موافقتنا فيه نوع من الإجحاف لنا ولا ندري لماذا هذا التنازل ووزارة الصحة لديها من الموظفين ما يكفيها كما أن أغلب موظفي الصحة ممن نعرفهم عن قرب لا ينصحوننا بأن نكون تحت مظلتهم، وحتى الآن لم تتضح الصورة في هذا الأمر ولا ندري ما مصيرنا وكيف ستكون آلية العمل بعد أن نصبح ضمن أملاك وزارة الصحة وفي الوقت نفسه نتمنى أن لا يتم هذا التنازل، وأن يبقى الوضع كما هو ووزارة الصحة يكفيها الأعباء التي لديها وبانضمامنا لها سوف تزيد الأعباء وينعكس ذلك على الأداء الوظيفي وعلى الأهداف التي من أجلها أسست الوحدة الصحية المدرسية والتي لها أكثر من 40 عاما.من جانب آخر أوضحت الدكتورة ليلى الزامل مديرة الإشراف الطبي للوحدة المدرسية الأولى والثانية بالمدينة المنورة أن الصحة المدرسية ترتبط بالتعليم ارتباطا وثيقا، وهو ما أكدته الدراسات التربوية والصحية على السواء وهناك علاقة واضحة يرتبط فيها التحصيل الدراسي العلمي، وهو أهم الأهداف التي من اجلها وجدت هذه الوحدات الصحية في مختلف مناطق المملكة لتقديم خدماتها في صورة برامج صحية وقائية وبرامج تعزيز الصحة وبرامج علاجية من أجل الارتقاء بصحة المجتمع المدرسي بصفة خاصة وصحة المجتمع عامة مشيرة أن هذه البرامج تقدم تباعا ووفقا لمنهجية تعد من قبل القائمين على الصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم وقد وفقت بما قدمته من برامج لتواكب معطيات العصر والتوجهات العالمية، ونالت السبق في ذلك وكمنسوبات للصحة المدرسية وفي استخلاصنا للنتائج والتقارير لهذه البرامج المنطلقة من المدارس والخدمات الجليلة التي تقدم حيث نجد ونشاهد الكثير من الإيجابيات على أرض الواقع بشكل ملموس وملاحظ كما لمسنا مدى التغيير الواضح للمفاهيم السلوكية الخاطئة ومدى الإقبال على تحسين السلوكيات الصحية وغرس للمفاهيم السليمة لدى الأهالي عن طريق ما تقدمه برامج الصحة المدرسية من نشر للوعي الصحي المعرفي المدعوم بالممارسات والاتجاهات الصحية، فيما يعود بالنفع على صحة النشء، موضحة أنه يحدوها الأمل الكبير في أن تظل وزارة التربية والتعليم هي مظلتنا ونحن نعي تماما لرسالتنا الطبية والتربوية في آن واحد وقد تمرسنا في هذا المجال ما يكفي من مهارات عالية ومطلوبة تؤهل الجميع في أن يقدم المزيد والكثير من الخدمات المتقدمة والمتطورة وأنا ضد أن تتنازل وزارة التربية و التعليم في ما يخص الصحة المدرسية.
http://al-madina.com/node/45359