منهن من تركت عملها بسبب المسافات الطويلة ... طالبات ومعلمات يؤدين صلاة الفجر على
--------------------------------------------------------------------------------
الطريق ... و«الخصومات» بانتظارهن!
جدة - أمل باقازي الحياة - 02/03/08//تستيقظ سارة خواجة في تمام الساعة الثالثة والنصف فجراً، استعداداً لرحلة تدوم ساعتين ونصف الساعة، تربط بين مقر اقامتها في جدة ومدرستها في محافظة رابغ (300 كلم شمال جدة). المعلمة سارة تضطر إلى تأدية صلاة الفجر في طريقها إلى مقر عملها، خصوصاً أيام الاختبارات، وتصف خط سيرها بالرحلة الشاقة والمنهكة.
وتضيف: «أخرج من منزلي في تمام الساعة الرابعة والنصف، واستقل حافلة إحدى الشركات الخاصة، للوصول إلى المدرسة، وفي كل يوم يحاصرنا خطر الطريق، خصوصاً أن السائق يتجاوز السرعة المسموح بها في القيادة متجاهلاً نصائحنا، في محاولة منه للوصول الى المدرسة في الوقت المناسب، ويحدث أن نصل عند الساعة السابعة والنصف أو الثامنة صباحاً».
وتتابع مضيفة: «نحن خمس معلمات نشق طريقنا سوياً، ونظراً لطول المسافة فإن مقاعد الباص مهيأة بشكل يشبه مرتبة السرير، ويفصل بيننا وبين السائق ستار من القماش، إضافة إلى أن زجاج الباص مزود بتظليل أسود، ما يجعلنا نحضر معنا الوسادات والأغطية لنكمل نومنا في الطريق، خصوصاً أن المسافة طويلة والنعاس يغالبنا»، وتذكر أنها لا تصل إلى منزلها مع نهاية الدوام قبل الساعة الرابعة أو الخامسة عصراً.
فيما تشير زميلتها (فضلت عدم ذكر اسمها) إلى أنه من المفترض ألا تحسب إدارة المدرسة أول نصف ساعة من بداية الدوام المدرسي تأخيراً على المعلمات المرتبطات بطرق طويلة، واللاتي يداومن يومياً من خارج المنطقة. وتقول: «كثيرات من المعلمات يخترن الغياب عن الدوام المدرسي بسبب عدم مراعاة المسؤولات في المدرسة لظروفنا الصعبة، ليصل عدد المعلمات الملتزمات بالدوام المدرسي إلى 5 من أصل 18 معلمة».
أما المعلمة أميمة محمود، فقررت تقديم استقالتها حينما رُفض طلب نقلها من المنطقة التي كانت تعمل فيها، بعد أن تعرضت لحادثة أليمة أدت إلى دخولها في غيبوبة لمدة أربعة أشهر.
وتقول: «بعد أن أفقت من غيبوبتي لم أستطع مباشرة عملي بسبب الكدمات التي أصبت بها، غير أنني قررت ترك العمل لعدم قدرتي على تكرار المعاناة مرة أخرى مع الطرق الطويلة والخطرة».
والمعلمات لسن وحدهن من يرتبطن بمسلسل من المعاناة مع الطرق، فهناك طالبات يقطعن مسافات طويلة للوصول إلى الكليات التي يدرسن فيها، إذ تضطر الطالبة سناء محمود التي تسكن في منطقة بعيدة عن مكان دراستها إلى استكمال تجهيزاتها في الباص الذي يوصلها.
وتقول: «أكمل تسريح شعري ووضع أدوات الزينة في الطريق، اذ انني أخرج من منزلي مبكراً للبدء في الجولة الصباحية التي نجمع فيها صديقاتي الأخريات، ومع سرعة القيادة نصل إلى باب الكلية قبل بدء المحاضرة الأولى بدقائق معدودة». وتضيف: «في طريق عودتنا نختار النوم وسيلة لقتل الشعور بالثلاث ساعات التي تفصلنا عن بيوتنا».
وتتولى صديقتها الجوهرة محمد مهمة تجهيز ثلاجة القهوة العربية التي يرتشفنها طوال طريقهن إلى الكلية، وتقول: «يومياً أجهز القهوة من الليل، ولا أنسى مطلقاً صنع صنف من الحلويات كي تكتمل متعتنا أثناء السفر».
http://ksa.daralhayat.com/features/0...73a/story.html