تطوير معلن أو روتين متبع
--------------------------------------------------------------------------------
سعيد بن حسين اليامي
مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، من المشاريع الطموحة الهادفة إلى أن تكون لدينا نقلة نوعية في التعليم، حيث إن التوجيه السامي أمر بتخصيص 9 مليارات وكان هذا قبل عام...إدارة المشروع لم تتسلم أية مبالغ، ومدير عام المشروع د / عبد الرحمن الحركان استقال بعد توتر العلاقة بين وزارتي التربية والتعليم والمالية، والسبب أن وزارة المالية تصر على أن يتم التعامل مع المشروع بحسب الإجراءات الرسمية المتبعة في الإنفاق كما هو في المشروعات الحكومية.ووزارة التربية والتعليم رفضت ذلك وطالبت باستقلالية المشروع مادياً والسماح باعتباره هيئة مستقلة وفق نظام رقابي ومحاسبي معلن، لأنها ترى أن وجود صلاحيات وإجراءات مرنة يساعد على إدارة المشروع بمهنية القطاع الخاص والاستفادة من الخبرات والتجارب الوطنية والدولية.مما يعنيه التطوير الخروج عن المتبع، والمتبع يعني في المفهوم النظامي الحكومي ( الروتين ) ، وذلك هو السبب الرئيسي في التأخير والتعقيد وتفسير الماء بعد الجهد بالماء .وزارة التربية والتعليم تطالب بأن تعمل وفق نظام رقابي ومحاسبي معلن ، الكل يراه ويتابعه أما ما هو متبع فقد يكون فيه ثغرات كثيرة ومداخل وتفسيرات تجعل الأيام والشهور والأعوام تتتابع ونحن لم نتابع، والشاهد مرور عام على بداية المشروع ...وحيث إن تطوير التعليم يعني الانتقال من واقع معاش إلى أمل متوقع فلابد أن نحسن الظن بمن كلفوا ما دام أنهم يعملون حسب آلية معلنة و واضحة للجميع .قد تكون استقالة الدكتور عبد الرحمن الحركان دليل على أن أصحاب الآمال الكبيرة لا يرضون بالمتبع وفي بعض الأحيان المتنفعون أو أصحاب المصالح الشخصية هم فقط من يرضون بالواقع حتى لو لم يكن في مصلحة الوطن !!!أنا شخصياً لا أعرف الدكتور عبد الرحمن الحركان ، ولكني أعرف أن الإنسان الوطني والصادق أكثر ما يهمه نجاح ما يسعى إليه أهم من المنصب أو الإدارة التي يتولاها ، والشاهد على كل ما ذكر بأننا نحتاج إلى التطوير في أشياء كثيرة من أجل ذلك يجب أن نعتقد بأن الروتين هو القاتل الخفي لكل تطوير !!
[email protected]
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12650&P=4