"رخصة المعلم" ليست أهم مشاكل ميدان التربية والتعليم
0زاهر أحمد البريدي
بعد تصويت مجلس الشورى على رخصة المعلم كثر الحديث حول هذا التصويت وسخر البعض من مثل هذا التصويت وسطرت عبارات العجب والإنكار في جل وسائل الإعلام ومنتديات الشبكة الإلكترونية "الإنترنت"، ممن يرى أن مثل هذا التصويت ليس في زمانه ولا مكانه لأنه يعتبر "محبطاً" لملعم الأجيال ذلك الأكاديمي وصاحب المؤهل العلمي العالي والذي يمتاز به عن كثير من موظفي الدولة!مثل هذا التصويت محبط يا مجلس الشورى لأنه يأتي في زمن سلبت فيه حقوق المعلم في وضح النهار! وفي زمن فقدت فيه هيبة المعلم وجرد من كل سلطة، محبط لأن الميدان والمجتمع وأولياء الأمور يتنافسون في الضغط على المعلم والتدخل في عمله في كل صغيرة وكبيرة يريدون أن يسير أمامهم بالريموت كنترول آلة وليس بشراً له علمه ورأيه! محبط لأن وسائل الإعلام تستعرض قصص الاعتداء عليه بشكل درامي مخجل لا يقبل في أي مجتمع أن يبرر مثل ذلك النشر بحجة السبق الصحفي والحرص على التسويق، بغض النظر عن صدق الحدث أو كنهه، مبحط لأن المعلم يشاهد طلابه يكبرون في ميدان التربية والتعليم بعقول خاوية أشبه بالبالون.!هذه هي الحكاية يا مجلس الشورى الموقر: ميدان التربية والتعليم يغلي وفيه ما هو أهم ليشتغل به مجسل الشورى وليصوت عليه، بكل ثقة نقول لا يوجد ما يمنع أن تكون هناك رخصة يتم بموجبها مواصلة المعلم لمهنة العليم من عدمها لأن المفروض أن المعلمين مؤهلون ولديهم القدرة على تجاوز أي اختبار ولا يستحق أن يبقى في ميدان التربية والتعليم إلا من كان قادراً على الإشراف على عقول أبنائنا الطلاب وتقديم ما يثريهم ويساعدهم على البناء المعرفي والسلوكي، المعلم لديه من العلم والمعرفة والثقافة ما يساعده على تجاوز كل تقييم.لكن وبمنطق كيف يطلب من المعلم الحصول على تلك الرخصة وكيف يستساغ مثل هذا القرار قبل أن يتم إعطاء المعلم المميزات التي يستحقها بصفته الركيزة الأساس في ميدان التربية والتعليم الذي يعتبر أهم قطاع في الدولة، يفترض أن يقف المعلم على هرم قائمة موظفي الدولة لأنه يتحمل عبء تربية وتعليم رجال المستقبل وأمله، يجب أن يحصل المعلم على كامل حقوقه "راتب مجز، تأمين صحي، بدل سكن...إلخ" مع الحرص على حل مشكلة الوزارة المتكررة مع المستويات التي تبخس الكثير من المعلمين حقوقهم وتجعل قرابة 200 ألف من المعلمين والمعلمات ينصرفون عن الاهتمام بالتربية والتعليم لملاحقة الوزارة ومتابعتها لتعديل مستوياتهم وحقوقهم التي نص عليها قرار تعيينهم يهدرون بذلك وقتاً وجهداً ذهنياً بعيداً عن مهمتهم الأساس "التربية والتعليم"..! لماذا لم يقم مجلس الشورى بدراسة واقتراح ما يساعد على جعل المعلم أهم موظف في الدولة من حيث الراتب والبدلات.؟ بما أنه أهم موظف من حيث ما يوكل إليه من مهام وما يترتب على عمله من نتيجة تؤثر على كل المجتع إيجاباً وسلباً.! فالمعلم لا يتعامل مع ورق يمكن أن يعدل أي خطأ فيه إنه يتعامل مع عقول تتشرب بأفكار وتتربى على سلوك، يجب أن يكون سوياً لتكون الثمرة نافعة ومفيدة والعكس صحيح.هنا مربط الفرس يا مجلس الشورى وبعدها ليتم التصويت وإقرار ما تريدون ويريد كل المجتمع "رخصة معلم، فحص دوري للمعلم، سمكرة ودهان للمعلم، تربيط وغسيل بستم للمعلم..إلخ" كل ذلك وغيره لا يهم المعلم الناجح الفخور بتحمل رسالته الشريفة التي حملها من قبله الأنبياء عليهم السلام وهو أهل لحملها بما يملك من علم ومعرفة وقدرة على الجمع بين أهم متلازمين بعد الشهادتين "التربية والتعليم". فهل يدرك من صوت من أعضاء مجلس الشورى أن ميدان التربية والتعليم بحاجة لتصويت يدفع بالعجلة للأمام ويساعد على النهوض والرقي ومواكبة العصر بكل قدرة وثقة، المعلم لا يحتاج مثل هذه الإسقاطات التي تزيد الطين بلة والتي تجعله محل الشبهة ومدار التقصير والخلل..!ختاماً: نقول يا مجلس الشورى مع احترامنا يكفي ميدان التربية ما هو فيه من هم وهضم للحقوق..! لا تجعلوا هذا التصويت أشبه بصب "البنزين" على النار.
http://www.alwatan.com.sa/news/ad2.a...o=2773&id=2406