,,
,
,
,
لربما مجيء هنا كان متأخراً نوعاً ما ولولا رؤيتي للرابط في المراقبين لما وصلتُ إلى هنا..
.
.
أختي الحبيبة بنت عجام
.
.
عن هذا الأمر وهذه القضية كان هناك تفصيل في شرح آية قرآنية للإمام محمد ابن عبدالوهاب في قوله تعالى:" من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفِ إليهم أعمالهم فيها وهم لايبخسون أولئك ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبِط ماصنعو ا فيها وباطِلٌ ماكانوا يعملون "....
نزلت الآية القرآنية هذه متحدثة عن الكفار في تلك الحقبة الزمنية
فكان تعليق الإمام محمد بن عبدالوهاب عليها - رحمه الله - أن هذه الآية تنزل كذلك على المسلمين في مواطن معينة وأمور سأسردها هنا للفائدة فقط لاغير :
1- فئة من الناس تعمل العمل الصالح والعبادة ولاتريد بها سوى وجه الله عزوجل وهي كالصلاة والصيام لكنها في نفس الوقت تطلب الصحة البدنية فهي بذلك جعلت العمل في الدنيا لأجل الصحة فقط لاغير علماً أنَّهم في أصل الأمر غير مشركين بتاتاً ولم يصلوا لغير الله لعلمهم أن الله أمر بها ... بيد أنهم حينما صلوا كانوا يريدون من هذه الصلاة صحة البدن وكذلك الصيام ....
هذا الصنف من البشر حكم فعلهم ( شرك أصغر ) ...
والشرك الأصغر في الشرع أكبر من الكبيرة ولايغفره الله مالم يتب العبد منه وإلا فلابد من دخوله النار وأخذ الجزاء ثمَّ بعد ذلك يخرج من النار .......
..
2- فية من الناس تعمل العمل الصالح الخيري وهي تريد الأجر الأخروي والأجر الدنيوي فمثلاَ: صلة الرحم هنا حديث نبوي يقول فيه صلى الله عليه وسلم :" من وصِل رحمه ينسأ له في أثره ويبارك له في رزقه "... أو كما قال صلى الله عليه وسلم ...
هنا ثواب دنيوي وأخروي فزيادة الرزق والعمر في الدنيا والجنة في الآخرة ..
لو فعل الصلة لأجل هذين الأمرين هنا يقول الشيخ ..( لابأس في ذلك)...
وقول لابأس فيه دليل على أن مثل هذا الأمر يعتبر مقبول ولكن الأجر قليل فهذا لايعتبر كمال التوحيد بل هنا نقص بقدر طلب الدنيا ...
لكن الأمر يعتبر جائز نوعاً ما ....
3- يقوم بالفعل الخيري كالصلاة والصيام ولكن صاحب هذه الصلاة والعبادة يقوم بأعمال شركية تخرجه من دائرة الإسلام كمن يذبح لغير الله ويطوف حول القبور ويحلف بغير الله عزوجل من باب التعظيم ويتعلق بأمور شركية كبيرة كأن يعتقد أن النفع والضر بيد البشر وماإلى ذلك!!
هنا كل العمل محبط وهذا شركه قد أضاع العمل برمَّته فلايقبل عملٌُ له بتاتاً... حتى يتوب من الشرك الأكبر ,..
4- فئة من الناس تعمل العمل من باب الرياء والسمعة وهذا يعتبر شرك أكبر لأجل الناس والذي يحبط فقط العمل الذي وقع فيه الرياء فقط ..
فلو كان المرء يصلي ويصوم ويتصدق ولكن في الصدقة يريد مدح الناس وأما الصلاة فلا هنا يحبط العمل الذي وقعت فيه النية وهي الصدقة وهكذا دواليك...
.
ومن منطلق ماكتبته أعلاه توصلنا لكيف يمكن أن تتحول العبادة بسبب سوء النية إلى عمل غير مقبول..
.
لذا أتمنى من كل شخص قرأ هنا أو حضر أن يعلم يقيناً أن كل عمل صالح ليس من المفترض أن نفعله لأجل الصحة وماشابهها ... وإن كانت تؤدي لما يُقال عنها؟
لكن
نفعل العبادة طاعة لله فقط لاغير حتى يصبح العمل كامل ..
.
هذا والله أعلم وغفر الله لي ولكم أحبتي ..
.
.