المعلم يتألم والمدير يتهم ويتنصل .. التوعية تضيع!
---------------------------------------------------------
- صالح آل طلحاب من الرياض - 18/02/1428هـ
يتذمر الكثير من المعلمين من الانتقادات الموجهة لهم فلا يكاد اجتماع عام كان أو خاص إلا وتكال لهم التهم يمنة ويسرة، فهم سبب تردي مستوى الطلاب، لا ينتظمون في الدخول للحصص، لا يؤدون مهامهم الإشرافية على أتم وجه، دفتر التحضير لا تتم تعبئته بشكل يرضي المسؤول، إلى غير ذلك من الأمور الأخرى.
ما يؤلم المعلم هو أن أكثر مَن يوجّه إليهم هذه التهم هم في الأصل معلمون مروا بالظروف نفسها واصطدموا بالكثير من المعوقات، فالمدير والمشرف ومَن تسلق للوصول إلى مناصب أعلى كانوا في الأصل معلمين، ومع ذلك تنصلوا من هموم المهنة وكأنهم "أثروها" ووصلوا إلى ما وصلوا إليه بجهدهم وإنجازاتهم التي سطرها تاريخهم التعليمي المشرق.
يروي أحد المعلمين أن اجتماعا عقده مدير المدرسة مع المعلمين بحضور المرشد الطلابي، وكالعادة مثل هذه الاجتماعات تندر أن يطلق فيها مدير المدرسة كلمة ثناء على ما يبذلونه من عناء يومي ومتاعب عدة وجعل محور حديثه، الذي لم يكن مستغربا، منصبا في النقد وتحطيم معنويات المعلمين وتذكيرهم بالكثير الكثير من القصور، معمقا متاعب المهنة القاسية والتي لا يعلم عنها إلا مَن اكتوى بنارها.
المهم أنه بعد أن قال كلماته المألوفة التفت إليه أحد المعلمين وتحدث بغرابة أمام زملائه بقوله: كلام جميل جدا ما قاله مدير المدرسة، وبالعكس يجب ألا يغضب أحد فكلنا مقصرون.
فجأة التفت إلى مديره، وقال له: ولكن حتى نستفيد ونتعلم بشكل أكثر فاعلية منك كموجّه وقدوة، أنا سأمنحك جدول حصصي لأسبوع واحد فقط وليس عاما، وسنراقب كل أعمالك من دخول الحصة، إشراف، وسائل تعليمية، قدرة في التعامل مع الطلاب وغيرها، ونعدك أن نفعل كل ما استفدناه منك في أسبوع على مدار العام.
انفرجت أسارير المعلمين معجبين بهذا المنطق بينما تغيّرت ملامح المدير كثيرا وتحولت لهجته للدعابة وعمد لإنهاء الاجتماع الذي قد يكون الأخير له مع معلميه.
فهل يحتاج الكثير من مسؤولي التعليم إلى تعميم يذكرهم بمشوارهم كمعلمين ليخففوا وطأة هجومهم المستمر على معلميهم؟
مع تذييل التعميم بأن القصور وارد، ولكن التوعية يجب أن تمر بصورة أكثر رقيا وحضارة.
http://www.aleqt.com/news.php?do=show&id=67922