رسالة إلى الحوار الوطني السادس
--------------------------------------------------------------------------------
عبدالله أبابطين
الطالب, المدرس, المدرسة, المناهج - اربعة الاركان التي يعتمد عليها قوام التعليم في اي بلد. ومن خلالها تتم مناقشة الواقع
الحالي والمؤمل ان يكون.
اتمنى ان تكون هناك مقارنة بالارقام عن كل ركن من هذه الاركان خلال عشرين عاما مضت وعشرين عاما قادمة.. قد تستغرب
مثل هذا الطلب ومن المؤكد انه غير متوافر في وزارة التربية والتعليم ولاحتى وزارة التعليم العالي ولهم العذر في ذلك لقلة الامكانات
البشرية والتقنية والمالية..
ولكن يهمنا المحصلة النهائية في تخريج الشباب والشابات.. وحتى نحكم على صحة او عدم سلامة الوضع لنأخذ مؤشر البطالة في
بلادنا وهو مقياس جيد يوضح هل العملية التعليمية تتناسب مع احتياجات الوطن بمعنى ان خريج المرحلة التعليمية ايا كانت هل يستطيع
ان يلتحق بوظيفة ويأخذ مكانه بدلا من الاجنبي.. ام كما هو حالنا بنسبة 70 بالمائة من خريجي الثانوية العامة هم الاقسام الادبية
والنظرية والذين اصبحوا مشكلة على وطنهم وعلى انفسهم وعلى اهلهم, وكما نلاحظ ان مشكلة البطالة تزداد سنة بعد اخرى رغم
الجهود التي تبذلها وزارة العمل ولكن يبقى ان نسبة الزيادة السكانية والتي تجاوزت 5 بالمائة تنتج لنا سنويا ما يزيد على نصف
مليون شاب وشابة كلهم يريدون التعليم المنهجي السليم والذي ينتهي بهم الى الوظيفة وطلب الرزق ولن يحصل ذلك الا بتصحيح
الوضع في الاركان الاربعة:
1- الطالب: يجب ان يعطى التوجيه السليم نحو اختيار التخصص المهني الذي يميل اليه سواء كان ذلك عن طريق اسرته او عن
طريق وسائل الاعلام او عن طريق مدرسته وان يوضح له الضرر في حالة اختياره تخصصات اخرى غير مناسبة والتي يريد ان
يدرسها بحكم سهولتها وبحكم انخراط زملائه بها.
2- المدرس: لابد من تهيئة المدرسين المناسبين للمناهج المطلوب تدريسها وبالذات المناهج العلمية المهنية ولا يكتفى بالشهادات الجامعية
بل يكون لديهم التدريب والتأهيل في مثل هذه الصناعة وبعثهم للدراسة والتأهيل في الجامعات الاوروبية والامريكية واليابانية اضافة الى
استقدام مدرسين ذوي مؤهلات علمية وعملية لهم القدرة على تدريب وايجاد النوعية المناسبة للمهن التي يحتاج لها بلدنا.
3- المدرسة: ما الذي يمنع من تحويل مدارسنا من اسلوب الغرف المغلقة الى ورش ومصانع صغيرة مهيأة بكل وسائل التقنية
الحديثة بحيث يكون هناك تطبيق عملي لأي مهنة يراد العمل بها. وهؤلاء الشباب عندما يتدربون سوف يصبحون مدرسين لديهم القدرة
والمعرفة في امور الصناعة ومختلف المهن نريد تصاميم لمدارس تحتوي على ورش ومعدات وآليات للتدريب ونتوقف عن مسألة التلقين
والحفظ من اجل اداء الامتحان وبعد ذلك كل شيء يتبخر, واتمنى لو ان الوزارة اجرت بحثا مع مجموعة من طلابها ممن أنهوا
الثانوية العامة لمعرفة ناتج التحصيل العلمي التلقيني.
هذا الى جانب استخدام المدارس ورديتين صباحية ومسائية والتشجيع على الانخراط في السلك المهني وليس بالضرورة اختيار المهن التي
قد يمتنع عنها البعض بل ان الامور المهنية عديدة تعداد منتجات البترول وكم كنت اتمنى لو ان بعض الشركات الاوروبية وبعض
الشركات من الشرق اعطتنا تجربتها واشتركت معنا في اعداد تصاميم مدارسنا ومناهجنا المهنية وفق آخر ما وصلت اليه.. وليس في
ذلك عيب او نقص بل اتمنى لو انها ادارت العملية التعليمية في بلادنا بدلا من ارسال ابنائنا لهم واوجدت قاعدة علمية مهنية نستطيع
ان نقوم بها بأنفسنا.
4- المناهج: ارجو لا يخطر على البال بتغيير المناهج الدينية او الشرعية او اللغة العربية فهذه ليست للنقاش وليست للمجادلة او
الابتكار فبلادنا قبلة المسلمين وستظل قائدة العالم الاسلامي باذن الله.. ولن نساوم في مناهجنا الدينية او نسمع لأي ناعق وليس معنى
ذلك الحشو في مناهجنا مما لا يستفاد منه.. وهذا بحمد الله غير حاصل.
المهم السؤال الذي يفرض نفسه.. ما المحصلة النهائية في المناهج الدراسية في جميع المراحل وبالذات اذا كانت لدينا نسبة عالية
جدا من خريجي الدراسات النظرية (بدون عمل) يعني عاطلين يعني عالة على الوطن وعلى انفسهم.. على من يقع ذنب هؤلاء..
بلدنا يحتاج خلال نصف القرن القادم الى التخصصات المختلفة في الصناعة وبالذات صناعة مشتقات البترول.. نحتاج الى اطباء
وصيادلة ومهندسين بمختلف التخصصات المدنية والمعمارية والكهربائية والميكانيكية وعلوم البترول ونحتاج الى مئات الآلاف من المساعدين
الفنيين في مختلف التخصصات العلمية ولنا وقفات امام امور قادمة ليس لنا منها فكاك.
1- انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية وما استعداداتنا المهنية تجاه المنافسة مع القادمين لبلادنا.
2- نسبة الزيادة السكانية التي سوف تعطينا سنويا مالا يقل عن نصف مليون شاب وشابة وكلهم يريد مهنة وعملا يحفظ له ماء
وجهه ويضمن له مستقبله.. هل لدينا خطط نصف سنوية او سنوية لاستيعاب هذه الاعداد والتي تزيد سنة بعد اخرى.
3- لماذا لا نعيد تقييم وضعنا العلمي السابق ونتائجه ونقارنه بالمشاكل التي نعانيها من بطالة وزيادة في الاستقدام وعدم قبول
الموظف السعودي.
4- لماذا هذا الكم الهائل من الجامعات وانصاف الجامعات (من المؤسف ان يطلق عليها جامعات) وهي اما شققا او شبه
مستودعات حولت الى هذا المسمى وجعل العلم تجارة في اعز ما نملك وهو ابناء وبنات الوطن ثم النتيجة الفاشلة لخريجي هذه
البقالات الدراسية التي هدفها (كم نربح).
5- لماذا هذه الفرقة والتباعد بين القطاع الخاص وخريجي الجامعات والمعاهد الحكومية هل هي مشكلة الطالب ام مشكلة المنهج ام
مشكلة رجال الاعمال, وما الذي يمنع ان تكون مناهجنا ومدد الدراسة وفق احتياج رجال الاعمال من هذه العمالة.
6- الا يستوقفنا اننا من اكبر دول العالم انتاجا للبترول ومع ذلك نصدره الى بلدان ليس بها بترول وتقوم هذه الاخيرة بتصنيعه
وتصديره على هيئة منتج لبلادنا. أليس من المخجل ان الثوب الذي نلبسه اساسه من بترول بلدنا ولكنه مصنع في غيرها.
لو استخدمنا صناعة البترول ومشتقاته في تصنيع احتياجات الدولة فقط لما أصبحت لدينا بطالة بل قد نضطر للاستقدام لعدم توافر
العنصر السعودي.
7- هل هناك مجال لايقاف الدراسات النظرية ولو لفترة خمس سنوات.. ثم ننظر للنتيجة.
اخيرا اتمنى لو ان مركز الحوار الوطني جعل إحدى ندواته لتقييم الاجتماعات السابقة وما نتج عنها..ومع ذلك المؤمن متفائل..
ويارب نسمع منهم ما يسر الخاطر.
[email protected]
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12198&P=4