عطر وحبر
--------------------------------------------------------------------------------
تحسين ياتربية.. تحسين
فردوس أبو القاسم
وكأني بمقالي السابق (خواطر مكسورة) قد نكأت الجروح على عدد من المعلمين والمعلمات ليس جرح عدم
التقدير بل جروح أخرى.. حيث تلقيت استجابة كبيرة عبر البريد الالكتروني ووسائل أخرى تعلق على الموضوع وعن
حاجتهم الملحة للتحفيز والتقدير واشياء أخرى في محيط إدارات التربية والتعليم.
لا أود أن أبالغ في الألم التربوي لبعض المعلمين والمعلمات ولكن الحقيقة المؤكدة بأن كل ميادين التربية والتعليم في العالم
أجمع وعلى اختلاف ثقافاتهم لديهم إشكاليات كثيرة. والغاية التي نسعى لها في الإعلام ليس التشهير أو تسليط الضوء على
أخطاء التربية والتعليم ومسؤوليها ومنسوبيها بل نهدف للتوجيه وإبداء وجهات النظر المتباينة للرقي بجانب التربية والتعليم
والذي يشكل عماد تقدم وقوام المجتمعات وحضاراتها.
في أحد الردود تحدثت أم معاذ عن خواطر معلمات بند محو الأمية ومأساتهن التي تتجدد كل عام ومع نهاية كل عقد
تقول (مضت بنا السنين في هذا البند دون حتى عبارة أما آن لهذا الراكب أن يترجل أما آن لإدارة التعليم ووزارة
الخدمة ووزارة المالية أن ترحم صرخاتنا أما حان الوقت لمجلس الشورى أن ينظر بوضعنا أما حان الوقت لمنسوبة البند
بالترسيم لتنام دون خوف إنهاء العقد وضياع الأمل) أم معاذ التي تحدثت باسم زميلات المعاناة رفعت يدها مناشدة ملك
الإنسانية خادم الحرمين الشريفين أبا متعب بأن تحل معاناتهن وهو صاحب النظرة الثاقبة والحانية على الشعب والمطالب
بتكريم المرأة أينما وجدت. هي تؤمن بأن الإعلام السلطة الرابعة التي يمكن أن تحل العديد من المشكلات وتوصل أصوات
المتألمين للمسؤولين وترفع المعاناة عن الناس بعد الله.
السؤال الأوحد للمعلمات والموظفات تحت هذا البند واللاتي منذ سنوات يبحثن طرق الترسيم أو تحسين المستوى بعد أن
قضين من العمر عتيا ومازلن تحت وطأة مستويات أقل بكثير من مؤهلاتهن أو أنهن يقبعن في خندق بند محو الأمية ولا
مجيب. لماذا؟ ولماذا أسئلة كثيرة تطرحها المعنيات خاصة عندما تحفل الصحف بالأخبار من حين لآخر بتحسين خاص
للبنين ففي أحدث سلسلة تحسين للمعلمين خبر في 23/رجب يقول (إن الوزارة تعمل على تثبيت المعلمين الذين تعاقدت
معهم في 1/7/1427ه وعددههم 1232مرشحا بمكافأة مقطوعة 4000ريال سيتم تثبيتهم على وظائف رسمية بداية
السنة المالية القادمة) - ياسلام - وفي نفس الخبر (قرار 760/8في 21/7/1427ه) بتعيين 3502خريج
على المستوى الثاني وستصحح أوضاعهم بنقلهم للمستوى الأعلى عند توفر وظائف شاغرة.
الطريف أن هناك خبراً للبنات جاء على استحياء يقول (تحسين مستوى 10معلمات للمستوى الخامس.)!! ومعلمة أخرى
عينت عام 1419ه مازالت على المستوى الثاني حتى تاريخ اليوم وقبل أيام حاولت الاستفسار فأجابها الموظف بأن تحسين
مستويات البنات توقف عند عام 1416ه وعليها الانتظار. ولكن إلى متى لا تعلم! مفارقة عجيبة في الأرقام التي يعمل
على تحسينها لدى البنين عن التي تحسن لدى البنات؟؟ وكأن الوزارة تطبق الآية الكريمة (للذكر مثل حظ الأنثيين) حيث
تتابع سلسلة تحسين المستويات للمعلمين تباعا بينما يقبع ركب التحسين للبنات في منطقة ضبابية بل مظلمة.
هي قضية مشتركة بين وزارة الخدمة المدنية وتعليم البنات وإشكالية تمنع تدفق سيل التحسين والترسيم أسوة بالبنين..
ضحايا عدم الترسيم وعدم تحسين المستويات كثيرات وكل يوم تتفاقم مشكلاتهن خاصة مع ثورة الماديات ومتغيراتها التي
تطالب المرأة أن تمارس أكثر من دور في العمل والمنزل.
الجهات المعنية مشكورة مطالبة بتسريع عملية التحسين والترسيم طالما ترى أن تقدير وتحفيز المعلم والموظف هدف ضروري
في سياستها ليكون عطاؤه أكثر أمانا وطالما أنه لا يطلب سوى تقدير تربوي ومادي واجتماعي له ولرسالته العظيمة.
http://www.alriyadh.com/2006/10/09/article193021.html