لازلت اذكر قسمات وجهه الفتية ،
ومياه وضوءه تتقاطر من لحيته الكثة ..
كان يوقظني للصلاة رغم اني لم ابلغ الخامسة ..
كانت فلسفته ان يتعود الاطفال على النوم بعد صلاة العشاء ..
ومن ثم الاستيقاظ فجرا ,,
كنت أسمعه يقول لأمي :
( لاتقولين قومي افطري قولي قومي صلي حتى لو ما يصلون ..
عوديهم مايقومون من النوم الا لأجل الصلاة)
نشأنا في بيت تتلى فيه آيات الله ..
آناء الليل و اطراف النهار ..
كان ابي ( يحفظ القرآن )
وبعد ان كبرت كنت اتولى تسميع آيات القرآن له ..
كثييير من الآيات حفظتها فقط من استماعي ..
وتصحيحي له ــــ و لله الحمد و المنة ــــ
كان رجلا مهيييبا له حضوووره ..
وكان الجميع يخافووون منه ..
رغم انه كان ودووودا وعطوفا ..!!
لكن قسماته لا تظهر هذا الحنان ..
إلا في المواقف الصعبة ..!!
كان يجتمع بنا بعد صلاة المغرب يعلمنا الأذكار ..
ويتدارس معنا القرآن ..
وآخر المطاف يقول اتحداكم .......
و أي لعبة تخطر على باله وقتها يلاعبنا بها ,,
كنت أحب العب معاه (كيرم)
كان يتظاهر ـــ أحيانا ـــ أني غلبته ..
ويتقمص دور المهزوم بتمكن و جدارة ..
حتى اظن اني قوية في( نظر نفسي)
فقد غلبت من لا يقهر ..!!
كان يقرأ القرآن ويتظاهر بأنه نسي أو أخطأ ..
حتى أصحح له وأتعلم منه دون ان أدري ,,
كان يعلمني النظافة
و يوبخني بشدة اذا أهملت اظافري,
أو تفحص أقدامي فوجدها متسخة ,,
أو رآني أقذف بشيء ما من نافذة السيارة ,,
كبرت .. وقد كانت ركائزي في حياتي ..
ماتعلمته منه في صغري,
و رغم عوامل التعرية التي تعرضت لها من ظروف ..
و مواقف .. و أزمااات ..
إلا أنني لازلت أحمل في داخلي تلك الطفلة ..
التي رباها ذلك الرجل ..
كان رجل غير الرجال ......
ذاك .... أبــــــي
..!!!
***************************
^^^
ما سبق كان مقااال قديم كتبته عنه ..
في أحد المنتديااات ,,,