هذه حقيقة المنشآت التعليمية في الأحساء!
----------------------------------------------------
ندى عبدالرحمن - الأحساء
قرأت في أكثر من جريدة انه سيتم في السنوات القادمة الاستغناء عن كل المباني المستأجرة لنطاق التعليم، وهذه الخطة تسير ضمن احدى الخطط المستقبلية التي يحاول المسؤولون في الوزارة تطبيقها للارتقاء بالعملية التعليمية من حيث توفير بيئة مدرسية مؤهلة علمياً ومجهزة بآليات التعلم الحديثة، وبغض النظر إذا كان تطبيق قرار كهذا سيخدم التعليم في السنوات القادمة من غير الحاق قرار مواز يبحث في الخلل الذي يساير العملية التعليمية والمناهج الدراسية سنة بعد اخرى لتتسع الفجوة بين المشكلة والحل، فإن هذا القرار من رأيي لا بد وأن تصاحبه متابعة من جهة المسؤولين والمهتمين الذين تتوفر لديهم الصلاحيات الكافية لعمل التغييرات واتخاذ القرار ضمن أي مشروع سيقام وتتحمل الوزارة ملكيته فيما بعد.
انه ومن خلال مصادر موثوقة وبعد أن تم الاتفاق على مخطط البناء لاحدى المنشآت التعليمية الدراسية والتي ستنظم تحت ملكية الوزارة، اخذ المسؤولون عن المشروع على عاتقهم مسؤولية البحث عن مقاول منفذ للمشروع، وعرضوا الموضوع على أكثر من جهة، وفي نهاية المطاف قدم كل واحد من هؤلاء الميزانية المتوقع صرفها لمشروع كهذا، ولكن كأي جهة غير مسؤولة عن جودة مواد البناء والمستلزمات الاخرى، تم الاتفاق على منفذ للمشروع حيث قدم أقل سعر متوقع، وبعدها لم يتوانى المسؤولون عن قبول هذا العرض المغري بالنسبة للمنشأة تعليمية ستحمل فيما بعد اسم مدرسة تتوافق معها الشروط خارجياً اما فيما يتعلق بجودة البناء والمواد المستخدمة فلا رقيب.
إن مبنى كهذا لن يعيش قوياً للوزارة في السنوات القادمة ولن تستفيد منه فيما بعد، بل لعل الوزارة تستنزف من ميزانيتها ما يقارب سعر تكلفة البناء في عمليات الصيانة التي سيحتاجها هذا المبنى.
انني اتحدث عن موضوع كهذا لانني احد المنتسبين لوزارة التربية والتعليم والقابعين تحت إحدى منشآتها التعليمية المسماة بالجديدة والتي لم تتجاوز الثلاث سنوات والتي برايي لم تتحقق الوزارة في موضوع جودتها وصلاحية مبناها، فبغض النظر عن الارضيات المرقعة والتي ضمت الجزء الداخلي للمبنى فالجزء الخارجي المتمثل في الساحة المدرسية الخارجية لم يحالفها الحظ في الميزانية المخصصة لمبنى كهذا وظلت بدون (أي فقط أرضية بالأسمنت)، هذا اضافة إلى دورات المياه غير الكافية وغير الموزعة بطريقة مريحة، اضافة إلى مواد الدهان والصبغ المستخدم ضمن أقل عمر زمني لمبنى كهذا، واما عن التشققات التي تعترض حيطان المبنى لترسم عليه خرائط تشمل العالم بأسره حتى انه تكرر سقوط جزء من الجدار في الغرفة التي تستضيفنا مرتين خلال سنتين ليتم بعد ذلك تشكيل لجنة استكشافية عن المبنى ومدى صلاحيته للبيئة التعليمية انتهت فيما بعد عن ترميم المبنى والاتفاق على جودته غير المصرح بها، ولعل المسؤول عن هذا الموضوع تمتم قائلاً: (احمدوا ربكم غيركم الجدران كلها طايحة. نقول نعم في حال ان المبنى لم تتبناه الوزارة كمبنى جديد بديل للمباني المستأجرة ولم تصرف عليه الدولة جزءاً من ميزانيتها ليخرج بهذا المستوى الضعيف ليعبر عن ضعف الاحساس بالمسؤولية لدى مسؤولينا.
أختم لاقول ان هذا المبنى رفضت ان تستلمه الجهة المسؤولة لخلل في بنيته التحتية باعتباره مبنى دراسياً جديداً لا تستأنف فيه الدراسة ليتم تحويله إلى جهة اخرى الحقته في سجل الانتظار حتى تم الاتفاق على قابلية تأهيله بالطلاب واهدائه إلى فئة التعليم الخاص لاجل غير مسمى بلا رقيب أو حسيب.
http://www.alriyadh.com/2006/09/27/article189610.html