[align=right]
:
:
كثيرة هي اللحظات التي نشعر فيها بهروب كل شيءٍ منّا ، وكأن كل شيء التحم ليكون واحداً نُفِثَ فيه الروح ، فتح عينيه ليرانا ، فلم يرى سوى الذبول المرتسم على ملامحنا ، فآثر أن تكون اختياراته إما " الهروب أو الهروب " !
فسار نحو الهروب ...................!
ونحنُ كالأطفال اليتامى الذين يصرخون بحثاً عن ذلك الحنان والأمان الذي هرب مع كل شيء !
ماذا هناكَ يا قلب ، وماذا هنا !
لا شيء ..
أعلم ذلك .. وأعلم أنّك يا قلبي قد مللتَ منّي ، وأنّك قد تثور يوماً فتختار الهروب منّي ..!
ستضخّ الغضب كله مع الدم ، وسينفجر بركانك فتقتلني ، وتهرُب .. كما هرب كل شيء ، لا عليك يا قلبي ، سألتزم الصمت .. هه وما عساي أن أفعل سوى " الصمتْ " واختزال الأحزان كلها في دمعة تختنق بين المحاجر ! وآآآآآآهٍ تصرخ بلوعةٍ وصمت ..
أوووه .. تباً للصمت ، تبــاً !
هل تسمعني ؟
أشعر بضرباتك تتسارع !
ألم يعجبك حديثي ، أم أنّك تُنكر عليّ حماقة تراتيلي !
عُذراً .. والسماح هو ما استجديه منك ، فتلك الطعنات التي شوّهتكَ وأوجعتك هي ما صيّرتني هكذا !
فاغرة فاه أفكاري ، ومالئةً رئتاي بأوكسجين الفراغ ، وناصبة جسدي على جذع انتظارْ ، ورأسي لايزال للأعلى يرفض الخنوع لأعاصير الحُزن ، ويخبرني شموخه بأنه على استعداد لمجابهة رياحٍ عنيفة ستجاهد لأن تميلني وتسقطني !
مابالك ياقلبي تخفق هكذا !
أهو خوف عليّ منّي ، أم نوبة استنكار أخرى !
سأميل للفكرة الأخيرة
فلطالما كنتَ ياقلبي ترتعش حِين يقترب منكَ همس حديثه ، ويرحل بكَ صوتُه على متْن سحاب حُلم !
تفتح بابكَ لحديثه ، فـ يلج بهدوء ويحكم الإغلاق بعده ، ويتأملّ عرشك الذي يشير له بأن هُنا مكانك فلتُقبِل !
تنفث الإحساس في جسده ولا تتوانى لحظة عن إسقاءه من كأس عشقك !
فهل هذه هي خطيئتك يا قلبي !
حين اختزلت أفراحك معه واحتكرت أحزانك بعيداً عنه ، وارتديت السعادة لأجله وصنعت كعك العشق معه وأهديته له في عيد لقاءكم وبيدك أطعمته !
هل خطيئتك يا قلبي أنّك " أحببت ! "
ربّما !!
فكل شيء الآن باتَ ممكناً !
فـ اليوم يكتبنا الحب ، وغداً يكتبنا البُعد ، وبعد غدٍ يكتبنا النسيان !
وتطوى الصُحف ، ويعود كل شيء كما كان !
مع فارق أنه ما عاد هناك " قلب " يشعرْ بأي زمانٍ أو مكان !!
:[/align]