بسم الله الرحمن الرحيم
سطور من كتاب ( صيد الخواطر )
نبدأ ...
يقول ( إن جارية لبعض الخلفاء كانت تحب الخليفة حباً شديداً ولاتظهر له ذلك فسُئلت عن هذا فقالت : لو أظهرت ماعندي فجفاني هلكت ؛ وقال الشاعر
لاتظهــرن مودةً لحـــبيب ... فتر بعــينك منه كــــل عجـــيب
أظهرت يوماً للحبيب مودتي ... فأخذت من هجرانه بنصيبي
وكذا ينبغي أن تكتم بعض حبك للولد لأنه يتسلط عليك , ويضيع مالك , ويبالغ في الإدلال , ويمتنع عن التعليم والتأدب.
وكذلك إذا اصطفيت صديقاً وخبرته فلاتخبره بكل ماعندك بل تعاهده بالإحسان كما تتعاهد الشجرة فإنها إذا كانت جيدة الأصل حسنت ثمرتها بالتعاهد ثم كن منه حذر فقد تتغير الأحوال وقد قيل
إحذر عدوك مرة ... واحذر صديقك ألف مرة
فلربما انقلب الصديق .. فكان أدرى بالمضرة
وأمـا إذا أبغضت شخصاً فلاتظرن ذلك , فإنك تنبهه على أخذ الحذر منك وتدعوه إلى المبارزة فيبالغ في حربك والإحتيال عليك بل ينبغي أن تظهر له الجميل إن قدرت وتبره ما استطعت حتى تنكسر معاداته بالحياء من بغضك فإن لم تطق فهجر جميل لاتبين فيه ما يؤذي
ومتى سمعت عنه كلمة قذعة فاجعل جوابها كلمة جميلة فهى أقوى في كف لسانه
وكذلك جميع مايخاف إظهاره , فلاتتكلمن به فربما وقعت كلمةً أسقطت بها عز السلطان فنقلت إليه فكانت سبب هلاكك
أو عن صديق فكانت سبب عداوته أو صرت هيناً لمن سمعها خائفاً أ ن يظهرها
فالحزم كتمان الحب والبغض
وكذا ينبغي أن تكتم سنك فإن كنت كبيرا استهرموك وإن كنت صغيرا استحقروك
وكذلك مقدرا مالك فإنه إم كان كثيراً نسبوك في نفقتك إلى البخل وإن كان قليلاً طلبوا الراحة منك
وكذلك المذهب فإنك إن أظهرته لم تأمن أن يسمعه مخالف فيقطع بكفرك
وقد أنشدنـــــا محمد بن عبد الباقي البزار
إحفظ لســانك لاتبح بثلاثة ..... سن ومال ما استطعت ومذهب
فعلى الثـــلاثة تبتلى بثلاثة ..... بمـموه ومــخــرف ومـــكــذب ً
.
.
.
لكم مني جُل احترامي