بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أُتابع معكم سلسلة دروس الصلاة من [ مكروهات الصلاة ] والتي توقفنا في المرة الماضية عند :
سلسلة دروس الصلاة [ الدرس الثاني ]
من مكروهات الصلاة التخصر ، ويدل على النهي عن التخصر حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلي الرجل متخصراً ) رواه البخاري ومسلم .
ما هو التخصر ؟
التخصر اختلف أهل العلم في المراد بمعناه ، والراجح أنه وضع اليد على الخاصرة ، وهذا ما عليه أكثر أهل العلم ، ويدل لذلكـ حديث عائشة رضي الله عنها في قصة فقد عائشة لعقدها وفيه قالت : ( وجعل يطعنني بيده في خاصرتي ) رواه البخاري .
ما هو محل التخصر ؟
الخاصرة : هي المستدق من البطن الذي فوق الوركـ ، أي وسط الإنسان .
ما هي العلة في النهي عن التخصر في الصلاة ؟
العلماء على خلاف في العلة التي من أجلها نُهي عن الإختصار :
القول الأول : أنه راحة أهل النار ، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً ( الإختصار في الصلاة راحة أهل النار ) أخرجه ابن خزيمة .
وقيل : أنه تشبه بالشيطان . [ وقد ورد هذا عن ابن عباس رضي الله عنه في مصنف ابن أبي شيبة ] .
وقيل : إنه تشبه باليهود . [ وقد ورد هذا عن عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري ] .
وقيل : إنه فعل المختالين والمتكبرين .
وقيل : إنه فعل أهل المصائب .
ومن المكروهات التمطي ، قال في لسان العرب : تمطى الرجل أي تمدد ، والتمطي التبختر ومد اليدين في المشي ، ويقال التمطي مأخوذ من المطيطة وهو الماء الخاثر في أسفل الحوض .
وفي حاشية ابن قاسم قال : [ والتمطي هو التمغط ، تمطى فلان تبختر ومد يديه في المشي ، لأنه يخرج عن هيئة الخشوع يؤذن بالكسل ] .
وإنما يكره ذلكـ لأن هذا من العبث وهذا العمل يخرجه عن هيئة الخشوع .
ومن مكروهات الصلاة فتح الفم ، لأن هذا من العبث ، ولأنه يذهب الخشوع ويمنع كمال مخارج الحروف أثناء القراءة .
ومن مكروهات الصلاة استقبال صورة ، فإذا كانت الصورة مواجهة له فإنه لا يكتفي بالكراهة ، بل الأقرب في ذلكـ التحريم .
قال شيخ الإسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى : [ وأما الصلاة فيها ـ أي الكنيسة ـ ففيها ثلاثة أقوال في مذهب أحمد وغيره :
المنع مطلقاً وهو قول مالكـ ، والإذن مطلقاً هو قول بعض أصحاب أحمد ، والثالث وهو الصحيح المأثور عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيره أنه إذا كان فيها صورة لم يصل فيها ، لأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل الكعبة حتى محى ما فيها من الصور ، وكذا قال عمر رضي الله عنه : إنا لا ندخل كنائسهم والصور فيها ] .
وفي سؤال ورد للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء مفاده : أنهم يصلون في دائرة رسمية لا يستطيعون مغادرتها للصلاة في المسجد ويوجد في الصالة التي نصلي فيها صور تجاه القبلة لشخصيات كبيرة . فما حكم الصلاة في هذا المكان والحالة هذه ؟
فأجابت اللجنة ما نصه : الصلاة صحيحة ولا حرج عليهم إن شاء الله في ذلكـ إذا كانوا مضطرين للصلاة في المكان المذكور لعدم وجود مسجد قريب منهم ، ولكن يجب عليهم أن يبذلوا وسعهم مع المسئولين لإزالة الصور من هذا المكان ، أو إعطائهم مكاناً آخر ليس فيه صور ، لأن الصلاة في المكان الذي فيه صور أمام المصلين فيه تشبه بعباد الأصنام ، وقد جاءت الأحاديث الكثيرة دالة على النهي عن التشبه بأعداء الله والأمر بمخالفتهم ، مع العلم بأن تعليق الصور ذوات الأرواح في الجدران أمر لا يجوز ، بل هو من أسباب الغلو والشركـ ، ولا سيما إذا كانت من صور المعظمين .
،
،
للمشاركة في الدرس
ما الحكم لو صلى إنسان في ثوب فيه صورة ؟
،
،
[align=right]* القول الراجح مع الدليل لكتاب الصلاة من شرح منار السبيل / للشيخ خالد الصقعبي . [/align]