::المـــــــوت الأنيق::
بلحظه..طرت لي فكرة وفكرت ما إذا
كان روميو ذات يوم أراد أن يقتل جولييت ..
ترى كيف كان سيقتلها؟؟!!
وعشت الفكرة!!
رأيت روميو وهو يسكن جولييت القصور
ويعيشان معاُ بمنتهى الحب النادر
والأرستقراطية المتوقعة من اثنين مثلهما ..
رأيته يلبسها الحرير ويغسلها
بحمامات من اللبن والعسل ..
رأيته يجففها بأوراق الزنبق الأحمر بعد أن فصلها
عن جسدها الأخضر ..رأيت ورأيت...
ورأيته ذات مساء:
يقبل على قصره وقد اشتعل حب الكون كله بصدره مرتدياُ أفخم الملابس
ومتطيباُ بأجمل الروائح كانت الزهور قد أدمت يداه بعد أن أشرف بنفسه
على قطفها لحبيبته جولييت تلك التي تجلس بالداخل وتمارس طقوسها الليلة في
انتظار حبيبها الغائب,,
لم تكن يديه وحدها الدامية
كذلك قلبه وعينيه فالليلة
سيقتل أميرته ..سيقتل روميو جولييت!!
يدخل القصر ليرى كل شيء كما أوصى به وأمر ..
السجاد
الورود
والشموع
كلها حمراء
ربما لأنه يحب والأكيد
لأنه لم يرد أن يفاجأ بالدماء!!!
يقف ذاك العاشق في ردهة البيت وماهي إلا دقائق ويكمل سيرة
متجهاُ للأعلى حيث حبيبته ..
قد أبكر بالمجيء أراد بذلك أن يحضر وقت حمام
أميرته ويغسلها بيديه..
راح يصعد تلك السلالم متكئاُ على أكتافها بيد
ومفلتاُ ورداته الهدية باليد الأخرى ..ويصل!!
تتنبه هي لوجوده ربما رائحة عطره
أو صوت قلبه وتهمس :
" حبيبي تعال أنا هنا"
يدخل المسكين ليراها..
سبحان من سواها !!!
يراها وقد غطى بياض اللبن
معظم جسدها أو بالأحرى بياضها
هو الفاعل قد سال حبر جسدها
ولون المياه بلونٍ من حياة أو أنه الكفن!!
يدنو منها ليضع يديه على كتفيها ويقترب..
تغمض هي عينيها تعلم أنه
سيقبلها ويفعل ..يستأذن منها ليذهب
ويحضر لها مناشفها وعطريها ..وبعد دقيقة
يعود حاملاً إياها بيديه وحبها بين روحه وجنبيه
تقف الصغيرة في وسط مسبحها
وكأنها اللؤلؤة من قلب المحار ليقبل
هو عليها ويلفها بين ذراعيه والمنشفة
وبينما راحت تجفف جسدها
خرج أميرها ليتفقد مضجعه ومضجعها
كانت تلك عادتها ولكن اليوم دوره
وعلى ما يبدو منذ اليوم ستكون تلك مهمته ..وفعل!!
رآه أبيضاُ كما يجب ..أبيضاُ كما تحب
وبينما هو شارد بأفكاره تقبل هي من وراءه
وتغافله ولكنه لا يغفل !!
تطفئ الأنوار وتوقد الشموع
وهو لا يزال ساكن في وضع أشبه بالخشوع
تنام على سريرها ملقيتاُ شالها ورداءها
ومن حولها تتمدد خصلات شعرها الذهبي الطويل
وتظن أنها تثيره ويصدق ظنها ..ويخيب ظنها ..
تثيره نعم تثيره ولكن
ليس ليقبلها وإنما ليقتلها ويرحل!!
راح الأمير يتأمل محبوبته في شيء من الذهول وكأنما يراها
للمرة الأولى مع أنه زوجته لينطق:
" كم أنتي جميلة ياجولييت !!"
رغم العجب أنساها الغرور أن تسأل عن السبب لما تراه ولا تكاد تفهمه
ويقرر بأن أخرج فارسها الرقيق من جيب معطفه خنجر أنيق
آه كم تعب في اختياره أراد لها الأفضل!!!
يدنو منها لافاُ بيديه جسدها ليقبلها القبلة الأخيرة
بعد أن سرح لها شعرها
وطهر من الأدران جسدها
وأنامها على الحرير وخدود الزنبق
المتناثرة على ذلك السرير ..
قبلها على جبينها وشفتيها وهمس:
" وداعاُ يا حبيبتي وأرجو كي ألا تحزني
وأعلمي أني مثلما كان حبي لكي
تاريخياُ وعميق فأن موتك أيضاُ سيكون كذلك
سيكون جداُ أنيق!!"
قال كلماته تلك وهي صامته لا تنبس ببنت شفاه
ولا صوت في المكان غير صوته
وصوت خنجره المغروس في جسد جولييت
التي كانت آخر عهده به أن
قبلته وللأبد صمتت بعد أن
شكرته ورحلت ..نعم رحلت!!!!
..............................................
(أما أنت فلا تحزن يا عزيزي
ويا شاعري الرقيق
لم ولن يقتل روميو يوماً جولييت
ولكني أردت أن أريك فيا فعلك
وأجسد لك رقيق صنعك في شيء
يشبه ذلك الموت
ليس أي موت ولكن:
الموت الأنيق
علك ترحمني وتفيق؟؟)****
أول مشاركاتي فأقبلوها ..
لا أريد أن تكون الأخيره..
تحــــــــــيـــــاتي.