الزمان والمكان : مساء الأحد23ربيع الثاني 1427هـ. مدينة الرياض
الحدث : لقاء نبيل
الغرض : تسجيل مشاعر ومشاهدات للذكرى
النص :
في ذلك المساء كنت عائدا من مهمة تتعلق بالعمل خارج مدينة الرياض .. كانت الشمس قد بدأت تختفي في رحلتها للمغيب صوب الأفق .. تنثر أشعتها الذهبية على الأرض كزائر يلوح بيده لمحبيه في لحظة وداع ..
كان في إستقبالي في المطار أحد الأحبة وبعد أن تجاذبنا أطراف الحديث عن الرحلة والعمل سألني إن كنت أرغب في التوقف عند أحد المحلات أو الأماكن أونواصل طريقنا إلى المنزل .. فقلت له شكرا لك.. فقط أوصلنا بسلام إلى الأحبة الصغار واحذر من المرور السري فلست بحاجة لتبادل العناوين معهم أو التعرف عليهم ولنتركهم أصدقاء من بعيد .. ودعنا نتذكر دائما شعارنا المروري تكفى..0
( يكفي ) ! التفت محدثي نحوي ضاحكا وهو يخفف من السرعة ومردفا بقوله: إن عداد السرعة فيه عطل فلا يقيس السرعة بشكل صحيح.... وفي تلك الأثناء تذكرت سبب تعجلي في العودة فقد كنت على موعد هام مع أحد الأحبة ..تناولت هاتفي المحمول ودونت الحرف ع ثم الحرف ش فبرز في لوحة الاسماء مسمى (عشق ليل) وهواللقب الذي وضعه أخي أبو عبد الرحمن تحت معرفه في المنتدى تم إجراء الإتصال .. الو السلام عليكم
عليكم السلام هلا أبو غانم
هلا أبو عبد الرحمن وش لونك وش اخباركم وينكم مالكم صوت
أنا الحين أنا ومفرح قريبين على مدخل الرياض وينك عساك حولنا
ما ظنيت انا بعيد عنكم
خسارة تمنينا تكون معنا
طيب متى موعدكم
الموعد بعد المغرب مباشرة وزبن ينتظرنا نتخاوى جميع
طيب وأنا وين أجيكم فيه يعني مثلا لو كنت في الرياض
يعني انت في الرياض
ايه انا وصلت الرياض وانا الحين على الدائري الشرقي
الله يحييك والله فرحتنا انك بتكون معنا يبو غانم .. طيب اسمع نتقابل عند مكان التجمع اللي حدده زبن بن عمير
طيب ان شاء الله وصف لي المكان ...........
وقبل أن تغيب الشمس التقينا في مكان التجمع وبينما كنا نتحادث وإذا بالأخ زبن بن عمير يمر بالقرب منا و توقفنا أمام أحد القصور الفخمة بذلك الحي ملحق به مسجد صغير ..ترجلنا من السيارة وقابلنا الأخ زبن بن عمير وسلمنا عليه وقد كانت المقابلة الأولى بالنسبة لي ..وقد قابلت رجلا يحمل سمات النبل وعلامات الشهامة والرجولة وكرم الأخلاق .وبعد محادثة قصيرة قال الأخ زبن سوف نصلي وبعد الصلاة مباشرة سيكون مضيفنا في استقبالنا .. دخلنا من بوابة القصر التي يقف بالقرب منها أحد الرجال أشار لنا بالتحية وأرشدنا لمكان الوقوف فترجلنا وقد رُفع أذان المغرب من المسجد الصغير الملحق بالقصر فدخلنا وبعد أداء تحية المسجد انتظرنا إقامة الصلاة وإذا بصوت أحدهم يدخل و يلقي تحية السلام على من في المسجد بصوت جميل ومسموع من الجميع ومتواضع ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) فردينا ورد من في المسجد على صاحب الصوت وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وقد حسبته إمام هذا المسجد لولا أنني دققت في نبرة الصوت فتذكرت بأنني قد سمعته من قبل فأدرت بصري نحوه وقد كان على يميني يفصل بيني وبينه اثنان من المصلين وإذا بشاب رشيق القامة طلق المحيا قائما في خشوع وتواضع متهيأ لأداء الصلاة وعندما دققت النظر فيه وإذا هو مضيفنا صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن محمد آل سعود ( السامر ) .. أقيمت الصلاة فتقدم إمام المسجد وكان شابا حسن المظهر والصوت وترتسم على وجهه علامات الصلاح والعلم والتقوى والتواضع فصلى بنا وفور تسليمه ارتفع صوت المصلين بالتسبيح والتكبير والتهليل والحمد ..ولكن صوت مضيفنا الأميرعبد العزيزكان أكبر جهورية من الآخرين بحيث يسمعه كل من في المسجد ولا أكون مبالغا لو قلت أن من كان خارج المسجد قد سمع صوت تسبيحه وتكبيره ..قلت في نفسي لا بد وأن من علمه ورباه قد غرس فيه من الصغرمثل تلك البذرات الطيبة فقبل بها ورعاها ونشأ عليها بعكس بعض أحبتنا وأبناؤنا الذين بمجرد أن يسلم الإمام تجدهم يتلفتون يمنة ويسره للنظر إلى أول ثغرة ينطلقون منها إلى خارج المسجد هذا إن لم يقوم أحدهم بتخطي الرقابوقطع صلاة المصلين .. كان هذا إنطباعي ومشاهداتي الأولية لمضيفنا الأمير عبد العزيز .
[IMG]http://s1s7.********************************************/+2.JPG[/IMG]
]بعد الصلاة وأداء السنة الراتبة مباشرة خرجنا ولم نلبث طويلا حتى خرج مضيفنا من المسجد مرحبا ..( يالله حيهم يا مرحبا ومسهلا شرفتونا ) وأقبل علينا بوجه بشوش وتقدم بخطواته بكل تواضع نحونا مصافحا ومعانقا كلا منا ومكررا الترحيب بعبارات متجدده ومختلفه وقد كان الأخ زبن بن عمير يقوم بدور التعريف عنا ويقدمنا للمضيف ثم تقدم الأمير أمامنا مشيرا بأن تفضلوا من هنا صوب مكان الضيافة المعد مسبقا لنا أو ما يسمى بالمختصر ( وهو مكان يعد للضيوف الخاصين من المقامات الرفيعة أو المقرّبه )
كان يتقدمنا ليدلنا على المكان وفي نفس الوقت يحاول بأن لا يسبقنا كثيرا أو يدير لنا ظهره ولم يقطع ترحيبه وإبداء سروره وفرحته بلقاؤنا ..
حقيقة فقد اختلفت نظرتي حول ما يسمى بـ (إتيكيت أو بروتوكول )استقبال الأمراء وذوي المقامات الرفيعة لضيوفهم أو زائريهم وعرفت يقينا بأن الأمارة والنبل والفروسية صفات ومواقف مكتسبة وليست مجرد ألقاب تخلع على أصحابها ..
بعد دخولنا للمختصر أشار مضيفنا بالتفضل بالجلوس على يمينه ثم جلس بعد أن جلسنا وقد كان المكان يضمنا مع مضيفنا نحن الأربعة أبو عبد الرحمن سعد العتيبي وزبن بن عمير ومفرح بن مناحي وعبد الرحمن الجبابرة وبعد أن تناولنا القهوة التفت مضيفنا صوب زبن بن عمير وكرر الترحيب وقال له ( الساعة المباركة يا زبن اللي عرفتنا بالأخوان )
ثم أعاد الترحيب بكل منا بإسمه والسؤال عن أحواله وجماعته وأهله .. وهنا قمت بتسجيل نقطة إعجاب إضافية لسموه فقد حرص على أن يرحب بالإسم لإشعار كل ضيف بأهميته وبأنه قد سجل اسم هذا الضيف في ذاكرته وهذا بخلاف الكثير من الناس الذي ينسى بسرعة تذكر اسم شخص تعرف عليه حديثا .. أو يبدى عدم اهتمامه بشخص ما ضمن مجموعة إلا إذا كان يعرفه مسبقا ..
تبادلنا الأحاديث الودية مع مضيفنا شاملة الحديث والمباركة لسموه عن فوزه بلقب أفضل شاعر خليجي في برنامج التصويت الذي أعدته منتديات غرابيل
[IMG]http://s1s7.********************************************/+9.JPG[/IMG]
[IMG]http://s1s7.********************************************/1+.JPG[/IMG]
ثم تقدم أبو عبد الرحمن بتسليمه درع الفوز وأثناء ذلك تم التقاط الصور التذكاريه لسموه أثناء تسلم الجائزة من أبو عبد الرحمن وقد تم تسجيل نقطة إعجاب أخرى لسموه عندما أشار لنا بالإصطفاف بجانبه لتشمل الجميع الصورة التذكارية .
[IMG]http://s1s7.********************************************/3+.JPG[/IMG]
وفي تلك الأثناء إلتفت مضيفنا إلى الأخ زبن بن عمير وأشار معاتبا وممازحا بقوله ( ماعلمتنا يازبن إن الجماعة بيقدمون لنا هدية نجهز لهم ) فرد الأخ زبن:
( مشاهدك وتشجيعك واستقبالك للشباب واهتمامك بالشعر والشعراء أكبر هدية يابو راشد عساك ذخر )
بعد ذلك قام أبو عبد الرحمن باستعراض فضل سموه في رعاية الشعراء ومسابقاتهم ومن ضمنها تلك التي أقيمت في غرابيل بدعم من سموه الكريم فرد الأمير بالشكر والتقدير لجميع الشعراء ووعد بأن تستمر المسابقات محليا وإقليميا لدعم الشباب الشعراء والمنتديات التي تهتم بالتراث ومن ضمنها غرابيل ..
وبعد إنتهاء تلك المراسم طلب مضيفنا مرافقته إلى مجلسه العام فانتقلنا برفقته وقد كان مواصلا الترحيب بنا ومبادلتنا الأحاديث الودية حتى وصولنا للمجلس العام الذي وجدناه يضم حشد كبير من الناس شاملا جميع فئات المجتمع من معارفه وحاشيته ومحبيه الذين يجتمعون عنده بصفة يومية وعندما دخلنا وبعد السلام أشار إلى مكان جلوسنا على يمينه وبعد جلوسنا وتناولنا القهوة بدأ بالسؤال عن أحوال الخويا وأقاربهم وقد كان أحدهم متغيبا لظرف ما فسأله عن أحواله وسبب إنقطاعه وبعد أن اطمئن عليه توجه إلى البقية يبادلهم ويبادلونه التحايا وبعد قليل رن جرس الهاتف وقد كان المتصل أحدى الكريمات من خارج المملكة وقد كان حواره معها يدل على تواضع شديد واحترام وتقدير بالغين وحرص منه على التواصل حفظه الله مع أقاربه ومحبيه هنا وهناك ... وهنا أضيف تلك النقطة لسموه الكريم ضمن النقاط التي سجلتها اثناء تلك الزيارة . حيث كان يهتم ويسأل عن القريب والبعيد على حد سواء ويستشعر مسؤوليته تجاه أحبته .
بعد ذلك جاء أحد هم يخبر بأن العشاء معد وجاهز في صالة الطعام فأشار سموه الكريم بمرافقتنا له إلى صالة الطعام وطلب منا الجلوس بقربه مرحبا وجلسنا نتناول العشاء على ما ئدة سموه العامرة بكل خير وفضل من أنعام الله سبحانه وتعالى فلله الحمد والشكر على ما أنعم علينا .. وقد لا حظت على ما ئدة سموه بأنه لم يبدأ بالأكل إلا بعد أن بدأ الجميع بتناول الطعام وحرصه على تواجود الجميع وخاصة إمام المسجد الذي كان يجلسه بجانبه وقد أعجبني ذلك الإمام الشاب الذي كان يأكل بأطراف أصابعه مقتديا بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فتركت الملعقة وبدأت آكل بيدي وأنظر إليه بإعجاب وتأييد لما فعله ..
وبعد العشاء ودعنا سموه بمثل ما استقبلنا به من حفاوة وتكريم .
حقيقة بأنني قابلت الكثير من ذوي الشأن من أمراء وغيرهم ولكن النبيل الأمير الشاعر ( السامر ) يتميز بالتواضع الجم فيبعد عنك رهبة المقابلة الأولى .. وتميزه عن غيره تلك الإبتسامة التي لا تفارق محياه والتي تشعرك بأنه يعرفك وتعرفه منذ زمن بعيد فتزيل عنك بعض حواجز التحفظ التي تتخذها في بعض الأحيان مع من تقابلهم لأول مرة ... قرأت الكثير وسمعت الكثير عن سموه ولكن ليس من سمع كمن رأى ..
وهنا أقدم إعتذاري لسموه الكريم ولأحبتي القراء حيال تقصيري عن وضع تصور كامل ومنصف عن مشاهداتي لهذه الزيارة التي لم تفي بحق النبل في ذلك الإنسان وإنما هي خواطرغير مرتبه وأحاسيس متبعثرة في الذاكرة حاولت جمعها وتدوينها لتكون ذكرى من الذكريات المحببة إلى النفس .
أسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق لهذا الرجل النبيل و الإنسان الأمير الذي أوفى بحقوق الأخوة وصدق المشاعر ونبل الأهداف .
الخلاصة :
من منطلق مشاهداتي في تلك الزيارة والمقابلة الأخوية أقول : بأن الأمارة ليست مجرد لقبا يُخلع أو يخلعه الشخص على نفسه أو صفة وراثية تنبثق من جينات مورّثه أو أموال في الأرصدة تملأ محفظته أو رداء مطرز بالخيوط الذهبية يرتديه بل هي صفات نبل وشهامة وأخوة وتواضع وكرم أخلاق يكتسبها الإنسان من خلال الإيمان بها ثم يطبقها فيكون
(كل نبيل أمير وليس كل أمير نبيل ..)
لكم مني أحبتي فائق التقدير والإحترام
**
تم إضافة القصيدة التالية لأخي الغالي الشاعر محمد الجبريني بهذه المناسبة شاكرا له حسن ذائقته وتفاعله الطيب
يامـل قـلـبً صــاغ حـلـو التعابـيـر
بابـيـات ينظـمـهـا بـبــط اوركـــاده
فلـي لهـم فالمـجـد ورد اومصـاديـر
وعلى العدو فيهم صبـر مـع جـلاده
شجعان قوم اتقـود جمـع الطوابيـر
فـي يـوم قاسـي ياصـل العلـم مـاده
والي تبيه ايصير بـذن الله ايصيـر
ان مـايـجـي بالـطـيـب جابالـنـكـاده
مــادام اهــم حكامـنـا والله ابـخـيـر
ســـاده وقـــاده ورتـكــو لـلـقـيـاده
سادات وأش اكليب ومهلهل الزيـر
ماغيـر ال اسـعـود فالـكـون ســاده
خلـو عـدانـا عايشـيـن أبزمهـريـر
ونهارهـم مـع ليلـهـم فــي ســواده
عبـد العزيـز السامـر اميرنـا غـيـر
عـسـي حيـاتـه كلـهـا فــي سـعـاده
وافـي وكفـو وطيـب ايحـب للخـيـر
وتواضـعـه لـنـاس هــو الــي زاده
مبـروك يستاهـل ويستاهـل اكثـيـر
والـشـاهـد الله مـايـريـد الـشـهـاده
تجمعـة شاعـر وفـارس مـع أمـيـر
وصـفـات كــل الطيبـيـن اوزيـــاده
بشـاشـت أمحـيـاه لصغـيـر وكبـيـر
تجلب محبـه لـه علـى خلـف عـاده
وسماحت الاخلاق في سموه اتشير
مدلول واضح حسـن طيـب الوفـاده
معـاد بقـى مـن صـفـات المناعـيـر
الاحـــواه ابـخـاطـره فـــي فـــواده
المرجـلـه قـدامـه ايسوقـهـا تسـيـر
مايلحـقـه مـشــروه والـــي نـقــاده
أمـيـر يـذكـر دايــم ايـعــد بالـخـيـر
والمـجـد ســـاس ابـــوه واجـــداده
وختـامـهـا مـنــي تـحـيـه وتـقـديـر
لميـرنـا وضـيـوفـه اهـــل الإفـــاده
مودتي
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شــــاعر الخليــــج