,
,
,
أحبتي الغالين
هنا قصة بكيتُ منها بكاءً مريراً
قرأتُها ولازال البكاءُ في قلبي يزداد ...
كم سمعنا وقرأنا لكن هنا أمر آخر
نزف آخر
قلب صابِر
هي قصةٌ لفتاة حقيقة وليست خيال
أحداثها في هذه الأيام ....
أرجو ممن يدخُل هنا أن يقرأ بتمعُن ولاتنظر لطول الصفحة بل إقرأ لعلَّ الله أن يفتح قلبك للحق فتتعِظ ويكون النور المشرق الذي منه تنبثِق توبَتُك هو هذا المتصفِح.....
والآن أترككم مع والد الفتاة وراوي القصة التى كتبَها بيديه النقية ومشاعره الوفية لتلك الأسماء (رحمها الله )...
.
.
.
( الحيـــاة قصــيــرة )
هذه آخر الجمل التي وجدتها في (حقيبتهاالمدرسية) بعد تلخيصها لدورة حول طرق المذاكرة و الحفظ و و ...
ـــــــــــــ
من هي ((( اسماء ))) المنحة التي استردت ؟
إنمــا الدنيــا هــبــاتٌ وعــوار ٍ مُســتردّة .................. شــدّة بعد رخــاء ، ورخـــاءٌ بعد شــدة
ـــــــ
هل (( اسماء )) داعية تقيم الدروس وتحشد النساء في مدرجات القاعات ،
ولها من العمر خمسون عاما ... ؟
لا ... إنها ليست كذلك ،،،
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
إنها مجرد بنت لها من العمر عـــ(16 )ــــامــا إلا شهر – تحفظ القرآن كاملا ،
وقد أتمت قبيل وفاتها/ مراجعة سورتي البقرة وآل عمران وبعض النساء
ولــدت: صباح الجمعة
تــوفــيـــت: عصر الجمعة
سبب الوفاة : سرطان حاد – فشل كلوي
ماالعيــشُ إلا في الخــمــول ِ مع التـــقــى ............. ففــي الاشــتــهــار نهــاية الأخــطـــار
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
غاية دروسها تحفيظ بعض صغار أبناء وبنات الحي (آيات وأدعية و أذكار) في بعض السنوات
مع توزيعها لبعض مقتنياتها كــهــدايا لهم
مع قلب ((( ســلـــيـــم )))
ونفس ((( غــيــر ))) تواقة لشئ من الدنيا :
وماالنفسُ إلا حيث يجعلها الفتى .............. فإن اُطـمِـعتْ تاقـتْ وإلا تســلـّت
وشعور ((( عميق ))) بقصر الأجل يلازمها لاتظهـره إلا لوالديها ، ويلازمني نحوها (( وأخفيه عن الجميع )) !
ونفس ((( كالنــحــلة ))) إنّ أكــلــتْ أكلت طـيّـــبـــا ، وإن ْ أطعمتْ أطعمت طيّــبــا ،
وإن سقطتْ على شئ له تـخــدشـــه ، ولم يشتكـــي منها أحدٌ في أذيّــــة
ـــــــــــــــــــــــ
هذه هي اسماء فقط !!!
ففــي السمــاء نجــوم لاعــداد لهــا ............. وليس يُــكـســفُ إلا الشــمــسُ والقــمــرُ
ولكن ذكــرهــا الحســـن دار على كل لســــان
كمالوكانت داعية مشهورة ذات عمر مديد في العلاقات الانسانية
وأنتم شهداء الله في أرضـــه
ــــــــــــــ
ياأخــــوان ،،، لقد والله ذهــلت للحدث أيما ذهــول ، ولكن على رسلكم :
فبعض َ اللوم ِ عـاذلتـي فـإنـــــي ............. سـتكفــينــي الـتجــاربُ وانتســابي
الى عِـرْق ِالثــّـرى وشـَجـتْ عروقي ....... وهــذا المـوتُ يسـلـبـنـي شــبابــي
وقــد والله آثـــرت ((( الكــتــم )))
بسبب حديث :
( من بثّ لم يصــبــر )
أي من بث شــكواه للناس فكأنما اعترض على قدر الله فهو غير صابر ، ماأصــعبــه من شـــرط !!!
الذي آلمــنـــي أشـــد الألـــم ، حيث يفوتني الأجر ،
وأدور حول الجزع بسبب (البث) والحديث بمافي النفس !!!
ولقد والله سررت أيما سرور بمعرفتي أن الحديث ( منكر ) شديد الضعف , ولله الحمد
بل يبطلــه حديث ( وارأســــاه ) في قوله عليه السلام لعائشة رضى الله عنها
قال ابن القيم في عدة الصابرين :
( الأنين على قسمين : - أنين شكوى فيكره
وأنين استراحة وتفريــج فــــلايكره )
ثم قال ( إن المريض إذا بدأ بحمد الله ثم أخبر بحاله لم يكن شــكــوى )
وبــذا كان الاسلام دين الفطــرة ، ((ربنـــا ولاتحمّـلنا مالاطاقة لنا به ))
والله خالقنا أعلم بنفوسنا منا (( ألا يعلم من خلق وهوا للطيف الخبير ))
ثم ذكر فيمالاينافي الصبر( ولاينــافيــه البكاء والحــزن )
إنما كان تصحيح المفهوم لــدي حول بث وحــر الصــدر لتخفيف الهــم ،
وقد كانت نفسي تنازعنــي:
وكيــف الصبــر عمن حل مني ........... بمنزلة اليمين من الشمـــال ِ !
فلما حل وقت هذه العبادة وجب علي :
ملكتُ دموع العين حتى رددتهـــا ............ الى نــــاظـــري ، فالعينُ في القلب ِ تــدمـــعُ
ثم سرّى عني حديث ( إن الله لايعذب بدمع العين ، ولابــحــزن القلب ، ولكن يعذ ّبُ بهذا أو يرحم ) وأشار الى لســـانه
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ(لايعذب بدمع العين ، ولابحزن القلب)ــــــــــــــــــــــــ� �ـــــــ
فكنت أسابيع بعد وفاتها أخالط الناس في مجامعهم ، وأخوض في أحاديثهم كأن شيئا لم يكن ،
لقول ابن القيم في الجـزع ( من ترك شيئا مماكان يصنعه فقد جــزع )
ولقول بكر المزني ( كان يقال من الاستكانة الجلوس في البيت بعد المصيبة )
ثم استقبل الليل بما أعجز معه على النـــوم ، من هـــمّ لاأمــلك دفــعــــه :
وليلٍ كــمــوج البحــر أرخــى ســدولــــه ................. علىّ بــأنــواع الهــمــوم ليــبــتــلي
لاإله إلا الله العظيم الحليم
لاإله إلا الله رب العرش العظيم
لاإله إلا الله رب السماوات ورب الارض رب العرش الكريم
إذا أرهقتك هــمـــوم الحيـــاة .............. ومسّــك منها عظيم الضـــرر
وذقتَ الأمـرّين حتى بكـــــيت .............. وضـجّ فــؤادك حتى انـفــــجــر
وسـدّت بوجـهـــك كل الدروب ..............وأوشــكـت تســقط بين الحـفـر
فـيـمّـمْ الى الله في لـهـفـــــــة .............. وبـثّ الشــكاة لــربّ البـشـــر
(( لاإلـــه إلا أنـت ، ســبـحـــانك ، إنـــي كنتُ من الظـــالميــن ))
فلها سر عجيب في كشف الكرب
ونبأ عظيم في رفع المحــــــن
ياخالق الاكوان أنت المر ........... تجــى وإليك وحدك ترتقي صلواتـــــي
ياخالقي ماذا أقول وأنت ..........تعلمني وتعلم حاجتــــي وشكـــــــاتـــــي
ياخالقي ماذا أقول وأنت .......... مطلـــع على شــكواي والأ نّــــــــــــــات
وقد والله صدق صاحب كتاب (بردالاكبادعند فقد الاولاد):
الإبتـــلاء في الأولاد من أعظم الابتلاء ،
هــو نـــــ(تــســتــعــر)ــــــار في الفــؤاد
وحــــــــ(تضــرم)ــــــــرقـــة في الأكـــبـــــاد
وصــدرٍ أراح الليـل عازب هــمّــه ................. تضــاعــف فيه الحــزن من كل جانب
وقــد والله هــوّن المــوت كل مصيبة قبـلــه
فــأريــد الآن تخــفــيف هــذا الـــهــم ، وإطفـــاء هــذه النار ، وإخماد حرقتها
عبر المنتدى لعل صخرته تنجلي:
ولابــدّ من شــكوى الى ذي مــروءة .................. يواســــيك أو يُــسلّيك أو يتـــوجـّـعُ
فهـــلا أستمعتم إلي وأذنتــم
لعــلـــكم تجــدون فيهــا مايفيدكم
أويهــوّن عليكم هــمـــوم دنيـــاكــم
أو لـعــل بعضــكــم يفيدني بمايخفف من كــربــي
وكماقال سليمان بن عبدالملك في وفاة ابنه:-
( إني لأجد في كــبــدي جــمــرة ، لايـطفؤهــا إلا عــبـــرة )
فقال له وزيره رجاء : إقــضــــهــا ياأميرالمؤمنين ، فمابذاك من بأس ،
فقد دمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابراهيم ، ولم يقل مايسخط ربه
فأرسل سليمان عينه بالبـــكـاء حتى ظـنــوا أن نياط قلبـه ستتقـطع
ثم قال : لو لــم أنـــزف هــذه الـعـــبــرة لانــصدعــتْ كــبدي
وأنا أضيف : لو لم أكتب مافي نفسي لانصدعت كبدي
سأبــكــيكِ مافاضـــتْ دمـوعــي فإنْ تـغـض ........ فحســــبك منــي ماتــكــنّ الجـــوارحُ
ــــــــــــــــــــــ وهــاكم ســــر ذهــولــي ، في قصــة ( اسماء )ـــــــــــــــــــــ
ولينظركل منكم إلى نفسه ، هل يجد في علاقاته مثل مالي مع ( اسماء ) ، ليعذرني فيما يحويه صدري من براكين ،
تفجرت بعد اسبوع من وفاتها والناس تظن أن الأمر( عادي ) ، حيث ذهبت السكرة وجاءت الفكرة :-
فــــالآن قد كشــف الــزمــانُ قــنـــاعــه ............... لبـــصـــيرتــي وحــــللتُ في دار الـنــُّـــهـــى
ـــــــــــــــــــــــــ ــ
أبدؤها بحمد الله والثناء عليه على أن وفقني لصبر الصدمة الاولى ،
وأسأل الله القبول لهذه العبادة ( الفرصة ) التي ربما لايوفق لها أحد في العمر إلا مرة أو مرتين ،
ولله الحمد والمنة على أفضاله ونعمه التي نتقلب بها سراء فضراء :
(عجبت للمؤمن إن الله عز وجل لايقضي قضاءا إلا كان خيرا له) حديث
الحمــد لله الذي يأخذها في دار الفناء ، ويــدّخــرها في دار البقاء ، والله يفعل مايشاء فكل الامور الى القضاء
رب لك الحمد ، اللهم نزلت أمتك ((( اسماء ))) مفتقرة من الزاد ، مخشوشنة المهاد ،
غنية عما في أيدي العباد ، فقيرة الى مافي يدك ياجــواد
وأنت يارب خير من نزل بك النازلون ، واستغنى بفضلك المقــلـّــون ، وولج في سعة رحمتك المذنبون
اللهم فليكن ضيافة أمتك أسماء منك رحمتك ، ومهادها جــنـّـتــك :
أبكيها ثم أقول معتذرا لهــا .......... وفـّـقـتِ حين تركتِ ألئمَ دار
جاورتُ أعدائي وجاور ربّه.......... شتــّــان بين جواره وجواري
ياكوكباً ماكان أقصر عمره .......... وكــذاك عمر كواكب الأسحارِ
ذرّتْ عليك من الغمام مراحِمٌ ........ وتـَـكـَـنّـفـتْـكِ من النجومِ جواري
بتيع....