بيعت هذه الحافلة قبل سنوات بحوالي 500 ألف دولار مع أن عمرها تجاوز الخمسين عاما !!!
و السبب في ذلك أن هذه الحافلة قد اندلعت فيها الشرارة الأولى للثورة ضد قوانين التمييز العنصري في الولايات المتحدة الأمريكية .
ففي أواسط القرن الماضي كانت القوانين الأمريكية تنطوي على تمييز واضح بحق السود ، و من ضمن تلك القوانين قانون خاص بالمواصلات كان يحظر على السود دخول الحافلة من الباب الأمامي و يلزمهم بالدخول من الباب الأمامي لدفع الأجرة فقط ، ثم ينزلون و يركبون من الباب الخلفي و ذلك حتى لا يختلطوا بالبيض ، و كان أيضا يلزمهم بإخلاء أماكنهم للبيض في حالات الازدحام !!
و في مساء أحد أيام 1955م كانت الخياطة روزا باركس جالسة في مقعدها حين طلب منها راكب أبيض أن تخلي له مكانها ، فرفضت روزا مما عـرّضها للضرب و السجن و دفع الغرامة !!
و تسبب ذلك في انطلاق الثورة ضد قوانين التمييز العنصري ، فقد أصبحت روزا باركس حديث الناس و لاسيما أن محاكمتها استمرت 381 يوما وبدأ خلالها السود إضرابا عن الحافلات استمر عاما كاملا .
و قد أدى استمرار الاحتجاجات و المظاهرات إلى إلغاء كافة القوانين العنصرية في الولايات المتحدة . و هكذا أصبحت روزا باركس تُـلـقَّـب بـ ( أم حركات الحقوق المدنية ) .
توفيت روزا باركس في 24 أكتوبر عام 2005م عن عمر 92 سنة . و قالت رايس في حفل تأبينها : ( بأمانة أقول لكم : بدون روزا باركس ما كنت سأقف بينكم اليوم كوزيرة للخارجية ) .