***
من ينكر أن العلمانيين ذلك الطابور الخامس الذي بدأ ينخر في أمتنا الإسلامية المستهدفة نخراً بدأنا نتلمس بعض أثاره في أعلامنا وقرارات بعض الوزراء في حكومتنا ، هؤلاء الذين حللوا ما حرم الله من التهكم بآيات كتاب الله والأستهزاء برسوله صلى الله عليه وسلم وسنته ، والدعوة للسفور والأختلاط بما يتنادون به هنا وهناك بـ " حرية المرأة " والعبث بمعتقداتنا وعاداتنا ، ووصفوها بالتخلف والرجعية ، وأعلنوا حربهم القذرة على مسلمي الأمة الملتزمين بكتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والتسليم متهمينهم بالتطرف والأرهاب " وهم المتطرفون والأرهابيين وعملاء أعداء الأمة " ، لمحاولة نشر فكرهم الضال ومعتقداتهم الفاسدة ، وخاصة ممن تجرأ علناً بحكم منصبه الوظيفي والأجتماعي والمالي في نشر فكره الهادم ، في أهم وسائلهم لنشر فكرهم الضال في وسائل الإعلام المرئي والمقروء بلا خوف من الله ولا الناس .
هؤلاء هم نتاج قيصري لضعف الوازع الديني أولاً ثم لنهلهم الجانب الغير سوي معتقداً وأخلاقاً من ثقافة الغرب الأوروبي والأمريكي خلال تواجدهم هناك لفترات طويلة إما للدراسة أو للسياحة المتكررة .
ما جعلني أكتب هذا الموضوع هو أنني أزددت غماً صباح هذا اليوم المبارك " الجمعة " وأنا أقرأ عنواناً مكتوباً بالخط العريض " فرحاً من كاتبه " في صحيفة الرياض ومكتوباً فيه عشرون ألف " ذكوراً وأناث " سيتم أبتعاثهم للولايات المتحدة خلال الأربع سنوات القادمة "
هذا للولايات المتحدة الأمريكية فقط ، وهناك مبتعثون سبقوهم لأوروبا ، ولكندا ، وأستراليا وغيرها . والطامة أن الأبتعاث سابقاً قصر على الذكور ، أما الآن فقد شمل الجنسين لنجاح أصحاب هذا الفكر الضال في تمريره لولاة الأمر بحكم مناصبهم وسطوتهم في متخذي القرار.
وأتساءل هنا .. بالله عليكم كم من مبتعث ( شاب وفتاة ) من أولئك سيذهب هناك ويعيش لسنوات ويأكل ويشرب ويخالط النساء والرجال في كل مكان وزمان في مجتمع حرم من نعمة دين الله الأوحد " الإسلام " ولن يجد أمامه في كل لحظة يعيشها هناك غير ما حرم الله ويحارب دينه ومعتقده ، وبعد ذلك تجده ما زال متمسك بما لديه من دين وأخلاق تربى عليها طوال 18 عشر عاماً ؟!.
وبما سيعود لنا " إن عاد " ولم يغير دينه وجلده ويقبل بالجنسية بعد تعرضه للإغراءات المادية أو التهديد لتخصصه المطلوب هناك ولا يستحقه المسلمون ؟
القليل منهم سيعود قبل أنتهاء مدة بعثته بلا شك لعدم القدرة على تحمله ما يتعايش يومياً معه من حرب ضروس على دينه وأخلاقه ووطنه يشنها عليه أبليس وأذنابه من الحقدة على الإسلام والمسلمين والعرب خصوصاً ، وسيعود أكثر أصراراً على دينه وأن كان جزاءه الطرد أو الحرمان من أكمال دراسته وإن كنا بحاجة لتخصصه النادر ، وقليل منهم سيصمد بعون من الله أمام تلك الهجمات والمغريات الشيطانية ، ويكمل دراسته ولم يغير دينه ومعتقده وعاداته ، وسينتفع وطنه منه كثيراً بأذن الله ، أما البقية منهم ، سيكملون دراستهم وسيعودون مغسولة قلوبهم قبل عقولهم ، محملين لنا بأفكار وأدوات لهدم معتقداتنا وعاداتنا وسيزاد عدد هؤلاء العلمانيين المحاربين لله وللإسلام في هذا الوطن الطاهر.
وقلما بل نادراً نعلم بأن هناك من أعتنق هذا الفكر الضال وهو لم يخرج خارج حدود الوطن ، وقد نهل من العلم بأعلى مستوياته بكل التخصصات النظرية والعلمية في هذا الوطن ذو الديانة الإسلامية السمحة .
وأن كان ذلك فهو من أختلال وأضطراب في الدين ثم النفس وتعرضه لغسل دماغ ممن يخالطهم من أرباب ذلك الفكر الضال " العلمانيين " بصفة الصداقة أو الزمالة ، وربما لرغبة منه في الظهور والأشتهار .
وأنا لست ضد العلم والتعلم ، بل أنني من المحاربين للجهل والوقوع تحت رحمة الغريب ، ولكنني هنا أدافع عن وطني وقبلها ديني والذي أصبح كرة تتقاذفها أيدي الجبناء في الغرب ومن أبناء جدلدتنا .
وسؤالي الذي يطرح نفسه هنا اليوم وليوم الدين هو لحبيبي في الله وولي أمري وسيدي خادم الحرمين الشريفين أطال الله لنا في عمره وأمده بالصحة ورزقه البطانة الصالحة التي تعينه لا أن تعين عليه ، لماذا نقحم أبنائنا وبناتنا في عرين أعداء الإسلام والمسلمين ؟
لماذا لا نجلب لهم أفضل الخبرات وأحدث الأجهزة ونهيأ لهم أحسن بيئة تعليمة لهم وهم في وطنهم وبين أهلهم ، ونحن ولله الحمد قد منى الله علينا بكل الأمكانات التي تسهل ذلك ؟
ألا نستطيع الصبر سنوات قليلة لتجهيز ذلك ونحن قد صبرنا عشرات السنون ونحن تحت رحمة الغريب؟
فألا يكفينا ما عندنا من هؤلاء المختلين دينياً وأخلاقياً ؟
ولماذا نمنح أعداء الإسلام والمسلمين طريقاً سهلاً مفروشاً بالمال والورود ومن قبلنا للحرب على ديننا وعلى معتقداتنا وعادتنا من قبل أبناء جلدتنا ؟
هذه نصيحة من مواطن وأبن محب لكم وباراً بكم
وتفيذاً لقول الله تعالى
( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )
وأتباعاً لهدي المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم
( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) .
اللهم أني بلغت ... فأشهدوا
***