أمسكت تلك الأم المكلومة بإحدى الصحف , تستعرض على سيل من الدموع ذكريات الأسرة السعيدة وجدار الأمان والألفة ... ومن صدرها يئن القلب المسجون , وعلى هذا الحال يكون الحال .. وطفلها يداعب دميته الضاحكة ويتأمل في وجه أمه وصوتها الحزين وبين دميته تلك ... وما إن خفت صوت أمه حتى توقفت دميته التي يحركها الصوت , وعلى حين غفلة استدار الطفل ليستقر خلف أمه وكإشراقة الشمس طلع وجه الطفل من خلف ذاك الشعرالليلي يتسلق كتفها لينبعث شعاع عينه على أرض الصحيفة , ويتركز ضوئها على صورة والده ؟! والذي غاب عنه منذ زمن , فتسابقت لملامحه الفرحة والبسمة والبهجة , وكادت براءته تطير لتخترق السحاب ,حينها سقطت الصحيفة من يدي الأم واستدار حضنها كالغيوم ليواري الشمس عن أرض الصحيفة , ومهما تراكمت السحاب , وغطت الجبال الأفق لن تحجب الشمس إلاّ للحظات فقط .
وسبحان الله شمس وسحاب مشحون بالحنان ودموع ساقطة ... أخذ الطفل هذه الصحيفة يجعلها أمامه تارة وخلفه تارة أخرى وعلى وسادته تشاركه منامه , منادياً السنين لكي يكبر ويدخل المدرسة لأنه قد توعد الصحيفة أن يقرأها ليعرف لماذا تأخذ صورة والده ؟.. ولماذا تبكي والدته ..؟ واستفهامات كثيرة مؤجلة .... مصير متعلق بحروف الهجاء ومقاعد الدراسة...!!
أخي القارئ بعد هذه المقدمة ما عسى أن يكون والد الطفل ... إرهابي ؟ أم شهيد الوطن الغالي .. ؟!
ولك أن تتخيل إشارة المستقبل بلونين الأحمر والأخضر فقط !...
همسة/ يا ذلك الأب... إذا لم تستطع أن تقتل ولدك بيدك.... فقد فعلت بقتلك أمن وطنك...
كتبه / أخوكم
حسين صديق