السلام عليكم
المسابقة السادسة :
إجابة السؤال الأول :
إياس بن معاذ:
كان غلامًا حدثا من سكان يثرب ، قدم في وفد من الأوس ، جاءوا يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج ، وذلك قبيل حـرب بعاث في أوائل سنة 11 من النبوة , إذ كانت نيران العداوة متقدة في يثرب بين القبيلتين ـ وكان الأوس أقل عددًا من الخزرج ـ فلما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقدمهم جاءهم ، فجلس إليهم ، وقال لهم:
(هل لكم في خير مما جئتم له؟)
فقالوا: وما ذاك؟
قال: ( أنا رسول الله ، بعثنى إلى العباد ، أدعوهم إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئًا ، وأنزل عليّ الكتاب ) ، ثم ذكر لهم الإسلام ، وتلا عليهم القرآن .
فقال إياس بن معاذ: أي قوم ، هذا والله خير مما جئتم له .
فأخذ أبو الحيسر أنس بن رافع ـ رجل من الوفد ـ حفنة من تراب البطحاء فرمى بها وجه إياس ، وقال: دعنا فلعمرى لقد جئنا لغير هذا ، فصمت إياس ، وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانصرفوا إلى المدينة من غير أن ينجحوا في عقد حلف مع قريش.
وبعد رجوعهم إلى يثرب لم يلبث إياس أن هلك ، وكان يهلل ويكبر ويحمد ويسبح عند موته، فلا يشكون أنه مات مسلمًا.
ــــــــــ
إجابة السؤال الثاني :
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]اليهود : [/grade]
فإنهم كانوا قد انحازوا إلى الحجاز زمن الاضطهاد الأشورى والروماني كما أسلفنا ، وكانوا في الحقيقة عبرانيين ، ولكن بعد الانسحاب إلى الحجاز اصطبغوا بالصبغة العربية في الزى واللغة والحضارة ، حتى صارت أسماؤهم وأسماء قبائلهم عربية ، وحتى قامت بينهم وبين العرب علاقة الزواج والصهر ، إلا أنهم احتفظوا بعصبيتهم الجنسية ، ولم يندمجوا في العرب قطعًا ، بل كانوا يفتخرون بجنسيتهم الإسرائيلية ـ اليهودية ـ وكانوا يحتقرون العرب احتقارًا بالغًا وكانوا يرون أن أموال العرب مباحة لهم ، يأكلونها كيف شاءوا ، قال تعالى: { وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ } [آل عمران: 75].
ولم يكونوا متحمسين في نشر دينهم ، وإنما جل بضاعتهم الدينية هي: الفأل والسحر والنفث والرقية وأمثالها ، وبذلك كانوا يرون أنفسهم أصحاب علم وفضل وقيادة روحانية.
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]من صفاتهم : [/grade]
1/ كانوا مَهَرَةً في فنون الكسب والمعيشة ، فكانت في أيديهم تجارة الحبوب والتمر والخمر والثياب، كانوا يستوردون الثياب والحبوب والخمر، ويصدرون التمر، وكانت لهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون، فكانوا يأخذون المنافع من عامة العرب أضعافًا مضاعفة، ثم لم يكونوا يقتصرون على ذلك .
2/ كانوا أكالين للربا ، يعطون القروض الطائلة لشيوخ العرب وساداتهم , ليكسبوا بها مدائح الشعراء والسمعة الحسنة بين الناس بعد إنفاقها من غير جدوى ولا طائلة ، وكانوا يرتهنون لها أرض هؤلاء الرؤساء وزروعهم وحوائطهم ، ثم لا يلبثون إلا أعوامًا حتى يتملكونها.
3/ كانوا أصحاب دسائس ومؤامرات وعتو وفساد , يلقون العداوة والشحناء بين القبائل العربية المجاورة ، ويغرون بعضها على بعض بكيد خفي لم تكن تشعره تلك القبائل ، فكانت تتطاحن في حروب ، ولم تكد تنطفئ نيرانها حتى تتحرك أنامل اليهود مرة أخرى لتؤججها من جديد. فإذا تم لهم ذلك جلسوا على حياد يرون نتائج هذا التحريض والإغراء ، ويستلذون بما يحل بهؤلاء المساكين ـ العرب ـ من التعاسة والبوار ، ويزودونهم بقروض ثقيلة ربوية حتى لا يحجموا عن الحرب لعسر النفقة . وبهذا التدبير كانوا يحصلون على فائدتين كبيرتين: هما الاحتفاظ على كيانهم اليهودى، وإنفاق سوق الربا؛ ليأكلوه أضعافًا مضاعفة، ويكسبوا ثروات طائلة .
وكانت في يثرب منهم ثلاث قبائل مشهورة:
1ـ بنو قَيْنُقَاع : وكانوا حلفاء الخزرج، وكانت ديارهم داخل المدينة.
2ـ بنو النَّضِير: وكانوا حلفاء الخزرج، وكانت ديارهم بضواحى المدينة.
3ـ بنو قُرَيْظة: وكانوا حلفاء الأوس، وكانت ديارهم بضواحى المدينة.
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]وهذه القبائل هي التي كانت تثير الحروب بين الأوس والخزرج منذ أمد بعيد، وقد ساهمت بأنفسها في حرب بُعَاث، كل مع حلفائها.
وطبعًا فإن اليهود لم يكن يرجى منهم أن ينظروا إلى الإسلام إلا بعين البغض والحقد؛ فالرسول لم يكن من أبناء جنسهم حتى يُسَكِّن جَأْشَ عصبيتهم الجنسية التي كانت مسيطرة على نفسياتهم وعقليتهم، ودعوة الإسلام لم تكن إلا دعوة صالحة تؤلف بين أشتات القلوب، وتطفئ نار العداوة والبغضاء، وتدعو إلى التزام الأمانة في كل الشئون، وإلى التقيد بأكل الحلال من طيب الأموال، ومعنى كل ذلك أن قبائل يثرب العربية ستتآلف فيما بينها، وحينئذ لابد من أن تفلت من براثن اليهود، فيفشل نشاطهم التجارى، ويحرمون أموال الربا الذي كانت تدور عليه رحى ثروتهم، بل يحتمل أن تتيقظ تلك القبائل، فتدخل في حسابها الأموال الربوية التي أخذتها اليهود، وتقوم بإرجاع أرضها وحوائطها التي أضاعتها إلى اليهود في تأدية الربا.
كان اليهود يدخلون كل ذلك في حسابهم منذ عرفوا أن دعوة الإسلام تحاول الاستقرار في يثرب؛ ولذلك كانوا يبطنون أشد العداوة ضد الإسلام، وضد رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أن دخل يثرب، وإن كانوا لم يتجاسروا على إظهارها إلا بعد حين.[/grade]
........... هذا وبالله التوفيق , وعليه التكلان .