ياسر الزهراني
سلمت يامبدع
اختك واخت القمر
| فارس الكلمة |
وتأبى يا ( ياسر الزهراني) إلا أن تعزف على الأوتار الحساسة دائماً
ودعني أحملك أمانةً أرجو منك إيصالها عاجلاً ، قبل أن أدلف معك عبر موضوعك :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بلغ سلامي إلى (زهران) وامض به
هناك في روضةٍ تزهو وبستان
عرفت فيها السفوح الخضر زاهيةً
بمائل الشيح أو أغصان ريحان
عرفت فيها رجالاً حين أذكرهم
فالشوق يعصف بي يجتاح وجداني[/poem]
وأقول لك :
إن الحديث عن اللقاء والرحيل ، حديث ذو شجونٍ وشؤون
وحقُّ له أن يكون كذلك وهو ملخص هذه الحياة الدنيا
فما أن يلتقي شخصٌ بالحياة ويستقبل بالزغاريد والبسمات
حتى يعلن رحيله ويودع بالآهات والحسرات والزفرات
ولا أشبه الحياة إلا بكتابٍ له دفتين
كتب على الأولى ( لقاء )
وكتب على الأخرى ( رحيل )
ويقضي الانسان حياته متصفحاً لهذا الكتاب حتى إذا ماانتهى منه وأطبق دفته الأخرى
كان رحيله وانتقاله عن هذه الحياة الى الحياة الأخرى
والمتأمل في تاريخ الأدب قديمه وحديثه يجد أن هذين المعنيين يشغلان حيزاً كبيراً
في أقوال وأشعار الأدباء فتجد أن مصطلحاتهم تدور في الغالب بين :
( الشوق ، والوله ، والعناق ، واللقاء ، والبين ، والنوى ، والظعن ، والترحل ، والسفر ، ...... الخ )
وكل هذا مرجعه ودافعه محركه هو : هو ألم الفراق والشوق الى اللقاء
================================================== ===================
ويظن كثيرون أن ذكر الفراق ومعالجة غصصه لا تختص إلا بالشعراء والعشاق والمحبين
وهذا غير صحيح ، فمن استعرض حتى سير أنبياء الله تعالى وجد ذكر ذلك واضح المعالم
وليس أكثر تأثيراً لمن قرأ في سيرة سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم من تلك الكلمات الحزينة المؤثرة
حينما وقف -عليه الصلاة والسلام - على جبل أبي قبيس يوم الهجرة واتجه إلى مكة يخاطبها بتلك
الكلمات التي تهتز لها جنبات كل محبٍّ ومفارق ٍ لمرابع صباه ، وذلك حينما قال وهو يسكب الدموع الساخنات :
( يا مكة والله إنك لمن أحبِّ البقاع إلى قلبي ولولا أن أهلك أخرجوني منك لما خرجت )
ولكم أن تقرأوا كذلك بكل تدبر وتأمل قصة يوسف عليه السلام وفراقه لوالده الذي أحبه كثيراً
من سنٍ مبكرةٍ وذلك الفراق الذي دام طويلاً ، ثم تأملوا لحظات اللقاء الرائعة بعدما يقرب من اربعين سنة
من لوعة الفراق والشوق التي اختطفت حتى بصر نبي الله يعقوب ولكنه تقبل ذلك بكل صبر
وقفوا معها قليلاً : حينما فصلت العير فوجد يعقوب عليه السلام ريح يوسف عليه السلام
وكان قد أرسل بثوبه إلى أبيه ، وهو يعلم جيداً أن اللقاء يعالج كثيراً حتى من أمراضنا الحسية
فضلاً عن المعنوي منها وذلك حينما بعث بالثوب وقال لإخوته :
(((( ألقوه على وجه أبي يأت بصيرا ...))))
وبالفعل كان ذلك حينما وصلت القافلة فإذا بيعقوب ينادي :
((((إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون ))))
ويأتي البشير ليلقي الثوب على وجه يعقوب فيرتد إليه بصره مباشرةً
ولكم أن تتأملوا تلكم اللحظات بكل تفاصيلها .لتدركوا معنى اللقاء والرحيل جيداً .
================================================== ===================
ومن أورع ما قيل في ذكر اللقاء والفراق قول الأول :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وما في الأرض أشقى من محبٍّ
وإن وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكياً في كلِّ حينٍ
مخافة فرقةٍ أو لآشتياق
فتسخن عينه عند التلاقي
وتسخن عينه عند الفراق [/poem]
لذا فإن مرهفي الاحساس نادراً ما يستمتعون بحياتهم
متقلبين بين هاتين الحالتين الشوق إلى اللقاء والخوف من الفراق
ومن طريف ما يذكر في هذا المعنى كذلك , قول الشاعر :
بكت عينٌ غداة البين دمعاً
وأخرى بالبكا بخلت علينا
فعاقبت التي بالدمع ظنت
بأن أغمضتها حين التقينا
================================================== ======================
وهنا لفتة خاطفة ( للمسلمين فقط )
أحبتي الكرام إن المسلم يختلف عن غيره تماماً حتى وإن تألم لفراق حبيبٍ
أو مفارقة قريبٍ ، وذلك أننا ومن صميم معتقداتنا باليوم الآخر والبعث والنشر
نسأل الله تعالى أن نلتقي بكل حبيبٍ ودعناه ، أو عزيزٍ فارقناه ، في جنات النعيم
على سررٍ متقابلين .
وهذا الشعور العميق يفتقده من أنكر البعث من الكفار والمكذبين وقليلي الايمان
في حين أننا ننعم به ، وتظل طيوف سناه تداعبنا في يقظتنا ومنامنا وفي كل أحوالنا و شئووننا
================================================== ==================
وأسأل الله تعالى أن يكتب لنا ولكم ولكل المسلمين لقاءً أبدياً سرمدياً في جنات النعيم
وأن يجمعنا بكل من أحببناه أو أحبنا تحت ظلال عرشه يوم لا ظل إلا ظله، إنه ولي ذلك والقادر عليه
================================================== ================
ولك أعطر التحيات أخي /ياسر
ودمت على أوتار سعدك عازفاً
نديم السها
التعديل الأخير تم بواسطة حسن المعيني ; 19-03-2006 الساعة 05:22 PM
لكل لقاء رحيل ..
لكل ولادة وفاة ..
لكل بداية نهاية ..
لكل مقدمة خاتمة ..
هكذا الحياة
نعيشها ..
ونتقلب بأجوائها ..
ونتذوق جرعاتها ..
ونشم روائح هوائها ..
من سموم
أو عبق العطور
نرى رداء أبيض
وآخـــــر أسود
نبكي .. ونضحك
نحبس .. ونصرخ
لقيااااااا ثم ابتعاد
والابتعاد له أنماط
ربما ابتعاد مسافات من الشوارع
وربما ابتعاد القلوب نتيجة الجروح
وربما ابتعاد الأجساد والأرواح فيقال عظم الله أجرك
وتتلاقى الأرواح بمشيئة الرحمن من جديد بلحظة النيام
تتزاور وتطمئن كل روح على أخرى
أصعب ابتعاد بالحياة
لحظة آخر غمضة عين ترى الدنيا ثم تغلق بيدين شخص آخر دون فتحها
ولحظة آخر نبضة قلب وبعدها يتوقف هذا النبض
ولحظة صوت نزعة وسكرة الموت ثم يتحول هذا الصوت إلى سكون وهدوء طغى على المكان
أخي الفاضل // ياسر الزهراني
طرحك أثر ما بي .. كل أجزائي تأثرت بحروفك
أحزنني كثيراً من واقع لابد من معايشته والتأقلم معه
كونه من أقدار المولى والتي ليس بإرادتنا أن نردها أو نرفضها
أشكرك من أعماق القلب على تذكيرك لنا بهذا الموضوع الحزين // الواقعي
لا حرمنا جديدك
لك مني احترامي وتقديري
أختك // دفا المشاعر
استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليـه
شكراً ع الإهداء غلاتي الحلوة فهوووودة
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)