تلعب التغذية دوراً أساسيا في صحة الإنسان، وكثير من أمراض العصر، كأمراض القلب، والسكري، والكلى، والكبد، والسرطان. حيث أن لكل مرض غذاء يتناسب معه. وفي حالة عدم أتباع الحمية المناسبة فإن المريض سيعاني الكثير من المضاعفات والمشاكل الصحية الأخرى. وتعد حصوات المرارة من بين الأمراض التي تحتاج إلى حمية غذائية خاصة، وهذا ما نستطرق بعد معرفة طبيعة تكون الحصوات وأسبابها.
ما هي المرارة ووظيفتها؟
المرارة «Gall-bladder » أو الكيس المراري عبارة عن كيس يشبه الكمثرى يقع أسفل الكبد، يفرز الكبد مادة الصفراء «bile » التي تتركز 12 مرة، وتخزن في المرارة وتصل الصفراء أو العصارة المرارية بعد انقباض الكيس المراري إلى الاثني عشر عند الحاجة أي بعد تناول الطعام، ووظيفة الصفراء هي المساعدة على هضم المواد الذهنية، وعند إصابة جدار المرارة بالتهابات، فإنها تعجز عن الانقباض لتفريغ محتوياتها، كما تعجز عن تركيب الصفراء، وعندئذ يتعطل هضم المواد الذهنية.
كيف تتكون حصوات المرارة؟
تتكون حصوات المرارة أو الحصوة المرارية عندما تختزن العصارة الصفراوية في المرارة وتتحول إلى مادة صلبة نتيجة لزيادة نسب الكوليسترول أو لوجود خلل في أملاح الصفراء والبيليروبين «صبغ العصارة المرارية». وقد تتكون هذه الحصوات إما في المرارة نفسها وفي هذه الحالة تكون آمنة حتى تمام استئصالها، أما إذا تكونت في القناة المرارية فالأمر يختلف تماماً ويصبح في منتهى الخطورة مما يهدد حياة الإنسان ويسبب تلف الأعضاء الحيوية مثل الكبد والبنكرياس.
أعراض المرض:
في حالة الإصابة بحصوات المرارة فإن أعراضها تتمثل في:
ألم حاد وعلى فترات منتظمة في الجزء العلوي من البطن والذي يتزايد ويستمر لمدة نصف ساعة أو لعدة ساعات، ألم حاد في الظهر بين الكتفين، ألم في الكتف الأيمن، غثيان، قئ، حمى، الإصابة بالصفراء، انتفاخ البطن، عسر هضم، تعب من الأطعمة الدسمة.
هل أنت معرض للإصابة بالحصوات؟
هناك بعض العوامل التي تهيأ الإنسان للإصابة بحصوات المرارة، وهي:
1- تتعرض النساء للإصابة بالحصوات بنسبة أكبر من الرجال، وربما يعود السبب في ذلك لهرمون الإستروجين الذي يدفع الكبد إلى إفراز كمية أكبر من الكولسترول في الصفراء، كما أن استعمال حبوب منع الحمل لفترة طويلة تساعد على تكون الحصوات.
2- السمنة: فكلما أزداد الوزن تضاعف خطر الإصابة بالحصوات، وذلك لأن ذوي الوزن الزائد يميلون إلى تكديس كمية أكبر من الكولسترول في الصفراء. وتجدر الإشارة إلى أن- فقد الوزن السريع - يؤدي إلى تكون الحصوات حيث أن الجسم يقوم بالتمثيل الغذائي للدهون خلال الفقد السريع للوزن, الأمر الذي يجعل الكبد يقوم بإفراز المزيد من الكوليسترول في الصفراء وبالتالي تكون الحصوات.
3- طبيعة الطعام: حيث أن الغذاء الذي ترتفع فيه كمية الدهون والسكريات، والمقترن بقلة الحركة والنشاط تيؤدي إلى خطر الإصابة بالحصوات.
4- السن: حيث يزداد خطر تكون الحصى مع التقدم في السن.
5- الإصابة ببعض الأمراض التي تسهم في تكون الحصى، كالإصابة بأمراض الكبد المزمنة التي يقل فيها إفراز الصفراء. كما أن الأشخاص التي تعاني من مرض السكر تكون معدلات الأحماض الذهنية لديها عالية وخاصة الدهون الثلاثية «Triglycerides» والذي يساعد على تكون الحصوات المرارية. والمرضى الذين أجريت لهم عملية استئصال جزئي في المعدة والأمعاء.
علاج الحصوات
هناك عدة طرق لعلاج الحصوات المرارية، ومن بينها استئصال المرارة, وبمجرد الاستئصال تتدفق العصارة الصفراوية من الكبد إلى الأمعاء الدقيقة. ومن الآثار الجانبية التي تحدث إصابة المريض بالإسهال لأن العصارة الصفراوية لم تعد تختزن في المرارة.
التغذية العلاجية لحصوات المرارة
1- محاولة التخلص من السمنة قبل أن يعاني المريض من مضاعفاتها والتي منها حصوات المرارة، ويمكن ذلك بإتباع نظام غذائي متوازن متناسب مع حالة المريض الصحية،وممارسة النشاط البدني، بعد استشارة أخصائي التغذية.
2- عند استئصال المرارة ينصح المريض باستعمال حمية غذائية منخفضة الدهون، وتختلف نسبة الدهون من شخص لأخر حسب درجة المرض وحالة المريض، ويمكن أن تكون نسبة الدهون لا تتجاوز 20% من الغذاء هو الحل الوسط المعقول. والمواد الذهنية تحتوي على الفيتامينات أ، د، هـ من أجل ذلك كان من الواجب أن يتناول الإنسان كميات قليلة من الدهن في غذائه. وقد تستمر هذه الحمية لعدة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن للمريض العودة تدريجياً للغذاء العادي.
3- ينبغي أن يكون غذاء المريض متوازناً، وكافياً، ويحتوي على المجموعات الغذائية الأساسية «النشويات، البروتينات، الفواكه والخضار، والحليب منتجاته» ومن بين الأغذية التي يسمح بها فهي (الجبنة) الخالية من الدسم، والخضراوات الخالية من الألياف، كما أن الفاكهة ذات البذور يجب أن تصفى لنزع البذور منها.
4- يجب الامتناع عن المواد الحريفة مثل الخل والفلفل والمشروبات الغازية والبوظة والسجق إذ أنها جميعا ترهق المرارة.
5- مراجعة أخصائي التغذية لعمل البرنامج الغذائي المناسب، وأتباع الإرشادات الغذائية الأخرى.
تقبلووا تحيتي
رد مع اقتباس
