اعود اليكم في هذا القسم المميز بأقلامه ومشرفيه وزواره
يعجبني بكل ما يحويه من اخبار ومواضيع
فهو روضة للفكر ومتعة للنفس
بعيداُ عن حياة العقلاء او طبيعي العقول
نجد ان هناك اناس لا يفقهون ولا يعون ما يقولون وينطقون
ذات يوم كنت في مدينة جده
لابس الشماغ والثوب كعادتي وهذا فخر لي وهو فخر لنا كسعوديين زيينا وملبوسنا الذي يميزنا عن غيرنا
وقف امامي ساخرا (وقد يكون حاقداً) والاحتمال الاخير هو الاقرب للواقع
وقال تراك راعي غنم
قالها بكل سخريه فنظرت اليه نظرة الواثق الساخر وقلت :
يا هذا وهل تعلم ان اغلب الانبيا رضوان الله عليهم رعوا الغنم
هل تعلم ان المصطفى رضي الله عنه كان راعياً لأغنام قريش
وقال:
ذاك الرسول(صلى الله عليه وسلم)
قلت :
سأخبرك لماذا رعاية الغنم افضل من تربية الشوارع ولك ان تفهم وان رفضت فلك ان تبقى سفيها كما انت
وبدأت
اذكر ونحن اطفال لم نبلغ السن الموجبة للالتحاق بالدراسه
اي اننا لم نبلغ الربيع السابع من اعمارنا
كنا نحمل مسؤلية رعاية الغنم وليست بالسهلة كما تعتقد
300 رأس يقودها طفل قد يكون اصغر من احد الخراف وزنا وحجما ولكنه اكبر عقلا وارادة
يرعى الغنم وهو مسؤل عنها .. مسؤل عن صغيرها وكبيرها .. مسؤل حتى عن الجنين الذي لم تضعه الشاة فهو يحسب ويعد ويعرف متى ستضعه
مسؤول عن املاك الناس(مزارعهم) كي لا ترده الغنم فيكون مدعاة للوم والشتيمه
وكي لا يكون سببا في تأجيج المشاكل بين ابناء القرية الواحده
يستيقظ الصباح وينظر نظرة للسماء الصافيه ويقول: ( اليوم السماء ستمطر......اليوم السماء ستمطر مطرا غزيرا سيولا ورعود......اليوم السماء صافية لن تزورها سحب الامطار) وكل هذه مدارك لا يدركها الا راعي الاغنام يا هذا
راعي الاغنام عندما يتأخر عن المنزل يجد ضربا لن تحتمله انت يا هذا
وهذا الضرب اخي صنع رجالا يضرب بهم المثل في الشهامة والاقدام والجووود
رعي الاغنام علمنا كيف نصبر وكيف نتحمل وكيف نقاوم الجوع
علمنا كيف نرتقي بشيمنا فوق اعالي السحب البعيده
تعلمنا كلمة الرجولة واصبحنا نُدرسها
نعلمها للغير
وتركنا لمن يصاحبنا الفخر بمصاحبتنا
ولهذا
لك الفخر الان انك تقف وتكلم راعي الاغنام يا هذا
وقد اعاب على محادثتك .... فمجالسة من هم في شاكلتك نقص وعيب وخسران
انتهى كلامي
.....................
ولكم من قلب الشاعر اعذب الود واصدق التحايا وانقاها