أحبتي في منتدى غرابيل
أعذروا لي تأخري عنكم لبعض الوقت
سأخرج عن المألوف قليلا وعن باب الغزل والتغني بالمحبوب الى أمر خطر لي عندما كان برنامج التعداد السكاني للعام قبل الماضي فبينما كنت اتابع محاضرة عن كيفية التعداد كان وقتها القتل في العراق على المسلمين والقتل في الشيشان وفي فلسطين على أوجه فخطرت لي هذا المقدمة لقصيدة اكملتها فيما بعد :
وعنوانها
[كيف نتعلم الحساب]
*********
ماذا نعد وفي أفواهنا
حجر يلعثم كل ( لاءٍ) ناهيه
ماذا نعد وفي أحيائنا
سيل أتى من كل ارض نائية
من مشرق الشمس البعيد
من مغرب ساد العبيد
كنا نرى قلب السماء يزينه
لون الغمام وحلة من ريش أطيار الحمام
وصفاء وجه البدر يحكي قصة
هي لغة العاشقين الحالمين
وزهور ارض عانقت ثغر الوجود
وسرور طفل في ثنايا الفجر يبعث بسمة
في ثغر أمٍّ أظهرت سحر الخدود
فتبدلت تلك السماء غمامة سوداء تبعث في جفون الورد
حزن الأشقياء
**********
في ذلك اليوم الكئيب تناثرت
فوق الرؤوس الآمنة
أشلاء طفل غارق في حضن أمٍّ فاتنة
وبكاء أتراب ودمعة عاجز متحجرة
يرمي بها كي يستغيث الأمن لكن السماء اليوم غير الأمس
تبكي جفوة ترجو البقاء
تنعي وترجو نصرة من مومياء
***********
كم مات من أطفالنا هذا سؤال الأغبياء الأغنياء
ماذا اخترعتم من حساب كي نعد الأتقياء
نريد أن نحصي به أهل التراب من الشبان والأطفال
في ارض ( المعاد )
ونريد رقما غير هذا
ربما نحتاجه في عدنا للسلمين التائهين
في تلك البلاد
ونريده رقما طويلا إننا نحتاجه في ارض( كابل)
إنها ارض الفساد
هم من يقول كذلك ونقول بل ارض الجهاد
ونريد أرقاما لقتلانا بأرض ( الرافدين)
سيغيب عنا كل رقم في الحساب
سيضيع ذلك في متاهات الزمان
ونقول أن الله يعطي نعمة النسيان للثكلى على طفل رضيع
ونقول أن الله يعطي نعمة النسيان في شيخ صريع
هيا تعالوا كي نجرب لعبه الأرقام في أمواتنا
فعزاؤنا أن نحسب الأرقام في كل البلاد