عبده خال لـ (الوفاق):أنا مع الحب قبل الزواج والرجل والمرأة لهما الحق في التواصل فلسنا وحدنا من لديهم ثوابت
أكد الروائي والكاتب بجريدة (عكاظ ) السعودية عبده خال على أن أي (علاقة حب) بين شاب وفتاة لا بد أن تؤدي إلى مؤسسة زوجية ويجب أن تنتهي بالزواج، ومن حق المرأة أن تختار زوجها وشريكها، وضرب مثالا على ذلك السيدة خديجة بنت خويلد وكيف أنها اختارت زوجها وهو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقال: لو أن امرأة الآن جاءت وقالت "أريدك ووهبت نفسي لك" فإن مجتمعنا لن يقبل هذه الصورة بالرغم من كونها سنة حقيقية في ديننا.
وأشار خال في حديث مع (الوفاق) إلى أن خلافه مع المذيعة في برنامج (مساواة) الذي بثته قناة الحرة قبل شهر تقريباً كان حول علاقة الحب بين الشباب والشابات في الخليج العربي قبل الزواج، وهو يؤكد على أهمية أن يكون هذا الحب منتجاً ويؤدي إلى مؤسسة زواج من اختيار الطرفين، وليس أنه يدعو إلى العلاقات المحرمة قبل الزواج.
وقال خال كيف يتزوج الإنسان بدون حب، فإن الزمن تغير كثيراً بحيث أن مسألة الغزل لم نعد قادرين على التحكم فيها، وبالتالي علينا أن نحصن هذا الجيل بالثقة الكاملة فيه (شباب وفتيات)، وتربيتهم على أن الآخر سواء كان ذكرا أو أنثى فإنه مستقل في ذاته وله رغباته وله آماله وطموحه في الشريك الآخر، وأن هذه العلاقة لا تتم لمجرد التسلية، وقال إنه ضد حكاية أن تتحول العلاقة العاطفية إلى تسلية ولعب، لكنه مع الحب الذي يؤدي إلى الزواج.
وعن كيفية الحب قبل الزواج قال خال: لن نستطيع أن نقول كيف يحب الرجل المرأة، لكن لا ضير أن يتكلم معها في ظل قيود معينة، لأن المجتمعات الإسلامية كلها بهذه الصورة، فهل نحن الوحيدون الذين نسير على الطريق الصحيح؟ ففي أي مجتمع مسلم آخر الرجل يتحدث مع المرأة ويتواجد معها، وبالتالي نحن نعمد إلى محاولة تكتيم أو تعتيم على الرجل والمرأة تؤدي بهم إلى انحلال داخلي يجعلهم يمارسون حياتهم السرية بالخفاء، ولكن عندما نعطيهم فرصة يتحملون المسؤولية الشخصية ومسؤولية ذواتهم يكونون قادرين على حماية أنفسهم، والمسألة أن الفتنة ليست بالمرأة، فالقضية أننا جميعاً صورنا الفتاة أنها هي السهم وهي بؤرة الفساد وهذا خطأ، لكن علينا جميعاً أن نتعامل مع المرأة ككائن إنساني له رغباته وطموحه في الحياة، وعند تعدينا على هذا الكائن لا بد من وجود قوانين تحميه.
وأشار خال إلى أهمية وجود قوانين تحمي الشاب أو الفتاة عند تواصلهما قبل الزواج من حدوث أي حالة تحرش من الطرفين، لكي يستطيع اللجوء لهذه القوانين بتهمة التحرش، وذلك في ظل إعطاء الثقة للشاب أو الفتاة وحرية أن يعيش كل شخص حياته كما يشاء مع المحافظة على ذاته الداخلية.
وعند سؤاله أن هذا التصرف يعد تغييرا للثوابت الدينية التي لا يمكن التعدي عليها في مثل هذه الحالات بين الرجل والمرأة قال: ليس نحن فقط من لدينا ثوابت أو دين، الكل لديه ثوابت مثلنا حتى بوش، ومع ذلك يعيشون حياتهم بكل حرية، وهذا ليس تغييراً للثوابت بل هذا تعايش مع معطيات العصر، فهل كانت المرأة بالسابق لا تحب ولا تتزوج، ألم تكن قبل أربعين سنة داخل الحقل وداخل السوق ومشتركة في كل الحياة اليومية، فكيف الآن نقلب الآية ونقوم بعملية الفصل هذه.
وقال خال: أنا أكرر أنني مع الحب الذي يؤدي إلى مؤسسة زواج بغض النظر عن الضوابط، ونحن لسنا أوصياء على البشر، وكل إنسان يتحاسب أمام الله بمفرده ولن يأخذ معه بقية البشر ليدافع عنهم.
وأضاف خال بأن نسبة الطلاق المرتفعة في مجمعنا بسبب أن الزوجين لم يعيشوا علاقة حب قبل الزواج، ويجب ألا نأخذ حالات طلاق قليلة حدثت بالرغم من أن الزوجين كانت لهما علاقة قبل الزواج، فالقاعدة هي أن الرجل يجب أن يختار المرأة وهو راغب فيها ومقتنع بفكرها، أما في مجتمعنا لا يستطيع أن يراها أو يقتنع بفكرها، ولذلك ترتفع نسب الطلاق، وديننا أكبر سماحة من الذي ينادى بتطبيقه الآن.
وحول موقف الدين من هذا التصرف قال خال: هل الشرع أمر بالوضع الذي نعيش فيه حالياً، وهذه الحياة الدينية يجب أن نسيرها وفق معطيات العصر، والدين جاء لينظم علاقات البشر مع بعضهم البعض، ويحث على الحب أن تحب أمك وأباك إخوانك وجارك وكذا وكذا، وأوصى بالنساء خيرا، والدين دين حب وليس دين تفرقة أو تمزيق.
وعن ماهية هذه العلاقة العاطفية قبل الزواج قال خال: أنا لا أقصد علاقة الحب قبل الزواج بالعلاقة الجسدية وأنا ضد هذا المفهوم وهذه العلاقة، ولكني أنادي بأن الرجل والمرأة لهما الحق في الاختيار والتواصل من أجل الزواج، أما العلاقة الجسدية فأنا ضدها لأني لا أرضاها لنفسي قبل أن أرضى بها للآخرين أو أن يتمرن الشباب على بنات الآخرين، وبالتالي إذا وثقت أن هذا الرجل الذي يحب هذه المرأة كفأ لها ويريد أن يتحقق بعد هذا الحب الزواج فلما لا.