الإنسان كما هو معلوم مكون من عده قضايا فهو ليس اله من الآلات إنما هو إنسان بروحه وجسمه وعقله ومشاعره وهو محتاج إلى تغذيه هذه الأمور كلها وبعض الناس يخطئون عندما يتعاملون مع الإنسان في الجانب الدعوى مثلا , إذ يتعاملون مع الفكر فكر أو العقل فقط دون أن يهتموا بمشاعر الإنسان الذي يتعاملون معه .
وهناك أصحاب المصانع الذين يتعاملون مع الجسم كم ينتج وكم ساعة يعمل ويهملون جانب الفكر والعقل وجانب المشاعر .
كثير من الناس يهملون جوانب وقضايا من قضايا التعامل مع الإنسان ولكن لابد من التركيز عليها كامله حتى يكون التعامل مع الإنسان شامل ومؤثر هذا التعامل الذي أتحدث عنه يختلف الأثر الناتج عنه بسبب محتوى الكلام أو طريقه الكلام أو السلوك المصاحب للكلام
, فقد يقول إنسان كلام معين تحس منه إن هذا الإنسان يقول من قلبه-- وهذا ما يعرف بلغه العيون لغة التخاطب بالقضايا غير أللفظيه وغير الكلامية -- وأخر يقول الكلام نفسه كأنك تحس انه يقول من فمه
شخص يقول -- جزاك الله خير --
وثان يقول -- الله يجزيك بالخير-- (هنا تقديم لفظ ألجلاله –الله- والمد فيه يوحي بالصدق ويدل عليه )
وثالث يقول -- جزاك الله خيرا -- فتشعر أن الثاني والثالث يقولان ألكلمه من قلبيهما
وهذا يحتاج إلى تدريب والى ممارسه فإنسان يكلمك وهو ينظر إليك وهو يحترمك ويقدرك وهذا يختلف عن إنسان يكلمك وهو ينظر إلى ورقه أمامه أو إلى مكان أخر حتى إذا سكت عن الحوار قال لك تفضل أكمل وهو ينظر إلى الأرض مثلا ,
إن هذا غير مهتم بك فهذه أمثله متعلقة بالسلوك المصاحب للكلام.
*الناس يكرهون من لا ينسى الزلات*
الناس يبغضون من لا ينسى زلاتهم ولا يزال يذكر بها ويمن على من عفا عنه , فالناس يكرهون ذلك الإنسان الذي يذّكر الناس بأخطائهم ويعيدها عليهم مره بعد مره
قال تعالى .-- والعافين عن الناس-- أل عمران 134
انه سبحانه يمتدح الذين يعفون عن الناس وينسون أخطائهم والذي أسدى إليه معروف لا ينساه والعافي عن الناس يستر من يعفو عنه
ويقول صلى الله عليه وسلم .-- من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخره -- رواه مسلم
وهناك مثلا اضربه لكم في مجلس لحاكم قديم شم الحاكم ريحا من احد الجالسين
فقال: عزمت عليك أن تخرج -- يقصد من اخرج الريح وهو لا يعرفه--
وتتوضأ .
فقال رجل عالم فاضل : بل اعزم علينا جميعا فنقوم ونتوضأ .
فعزم عليهم فقاموا وانتهت القضية .
إن هذا الموقف الحكيم معروف كبير وإحسان تجاه الشخص الذي اخرج الريح فقد انتشله من موقف صعب .
*الناس يكرهون من يعاملهم باستعلاء*
الناس يكرهون من يعاملهم باحتقار واستعلاء مهما كان هذا الإنسان حتى لو كان من كان
عالما. عالما . معلما , لأنهم لا يحبون من ينظر إليهم نظره استعلاء ولذلك كان هناك حث على أن يكون الإنسان متواضع وان كان في مقام التعليم أو الرئاسة ,
روى هارون ابن عبد الله الجمال :- فقال :جاءني احمد بن حنبل بالليل-- انظروا كيف يكون التصرف-- يريد أن يصحح خطأ فدق علي الباب فقلت من هذا قال أنا احمد ولم يقل الشيخ احمد . فبادرت وخرجت إليه فمساني وأمسيته , فقلت حاجه أبي عبد الله
قال :- شغلت اليوم قلبي .
فقلت : بماذا يا أبا عبد الله .
قال : جزُت عليك اليوم وأنت قاعد تحدث الناس في ألفي -- الظل -- والناس في الشمس بأيديهم الأقلام والدفاتر , لا تفعل مره أخرى إذا قعدت فأقعد مع الناس .
-- انظر كيف كانت النصيحة --
والذي روى ألحادثه ليس الأمام احمد بل الشخص الذي تأثر بالنصيحة , انظروا إلى هذا السلوك الطيب يزوره بالليل ثم يبدي مشاعره وحرصه عليه .
شغلت قلبي ولم يقل -- أسأت للناس --
وهذه وسيله من الوسائل أن تتحدث عن مشاعرك أنت فتقول أنا اشعر أن الموضوع ليس كذا عندئذ يشعر الشخص بالخطأ ويكون ادعى بقبول النصيحة
وهكذا فأن ألنظره إلى الناس يجب أن تكون نظره إشفاق ورحمه ,نظره الطبيب إلى مريضه
فقد أكون مشفق على شخص كنت أنا مثله أو أن غيري مثله ولا تكون نظره احتقار وازدراء .
*الناس يكرهون من يتمادى بالخطأ رغم وضوح الخطأ*
الناس يكرهون الذي إن اخطأ يتمادى بالخطأ والذي لا يعترف بخطاه رغم وضوحه , والشخص الذي لا يعترف بالخطأ ويبادر إلى الرجوع عنه بسرعة ليس شجاعا , وكل ما ارتقى الشخص في تربيته وفي علمه اعترف بالخطأ وانسحب بسرعة فلا يطيل الذيل في الحديث بغيه التسويغ , ومن الملاحظ أن كبار العلماء – كالشيخ ابن باز لا يتحرج من قول سأنظر سأبحث المسألة – ولا يحط ذلك من قدره وقد يتسرع من هو دونه بالفتيا والحديث وليس من العيب أن يقال لا ادري أو يقال أخطأت .
*الناس يكرهون من ينسب الفصل لنفسه*
الناس يكرهون دائما من ينسب الفضل لنفسه وإذا حدث إخفاق أو خطأ القي بالتبعة على الآخرين وإذا حدث نجاح حسبه لنفسه فكل الناس يبغضون ذلك الإنسان ويكون منبوذا ويكون زوجا منبوذا ورئيسا منبوذا وصديقا منبوذا , والرئيس بحق هو الذي يسأل عند الإخفاق وليس الذي ينسب النجاح لنفسه , فإذا أردت أن تعرف من هو الرئيس في أي مؤسسه -- اقتصاديه أو تجاريه أو دعوييه -- فسأل من الذي يكون مسئولا عند الإخفاق , والإنسان السوي يسعد إن اخذ الناس أفكاره ويعمل دون الحديث عن ذاته .
يقول سيد قطب -- رحمه الله -- في كتيب عبارة عن رسالة أرسلها إلى أخته -- التجار وحدهم هم الذين يحرصون على العلاقات التجارية لبضائعهم حينما يستغلها الآخرون ويسلبونهم حقهم من الربح إما المفكرون وأصحاب العقائد فكل سعادتهم إن يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم ويؤمنوا بها إلى حد أن ينسبوها إلى أنفسهم لا إلى أصحابها الأولين ولذلك يجب على المرء أن يحرص على أن يدع الناس يشعرون أن ألفكره فكرتهم ويتبنونها هم كي يتحمسوا لها ويعملوا بها -- .
من كتاب -- ...... فن التعامل مع الناس --
المؤلف-- د . عبد الله الخاطر يرحمه الله تعالى --
منقووووووووووول