[align=center] محاولات الشعر الشعبي الناجحة محصورة بين نجاح الشاعر وإقبال الجمهور ، ويبقى الشاعر الناجح محصور بين عدة عوامل منها الحس والمُعايشة والمُمارسة ، وهذا رأيي الشخصي وحكمي فيه من الأرتجال الشيء الكثير.
الشاعر الشعبي أصبح يتعايش بين زمانين وحتى بعد رحيل النمطية القديمة في ابيات يتصدرها قول الشعراء ( ياراكبن من عندنا فوق ...
ثم يضع النوع المركوب وهو الجمل او الناقة او حتى الحصان ويسوق من بيئته اسماء واسماء تكاد أن تكون أنقرضت ،وحتى وصولنا لبر الشعر الحديث الممزوج بروح العصرنة ، و البعيد غالباً عن تقليدية التراث ، فأننا نجد ان الشعر قد أخذ منحى آخر بمفرداته الجديدة و الّتي دخلت على نمطنا المعيشي ووظفها الشعراء وادخلوها إلى بيت الشعر بشكل جميل
وكثيراً مانجد ان التمازج البيئي قد يغلب الشاعر على شعره إن أحسن وضع هذه المُفردات في إطار جميل وسياق يحتمه ذوق الشاعر دون ان تفرضه القافية .
ولعلي أجد نماذج كثيرة جداً لشعراء مُبدعين وهم كُثر ، ولكني سوف أستعرض هذا التمازج بتجربة الشاعر نايف الثبيتي ..
[poem=font="Simplified Arabic,5,gray,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اشوف زايد على الشاشه ينادي سعد = وانا على الباب واقف ماحد(ن) لد لي
[/poem]
مفردة شاشة مُفردة لو قلتها قبل مائة عام لأبن لعبون مثلاً لقال لك وما هي الشاشة .؟
وقد وظفها الشاعر نايف بشكل تلقائي بعيد عن التكلف وختم البيت بمفردة تكاد تكون منقرضه وهي ( لد لي ) أي انتبه لي ..
هــذا التوظيف والتمازج بين الماضي والقديم ، نابع من عدة اشياء كُلها تصب في البيئة والمُعايشة
لضروف العصر ومُسمياته
[poem=font="Simplified Arabic,5,gray,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عندي عليهم وثيقه مرفقـه بالسنـد =الشافعي مدعي واللي شهـد حنبلـي
وانا شريك الثلاثه ما نقصت العـدد=مارحت عنهم بعيد وقلت انا عبدلـي
اشوف برق ينوض ولاسمعت الرعد=قلت اصبر شوي لين غبارها ينجلي
[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,5,gray,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
نـزلـت ســوق الـغـلا وادور اهــل الـغـلا=يـوم الرخيـصـه يـعـاف الـسـوق جلابـهـا
[/poem]
[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,5,gray,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
في مركبة رحلة فضا ابطال ما معنـا وصيـف=واللي يقـود المركبـه شقـرا وانـا حبيتهـا
قالت ربطت الاحزمه؟ربطت نفسي بالعريـف=لخبـط كيانـي حسنهـا الله يخـرب بيتـهـا
شفت الفصول الاربعه متجمعه وسط الخريـف=والبـرد قـارس والمطـر ويـدي مادفيتـهـا
قالت تعال اجلس هنا واثقـل شويـه ياخفيـف=شوف القيـاده بالفضـا وذي قهوتـك سويتهـا
هذا قياس الارتفاع وهذا يخـص الميكرويـف=والجاذبيـه بانعدام؟ليـه انــت ماحسيتـهـا
[/poem]
ولعل هذه الأبيات تُسهب كثيراً في التمازج بين مفردات تكاد ان تكون قد انقرضت، مثل كلمة نوض وجلابها ،واخرى أُستحدثت كمُسميات حديثه مثل وثيقة وسند مركبه وقياس الإرتفاع والميكرويف .
وكم هو جميل هذا التمازج بين بيئة الشاعر وروح العصر وتقنياته ومُستحدثاته ، ولعل ملكة الشاعر تلعب دور في هذا
ولعل من يستعرض مُجمل الشعر يجد ان الشعر يتماوج ويختلف من شاعر لشاعر فهناك من يبحث
التقعير اللفظي ويبلور الحداثة في مجال الشعر النبطي بشكل سيء جداً وهــذا مُشاهد كثيراً في المحاولات الجديدة التي يمارسها شعراء شباب وحتى الشعراء الكبار بداءوا يتجهون لهذا اللون ولعل الأمثلة كثيرة في هذا السياق .. ..
اوان يوظف المصطلحات الحديثة بمنط شعبي بعيد عن الحداثة ، وبشكل مُحبب لنفس كما فعل شاعرنا العذب نايف الثبيتي .
هناك الكثير لشاعر نايف الثبيتي وبقية اخواننا الشعراء من القصائد الّتي تحتاج إلى وقفات ومواضيع خاصة للبحث عن خفايا تعايش الشاعر مع مُحيطه
ولعلي أن شاء الله أجد وقتاً لذلك .
وأختم الموضوع بهذا البيت الذي مزج فيه نايف الثبيتي بين الحاضر والماضي بشكل رأيع و عجيب جداً ..
[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,4,gray,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ياطير ياللي بالسما شكيت يوم انـك تحـوم=مرصود بالرادار ومثبت على نـون العيـون
[/poem]
[/align]