بــسـم الـله الــرحمـن الــرحـيم
السـلام علـيكم ورحــمة الـلــه وبـركاتـه
أحبــابــي أعضــاء المـــنـــتدى ســـأتحــدث هــذا الـــيوم
عـــن مـــــوضـــوع أو فـــــن في إعتــــقادي الــــشـــخصــــي أنـــــــــه
مـن أهــم الفــنون الإنسـانيــة الــتي لا يجــيـدها الكثيــر .
فـن يعــتبر جـسر مهـم جـداً مـن الجــسـور الـتي تمــد بــيـن القـلـوب
ليحــمل في طيـاته الحــب تـارة والشــوق تارة اخــرى
والخـجل واللـهـفــة فــي بعـض أحـوالــه أحـياناً أخـرى ....
فــن يعـتبر مــن أروع القـواميــس للـــغات الحــب حين يـترجمـها فــي
لحـظـاته حـين تتــعانـق المـقل شـوقـاً بأنسـاق متمـازجة مـن ألـوان الغـزل ذلـك الفـن لــه
خصـوصـية لأنــه يحـــتاج إلـــى تـعـــامـل راقــي جداً
إلـى سـلاسـة إنبـسـاطية في الـتعـامل مـع النـصف الآخـر....
فــن يحتــاج إلــى ديدن الإتقـــان الــذوقي الــرفيـع وتـلـذذ الرومانـسيـة الحـالـمة بشــتى صورها .....
فــن في كل مــرة يـــتقنه الإنســان يـلـمس مــولـــد جـديــد للعاطفــة والشـاعريـة في تصــرفاتـه
هنـاك من يـجـيـده إجـادة بـالغـة وهـم قلـة ولـذلـك تـجـدهم صـادقين
حـين يـعـبـرون عمـا بداخلــهم فـعنـدمـا تنـظر إلـى أعـينـهم وتتـأمل فيــهـا وفـي إبـتسـاماتـهم
تـجد أنـ الدفأ يـسـكن مشـاعرهم وتـحنان عـواطـفـهم البـسـيطة ..
لأنـهم تـركـوا الحــرية لـفن النـظرة والإبتسـامة تبـوحـان بشـفافــية مـطـلقـه
لـذلـك هـم الـذيـن أتـقـنوا الصـدق العـاطـفي بجـدارة بـينـمـا
هنـاك مـن يـفـتقـده فــي تعــاملاته الخــاصــة .....
نـقع أحيـاناً فـي حيـرة مـن أمـرنا عنـدمـا نشــعر أنـ
عـواطـفنـا مـكـبله بـــذلك الرتــم المعتــاد مـن الــتـعبيرات التـقـليـديـة حـتى في نـطقـنـا لكلمـــة
((أحبك)) أو (( أحبكي ))
أعتـدنـا إجـادتـها فقـط بـرتـم تقـليـدي ثـابـت مـوحـد الـتعـبـير والـلـغة والفـن
وكأنهــا كـلمـة لا نـسـتطيع إيـصـالها ســوا بالنطق فقط !!
ولا سـبيل لإيصـالهـا لــمن نحــب عن طريق فنون أخرى
((كـالــوردة))
أو
((الهـــدية))
أو
((لغـــة العــيون))
تــلك اللـــغة التي أقـل ما يقـال عنـهـا هـي لغــة الحــب
المـظلومـة والمقـيدة بقـيـود الـخجل والمـمارسـات التقـلـيدية الـتي نؤديــها في أجـوائنـا الـرومـانسـية
تلـك المـمارسـات التي أطلــقت العنــان لبعض الجـوارح للإفصـاح عــن العـواطف
بـطرق طـالـما نكـررهـا دائمـاً لعــدم إتقـانـنا فناً آخـر أو لغــةٍ أو مـهارةٍ أخــرى ...
لغــة العــيون ومـا فيـهـا مـن أسـرار
وعجـائب فـي كمـائن نظـراتـها ...
لـم نــجـيد إستخـدامـهـا بـالشـكل الأمـثل إستقـلالاً لـهـا
وجـًهلا بمـا تحــتوي علـيـه من معـجزات تأثـيـريـه في عـلاقـاتـنـا ...
بسـبـب عـادة التـهـمـيش للـفـنون الأخـرى
وعــدم الـبحـث عـن الجـديـد الـذي يكـسي عـلاقـاتـنا ثـوب الصـفاء والزهـو والإنتـعـاش الحـسي ...
ومـن الأمـثلة علـى ذلـك أحـد الفنـون المهـمة جداً وهو محور حـديثنا لـهـذا الـيوم
وقـــد حــاولـــ أخـــوكــــم مجبور أن يــــشمل المــــوضـــوع قــدر المســــتطــاع
حتــــى تــــعـــم الفـــــائدة فيـــــه بإذنــ الــــلــه تعـــالـــى
فـــــجمـــعت مايــــسر اللــــه لـــــي مـــن الإنتـــرنت
حــــــول هــــذا المـــوضــــوع المــــــهـــم الا وهـو
((فـن النـظـرة))
وابـتـدأ التـبـيان عن هـذا الفـن بسـؤال مهـم ...
هل نحـــن نتـــقـن فــن النــظرة ؟؟
ومن الأقوال الجميلة التي اعجبتني واحببت ادراجها في بحثي :
إن بعـض الأحـاسـيس والـمشاعـر الـدافئة . . لا تـبوح بــها عــبارات الحــب مــهــما تــنــمـّقـت
ولا يـشـعر الآخــرون بـدفـئهـا وحـنوّهـا وحــنانــها حتــى لــو أن الأجــساد تــعانــقـت !!
وحين تــعـجز الــعـبارة . . عـن الـــتعبير . .
ويقف الــجسد حــائراً عــن الـتـبريـر . .
تــبرق الــعيـنان بــنظـرات الــحنــو والــدفـئ . .
لـتخـتـصر قـائـمة مــن عـبارات الــحــب . .
وتــخـتزلــ سـنـين مــن الـعمـر ربـما تـطـولــ . .
عيناكـ قـد دلـتا عينيّ منكـ على == أشـياء لــولاهما مـا كنت أدريهـا
إن لـغـة الـعيـون بـين الـمـحبـيـن . .
مــرآة الـقـلـب . .
قـصـيـرة الــوقــت . .
سـريـعـة الــوصــول . .
بـلـيـغـة الأثـــر . . !
فـنٌ ومـهـارة!!
وتعطلت لغة الكلام وخاطبت == عينيّ في لغة الهوى عيناك
ولأهـميـة هـذه الـلـغـة بـيـن الــزوجـين خــاصّة جــاءت بــعض الآثــار
الــتي تعمّق أثــر هــذه الـلــغة فــي الــنفس فــمن تــلك الآثــار :
- الأمر بالنظر إلى المخطوبة قبل الزواج لأن هذه النظرة سبب من اسباب الألفة والموجة والاتفاق .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
" انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما "
- أن الزوجة التي تشبع نظر زوجها هي خير ما يكنز المرء :
" ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء : المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته"
- تبادل النظرات بين الزوجين من أسباب تنزّل الرحمات :
" إن الرجل اذا نظر الى امرأته ونظرت اليه نظر الله اليهما نظرة رحمة ، فإذا اخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما " !
فــما أعــجــب هـــذه الـلــغــة . .!!
ومــا أبـدع هـذا الـديـن الــذي أرشــد إلــى تعمــيق التـخاطـب بــهذه اللــغة بـين الــزوجين خــاصـة .
تــؤكد دراســات عـلـمــية مــتـعددة
أنــ الـمـحـبيـن عـادة ينــظرون إلـي عـيـون بــعـضهم أثــناء الــحديث
ولا يـنظـرون إلــي أنــوفهم أو شــفاهـهم أو ألســنتهم .
ويــكـمنـ ســر وروعـة جــمال الــعيون فــي اتـســاع الــحدقة
وتــأثـير ذلكــ عــلي عيــني الشــريك الآخـــر . !!
يــقــول الـــدكــتـور اكــهــاردهـــش :
إن الإنسان لا يستطيع إرادياً التحكم في حركة حدقة
عينيه ولكنه يمكنه إثارتهما لأجل الاتساع فمن المعروف أن الإنسان عندما يري
مناظر جميلة ومريحة ولطيفة كالمروج الخضراء والزهور ووجه الحبيب تتسع حدقتا
عينيه بشكل لا إرادي .
وحـــتى نـتـعـلّــم الــسـحــر الــحــلال بــلغــة الـــعــيـون :
- لينظر كل منكما إلى عين الآخر في هدوء .
- وجه نظرك إلى مواطن الجمال في زوجتك
( أنفها - خدّيها - شعرها - حبة الخال فيها - الغمّأزتين . .. ) !!
- اجعل كل حواسك تشاركك التعبير عن دفء نظرتك
( شفتيك - حركة رأسك - تنهيدك- كلماتك الدافئة . . )
- أغمض عينيك في هدوء ثم افتحهما في هدوء فإن ذلك يمنحك خيالاً واسعاً ويزيدك
هدوءاً ويعطي شريكتك فرصة للتوازن وترتيب مشاعرها .
- لا تكن قلقاً في نظراتك تكثر الرمش بسرعة فإن ذلك يشعر شريكتك بالاضطراب
ويخفي جمال لغة عينيك .
- حين تخاطبك زوجتك امنحها عينيك متفاعلاً مع حديثها وخطابها ، لأن تصريف بصرك
هنا وهناك أو الانشغال بالكتاب أو الجهاز عن النظر إليها أثناء حديثها يشعرها
باللامبالاة ، وينسف جسور التفاهم بينكما ولا يشجعها على الاستمرار في حديثها !!
- أبعد عن عينيك كل ما يحجز كمال التخاطب بينكما من نظارة أو غيرها !!
وكــما أنــ للـــعيـن أثــراً فــي الــتــعــبيـر عــن دفء الــحـــب . .
فــإن لــها أثـــراً فـــي الــنهي والـــزجر . .
لــكنه أثــرٌ لا يـــحــدث شــرخــاً فـــي الــنــفــوس . .
ولا يــباعد بــين الـــقلوب . .
بـــل يــزيــدهــا ألــفة ومـــودّة ورحـــمة . .
ولـــقد كـــانــت أمنـــا عائشـــة رضـــي الـلــه عـــنها تـــقــول :
كنت أعرف ما يغضب رسول الله صلى الله
عليه وسلم من أثر وجهه !!
إنــ لــغــة الــعــيون بــيـن الــمـحــبـيـن :
- من أعظم وسائل الإشباع العاطفي بين الزوجين .
- تزرع الثقة في النفس .
- تزيد الحب والألفة .
- تُشعر بالاحترام والتقدير .
- تُّذيب كثيراً من الجليد المتراكم في الحياة الزوجية !!
فــيا أيــهـا الــــزوج . .
ويـــا أيـتـها الــزوجــة . .
يــا أيهـــا الحــبيب ..
ويـا أيـتــهــا الحــبــيــبة ..
هــل تــتــقــنان فن النظــرة