كان رسول الله صلى اله عليه وسلم كما في البخاري (1/499) ومسلم (2584) مقيماً على المريسيع، ووردت واردة الناس ومع عمر بن الخطاب أجير يقال جهجاه الغفاري فازدحم هو وسنان بن وبر الجهني على الماء فاقتتلا، فصرخ الجهني يا معشر الأنصار و صرخ جهجاه يا معشر المهاجرين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟! دعوها فإنها منتنة) ، وبلغ عبد الله بن أبي ذلك فغضب - وعنده رهطٌ من قومه فيهم زيد بن أرقم غلام حدث - فقال كما عند ابن هشام (3/42-43) : "أوقد فعلوها، قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا و والله ما أعدنا وجلابيب قريش إلا كما قال الأول : سمن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، ثم أقبل على من حضره فقال لهم : هذا ما فعلتم بأنفسكم، أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير داركم ... الحديث في البخاري (1/499) ومسلم (2584)
http://www.al-eman.com/Islamlib/view...ID=248&CID=508
كيف كان تعامل النبي مع هــذه الحادثة ..لقد عفى عن عبدالله بن أبي سلول وسمح له بالدخول للمدينة وكف عنه من كان يريد قتله وهو الصحابي ابن عبدالله بن ابي سلول نفسه .!
ثم عالج الوضع بطريقتة النبوية
كـذلك كيف كان تعامله صلى الله عليه وسلم مع الأعرابي الـذي بال في المسجد وكيف منع الصحابة من قتلك ذلك الأعرابي .؟؟
لقد أبعد عليه الصلاة والســلام الحاجز الضبابي عن عين المخطئ : المخطئ أحياناً لا يشعر أنه مخطئ ، وإذا كان بهذه الحالة وتلك الصفة فمن الصعب أن توجه له لوماً مباشراً وعتاباً قاسياً ، وهو يرى أنه مصيب. إذن لابد أن يشعر أنه مخطئ أولاً حتى يبحث هو عن الصواب؛ لذا لابد أن نزيل الغشاوة عن عينه ليبصر الخطأ،وعندما نعرف كيف يفكر الآخرون ، ومن أي قاعدة ينطلقون ، فنحن بذلك قد عثرنا على نصف الحل. حاول أن تضع نفسك موضع المخطئ ، وفـكــــر من وجهة نظره هو ، وفكر في الخيارات الممكنة التي يمكن أن يتقبلها ، فاختر له ما يناسبه.. ..
[poem=font="Simplified Arabic,5,blue,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="http://khonj.org/images/darvaze.JPG" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ومن الشواهد على هذا ما ذكره= الشيخ محمد بن إبراهـيـــم
من قصة الشيخ عبد الرحمن البكري ، حينما ذهب إلى الهند ،
وسمع أحد العلماء الهنود يلعن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نهاية كل درس ،
فقام الشيخ البكري ونزع غـــــلاف كتاب التوحيد ، ودعا الشيخ لمنزله ثم استأذنه ليأتي بالطعام ،
وكان الكتاب قريباً مــــن الشيخ الهندي فأخذ يتصفحه
وأعجبه قال : فلما رجعت وجدته يهز رأسه عجباً فقال : لمن هذا الكتاب؟
هذه التراجم عناوين الفصول شبه تراجم البخاري ، هذا والله نفس البخاري ،
فقلت : ألا نذهب للشيخ الغزوي لنسأله -وكان صاحب مكتبة-
فاخبرهم أنه للشيخ محمد بن عبد الوهاب؛ فصاح العالم الهندي بصوت عال : الكافر!!
فسكتنا وسكت قليلاً ثم هدأ غضبه ،
واسترجع ثم قال : إن كان هذا الكتاب له فقد ظلمناه ثم صار كل يوم يدعو له ويدعو معه تلاميذه ،
وتفرق تلاميذه في البلاد وهم على عادة شيخهم يدعون له في دروسهم .
والإنسان عندما يكتشف الخطأ ثم يكتشف الحل والصواب فلا شك أنه يكون أكثر حماساً لأنه يحس أن الفكرة فكرته .[/poem]
وماذا عن إرسال وفد إسلامي من بعض الدُعاة لمُقابلة صاحب الرسومات وتعريفه بالدين الإسلامي وإعطاءه صــورة عن سماحة الدين وخُلق النبي الكريم عليه الصلاة والسلام .... ...
تُرى والله أعلم لعلنا نكسبه مُسلماً ونكسب معه شريحة كبيرة بالدعوة واللين والرفق والموعظة الحسنة ( بالمناسبة هـــذا الإقتراح أعتقد انه أول إقتراح من نوعة في جميع المُنتديات وأقدمه عبر غرابيل )
قال تعالى { الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت عن كنتم صادقين } (آل عمران 168)، قال مجاهد عن جابر بن عبد الله : "نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي بن سلول" . وكذلك فإنهم كانوا يرون أن في أحكام النبي صلى الله عليه وسلم في حق اليهود إجحاف وظلم وعدم إنصاف كما ورد في قصة بني قينقاع عندما حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم فنزلوا على حكمه على أن لهم أموالهم، وأن لهم النساء والذرية، فأمر بهم فكتفوا، ثم تدخل عبد الله بن أبي وألح قائلاً : "أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع منعوني من الأحمر والأسود و تحصدهم في غداة واحدة ؟!" فغضب النبي صلى الله عليه وسلم، وحاول أن يثنيه فأبى ولم يرى مسوغاً لقتلهم مع أنهم كانوا قد نقضوا عهدهم معه صلى الله عليه وسلم، واعتدوا على المسلمات في سوقهم، عندئذ ٍقال له صلى الله عليه وسلم : "هم لك، وأمر بهم أن يجلوا عن المدينة" (ابن هشام) .
قال قتادة في تفسير قوله تعالى : { يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين } (التوبة 62) قال : ذكر لنا أن رجلاً من المنافقين (أي بعدما نزل القرآن وذكرهم الله بما ذكر مما أنزل في المنافقين) قال : والله إن هؤلاء لخيارنا و أشرافنا، وإن كان ما يقول محمداً حقاًَ، لهم شرٌ من الحمير" (الطبري 14/329) .. .. ..
تُرى كيف كان تعامل النبي عليه الصلاة والسلام في حادثة الإفك
وكيف تعامل عليه الصلاة مع بعض الأحداث مثل ما أخبر عنه الله عز وجل في قوله تعالى : { ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أُذن } الآية (التوبة 61)،
وكقول بعضهم في غزوة تبوك ما وجدنا مثل قرائنا أرغب بطوناً ولا اكذب ألسنة ولا أجبن عند اللقاء، والشواهد عديدة في هذا الباب . و أما ما يحدث منهم في هذا الزمان من هذا الأمر فحدث و لاحرج .
وأخيراً أقول ما أحوجنا إلى المزيد من الوقفات مع السيرة النبوية لاستنباط ومعرفة الأساليب النبوية في التعامل مع مختلف التوجهات الفكرية المعادية للإسلام الصحيح ونهج منهجه صلى الله عليه وسلم في ذلك، حمى الله دينه وسنة نبيه وهذه البلاد المباركة ... والحمد لله رب العالمين
ثم بعد هـــذا كيف تكون نصرتنا لنبينا بأسلوب المؤمنين الأقوياء على غرار منهج الصحابة والتابعين ،لا عن طريق اللعب والبنرات وأنصر نبيك وقاطع وغــيرها من الأساليب التي تزيدنا خنوعاً وتجعلنا أضحوكة للعالم ، فبلأمس قامت صحيفة فرنسية واخرى المانية بنشر الرسومات الساخرة تضامناً مع الصحيفة الدنماركية ، ولو كانت المُقاطعة رادع كبير لما تجرأتا تلك الصحيفتين ..
أسألوا أنفسكم وعقولكم بعيداً عن عاطفة الضعفاء وحماسة الأطفال
أختكم العسجدية سليلة جدها الملك النعمان بن المُنـذر