سعت الدنمارك اليوم الثلاثاء الى نزع فتيل اخطر ازمة تواجهها في تاريخها المعاصر والتي خلفها نشر صحيفة 12 رسما كاريكاتوريا للنبي محمد ما اثار موجة احتجاجات واسعة في العالم الاسلامي.
وبعدما امتدت الحملة لتصل الى مقاطعة البضائع الدنماركية في غالبية الدول العربية وتهديدات لامن الدنماركيين, عبر رئيس الوزراء الدنماركي انديرس فوغ راسموسن للمرة الاولى عن اسفه لنشر هذه الرسوم في صحيفة "يلاندس-بوستن" في 30 سبتمبر الماضي.
وقال لشبكة "تي في 2" الوطنية "لدي شخصيا احترام كبير للمعتقدات الدينية للافراد يمنعني من تقديم النبي محمد او السيد المسيح او اي رموز دينية اخرى بطريقة قد تكون مهينة للاخرين".
لكنه شدد على ان الدنمارك تعتمد حرية الصحافة وان وسائل الاعلام فيها حرة ومستقلة وتقرر وحدها الرسوم الكاريكاتورية التي تريد نشرها.
واوضح "لا يمكنني ان اتصل (بقسم التحرير) وان اقرر ما يجب ان ينشر عبر وسائل الاعلام الدنماركية" مؤكدا ان الحكومة تبذل قصارى جهدها لايجاد حل "لهذه القضية المؤسفة".
وكرر راسموسن تصريحاته اليوم الثلاثاء مشيرا الى ان "الحكومة تعتبر هذه القضية خطرة" مضيفا "علينا ان نلفت الى انه كان هناك الكثير من التضليل وان دبلوماسيينا يعملون على تصحيح سوء التفاهم الذي ظهر".
وسيلتقي وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ موللر اليوم الثلاثاء في لندن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان لكي يشرح له موقف الحكومة.
وقد اجرى موللر محادثات حول هذا الموضوع صباحا مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس وعدد من نظرائه العرب المشاركين في مؤتمر لندن حول افغانستان.
ودعا رئيس الحكومة الدنماركية من جهته المسؤولين الدينيين من المجموعة المسلمة في الدنمارك الى ان "ينأوا بانفسهم عن المقاطعة التي اطلقت ضد البضائع الدنماركية وكل الاعمال الموجهة ضد الدنمارك".
وبعدما حثهم على "المساهمة في لحمة" المجتمع الدنماركي الذي يشهد اوقاتا عصيبة طلب منهم المشاركة "في التهدئة ووقف الاحتجاجات ضد الدنمارك والمصالح الدنماركية".
وخشية حصول اعمال انتقامية ضد مسلمي الدنمارك وجه راسموسن نداء الى كل "المجموعات في المجتمع الدنماركي الى عدم القيام باعمال قد تساهم في خلق انقسام او حتى, في اسوأ الحالات, الحقد".
من جهتها دعت ابرز مجموعة دينية للمسلمين في الدنمارك اليوم الثلاثاء الى المصالحة بهدف نزع فتيل الازمة.
وقال احمد ابو لبن رجل الدين المعروف لدى المجموعة الاسلامية في الدنمارك في بيان "لقد اكدنا منذ البداية بان هذه الرسوم تثير غضب المسلمين وتجرح مشاعرهم. لكننا لم نعتقد ابدا بان هذه القضية ستتطور الى حد ان المنتجات الدنماركية في الشرق الاوسط ستكون مهددة بهذا الحد".
واعتبر مسلمو الدنمارك اليوم الثلاثاء انه آن الاوان لتهدئة التوتر.
ومن شأن حملة مقاطعة المنتجات الدنماركية ان تكبد مجموعة "آرلا فودز" الدنماركية لانتاج مشتقات الحليب خسائر كبرى لا سيما وان مبيعاتها الى الشرق الاوسط تبلغ اكثر من 3 مليار كورون دنماركي (402 مليون يورو).
ويتوقع الخبراء الاقتصاديون الدنماركيون ان تتم خسارة الاف الوظائف اذا استمرت هذه الحملة. لكن المقاطعة "لا تشكل تهديدا" للاقتصاد الدنماركي حيث ان الصادرات الى هذه المنطقة من العالم لا تمثل سوى حوالى %1 من صادرات البلاد.
من جهة اخرى, اعربت صحيفة "مغازينت" النروجية المسيحية اليوم الثلاثاءالتي اعادت نشر الرسوم الكاريكاتورية التي ظهرت في الصحيفة الدنماركية, عن "اسفها" لان يكون ذلك شكل اهانة للمسلمين, لكنها لم تقدم الاعتذار الذي تطالب به دول عربية عدة.
وقالت الصحيفة في مقال على موقعها الالكتروني ان رئيس تحرير "مغازينت" فيبيورن سيليبك "يأسف لان تكون الرسوم اهانت مسلمين".
واوضح سيلبيك ان اعادة نشر 12 رسما كاريكاتوريا للنبي محمد, "لم تهدف الى احداث استفزاز" وهي مبررة تحت عنوان حرية التعبير.
نقلاً عن وكالة الانباء الفرنسية
تحية عطرة
رد مع اقتباس
