[ALIGN=CENTER]لم أكن أعرف لغة البحر بالشكل المنّظر إلا عندما حملتني الموجة الغامضة على شراع المجهول لتنقلني إلى محيط من الوجوه و الأسماء أجهل تضاريسه و طقوسه ....
لملمت أوراقي و حزمت أشيائي المتناثرة في أدارج المكان الباهت بالألم ، يذكر لي أزمنة مختلفة قضيتها فيه لم يكن لي فيها إلا شظايا الارتياد البليد ، ولكنني أحببته و ألفته .... أخذت أودع بعيني كل المنعطفات التي اكتنزتها بقاياي الأخيرة ، علني لم أنتبه لتلك الدمعات التي سقطت من عيني مشواري إلا عندما رأيت دائرة رطبة على هالة التراب المنتشر في سطح المكان المهيب بالوداع ....
آن الفراق ... كلمة خرجت من شفاه تلك الدمعة فلم أستطع إلا الاختباء خلف صوتي المخنوق بالرحيل و المبعثر بالتساؤل ... بدأت أقرأ المجاديف مع كل هزة موج تحملني على جنباته أستدرج التفاؤل لشاطئ هادئ الرياح ينتقي العشب على مداد العمر لأضع عليه سيل الشعور المنزوي في ثنايا أمتعتي الشاحبة على متون الرجاء ....
لـَكم سبحت معها في أعماق أطيافي أتهجأ " فانتازيا " العبور حول بوارج المرافئ القادمة ... هاهي الرياح تحط قوافلي على محطة مسكونة بالحلم قد ارتادها حيزا من البوح أو الوقت ... بدأت ألتحف الصمت و العزلة في محاجر الوجوه التي بدت ترمقني بالتساؤل و الاقتراب .... مضى اليوم و الشهر و أنا مخبوءة في طقسي أكتشف بحدسي وجوها علها ترتادني لتضمني على بقايا الوجه الضائع في ثواني المكان القديم ....
و أخيرا رحل المكان المبعثر في ذاكرتي ، يتلاشى المغيب على أروقته الباهتة في شرفات المكان المضيء بالتواصل والاحتفال ، أزحت الستار عن أمشاج صمتي و سكبتُ وجهي قافية مبللة بشيء من العطر وشيء من الورد ، أهدي رحيقه لمرافئ الوجوه الساطعة في سماء لحني الجديد ....
رسائل :-
إلى الصور التي رسمتها بالضوء و أسكنتني الخيال ... إلى الأعين المخضرة بالمياسيم و النخل ... إلى الوجوه المخبوءة في وجهي و منها اجتزت الغروب ... أنثر زجاجة عطر أكتب فيها قلبي .... [/ALIGN]