كنت مساء البارحة في طريقي للاستراحة فإذا بأحد الزملاء يتصل بي ويقول : ( جب حليب السعودية على طريقك لأن < القداد > يلتهب في حلقي )!!!...
وقفت عند احد التموينات وكان هناك طفلين صغيرين لايتجاوزا السابعة من العمر يهمان بشراء مالذ وطاب من الكاكاو والبطاطس ونحو ذلك .
سألت صاحب التموينات هل لديك حليب السعودية ؟ فقال كيف لك أن تسأل مثل هذا السؤال !!! لولا أنني أرى بك علامات العقل لقلت انك من أحمق من رأيت منذ قدومي للسعودية !!
واستدرك قائلا : نعم انه موجود وبكثرة وبأحجام مختلفة... فانتقي ماشأت ... بعدها انتقي انا ماشئت من دريهمات في محفضتك الغراء الكريمة التي لاتقبل إلى الكرم والسخاء !!!!!!!!!!
قلت: ويحك اذا آتني بحليب السعودية بلتر كامل علة يشفي قداد ذلك الزميل المنتظر على احر من الجمر .
أتى بالحليب ــ القضية ــ وحاسبته واتجهت إلى سيارتي فلما امتطيت صهوتها فإذا بالطفلين يلحقان بي ويدقان زجاج السيارة ويحركان يديهما بإيحاء يقول : انتظر قليلا نريد أن نكلمك لحظة واحدة !!
فتحت شباك السيارة وقلت نعم هل تريدون مني شيئا ؟؟ فقالا : أبدا ولكن نريدك أن ترجع حليب السعودية لصاحب المحل وتستبدله بآخر غيره !!
فقلت لماذا ؟
فقالا : لأن هذا المنتج واصله دنمركي بشراكة من احد الشركات السعودية وأنت خير من يعلم كيف اسآءت الدنمارك الى الرسول عليه صلوات الله وسلامه .... فهلا قاطعت تلك المنتجات الدنمركية لنصرة نبيك ؟؟
والله انني خجلت من هذا الموقف وقلت لهم : ما شاء الله عليكم لقد نبهتموني إلى أمر نسيته انتم أحفاد الصحابة وانتم ابناء الإسلام يالكم من رائعين .
نزلت والخجل من السيارة وقلت لذلك البائع : قبحك الله كيف تضعني في هذا المأزق ؟ يالك من ارعن واحمق وكيف تبيع منتجات الدنمارك في بقيلتك المهترئة ؟؟
خذ حليبك واتقي الله وانصر دينك ونبيك واعطني بدلا منه حليب المراعي رعاك الله .
بعدها التفت واذا بالأطفال يشاهدون المناقشة وقالوا : أصحيح انك ستستبدل الحليب ؟ فقلت : نعم وذلك بفضل الله ثم بفضلكما وتنبيهكما فأنتم رجال وملاحظاتكم لاتبخلوا بها على احد من الناس . ونظر كل منهما الى الآخر مبتسما . ومن باب الفضول اصريت عليهما من أي عائلة هم فجاوبوني ( وهذا هو الشئ الوحيد الذي اتحفظ عليه وربما اكون مخطأ ) .
أرجو من القراء الأفاضل إبداء رأيهم بهذا الحدث
منقووووووول.
رد مع اقتباس
