يكتم العالم العربي_ المليئ بالجراح_ الليلة أنفاسه...
منتظراً إعلان الفائز بلقب " السوبر ستار" عبر مسابقة قناة المستقبل الفضائية ..
هذه المسابقة التي حازت على اهتمام الملايين من أبناء العالم العربي_ المليئ بالجراح _ لمدة ثلاثة أشهر!!
والسؤال الذي يطرح نفسه:
من ستحوز على اللقب ، رويدا أم ديانا ؟؟
لا بد أن يتخذ الإنسان العربي قراره وبدون أي ضغوط أو مجاملات!!
ولا بد أيضاً من النزاهة من الحكام وعدم الإنحياز ..
الجميع يجب عليهم المشاركة في التصويت ..
فهناك ريدا الشابة السورية ذات القوام الممشوق والهدوء الواضح والمشاعر المرهفة والأهم من ذلك الصوت الفيروزي الجميل!!
وهناك في الطرف المقابل ديانا الشابة الأردنية الأنيقة الجميلة ذات الإمكانيات الصوتية المتميزة!!!!
وهناك في طرف آخر لم تصله أضواء المسابقة العالمية: شباب برتقاليي اللون. يسكنون في أقفاص برونزية . متوسطي الجمال!!!
وهناك في طرف مظلم: أمة بأكملها. مائلة القوام. متوسطة الأناقة. مكتملة الغفلة.
وما على الإنسان العربي الليلة إلا التصويت..
هل يختار رويدا أم ديانا ؟؟
_ عندما تكبر السخافة ، يتعذر التعبير عنها بشكل واضح!
_ وعندما تتضخم التفاهة، تصبح غير مرئية!
_وعندما يحل السخط ، تكثر اللامبالاة!
في الوقت الذي تتدهده أجسام الكبار من أبناء العروبة في جوانتنامو.. ويعانون مما لا يعلمه إلا الله؛ تطالب الجماهير العربية ديانا بالتخفيفي من وزنها.
وفي اللحظة التي تبلغ فيها الآلام ذروتها في فلسطين المخذولة.. يتواطئ اللبنانيين على إسقاط رويدا ..انتصاراً لملحم اللبناني...
ألهذا الحد بلغت السخافة؟ وبلغ ضمور الإحساس لدينا؟
إن الغثيان أقل من أن يعبر عن مدى القرف الحاصل نتيجة هذا التوجه العارم.
أمة ضيعت ملفاتها وأصبحت تفتعل القضايا!!
تكتض الشوارع السورية بالملصقات التي تقول: صوتوا لرويدا..
وكأنها هي البطل القومي الذي ستعود بفوزه هضبة الجولان..
ياللعار والشنار..
ويتصل وزير الإعلام الأردني بديانا يخبرها بأن الحكومة.. كل الحكومة تقف معها و تدعمها!!
استجمع القدر العربي غلياناً ..فتبين أن الوجبة الدسمة ماهي إلا أندومي!!
هل مازلنا أمة بحق؟؟؟ أشك في ذلك!
إن أمم الطيور والزواحف عندها من الهموم مالا نمتلك بعضه.. أنا أجزم بذلك.
فإذا حل الشتاء انطلقت الطيور مندفعة بغريزة حب البقاء إلى الأماكن الدافئة..
ونحن تدفعنا غرائزنا إلى حيث النكهة!!
غدونا كالريشة في مهب الريح.. لم يبق لنا من الرشد بقية..
استمرأنا التفاهة ورضينا بالعيش في الشوارع الخلفية!!