السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم تكملت الجزء الثاني من قصة موسى عليه السلام مع الخضر
قال تعالى ((قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا))سورة الكهف آية 66
أي مماعلمك الله رشدا أي رشادايدلني على الحق وتحصل لي به هداية
فأجابه خضربماقال تعالى((قال إنك لن تستطيع معي صبرا ))سورة الكهف آية 67
يريدأنه يرى أمورا لايقره عليها وخضرلابديفعلهافيتضايق موسى لذلك ولايطيق الصبروعلل له عدم
استطاعته الصبر بقوله((وكيف تصبرعلى مالم تحط به خبرا))سورة الكهف آية 68
أي علماكاملا.فأجابه موسى وقدصمم على الرحلة لطلب العالم مهماكلفه الثمن
فقال((ستجدني إن شاء الله صابراولاأعصي لك أمرا))سورة الكهف آية 69
أي سأنتهي إلى ماتأمرني وإن لم يكن موافقالما أحب وأهوى
ثم دارحوار بين موسى وبين الخضر عليهما السلام
قال الخضرلموسى عليه السلام قال تعالى((قال فإن اتبعتني فلاتسئلني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا))سورة الكهف آية70
اي إذا صاحبتني لي طلب العلم لاتسألني عن شيء أفعله ممالاتعرف له وجها شرعيا اي حتى أكون أنا الذي يبين لك حقيقته وماجهلت منه
((فانطلقا))سورة الكهف آية71أي بعد رضاموسى بمطلب خضرانطلقايسيران في الأرض فوصلا ميناء من المواني البحرية فركبا
سفينة كان خضريعرف أصحابها فلم يأخذوا منهماأجرالإركاب فلماأقلعت السفينة وتوغلت في البحرأخذ خضرفأسافخرق السفينة
فجعل موسى يحشوبثوب له الخرق ويقول((أخرقتهالتغرق أهلها))سورة الكهف آية71على أنهما حملانابدون نول
((لقدجئت شيئاإمرا))سورة الكهف آية71أي اتيت ياعالم منكرا فظيعافأجابه
خضربماقص تعالى((قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا))سورة الكهف آية72فأجاب موسى
بماذكرتعالى((قال لاتؤاخذني بمانسيت ولاترهقني من أمري عسرا))سورة الكهف آية73أي لاتعاقبني بالنسيان فإن الناسي لاحرج عليه
وكانت هذه من موسى نسيانا حقا ولاتغشني بمايعسر علي ولاأطيقه فأتضايق من صحبتي إياك
قال تعالى((فانطلقا))سورة الكهف آية74بعدنزولهما من البحرإلى البر فوجداغلاماجميلاوسيما يلعب مع الغلمان فأخذه خضرجانبا وأضجعه
وذبحه فقال له موسى بماأخبرتعالى عنه:((أقتلت نفسازكية بغير نفس))سورة الكهف آية74أي زاكية لم يذنب صاحبهاذنبا تتلوث به روحه
ولم يقتل نفسا يستوجب بها القصاص ((لقدجئت شيئانكرا))سورة الكهف آية74أي أتيت منكرا عظيما يقتلك نفسا طاهرة لم تذنب ولم تكن هذه
نسيانامن موسى بل كان عمداإذلم يطق فعل منكركهذالم يعرف له وجها ولاسببا
فقدتقدم إنكار موسى على الخضر قتله الغلام بغير نفس ولاجرم ارتكبه وبالغ موسى في إنكاره
فأجابه خضر بماأخبر تعالى به في قوله ((ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا))سورة الكهف آية75لماسألتني الصحبة للتعليم
فأجاب موسى بما أخبرتعالى به في قوله :((قال إن سألتك عن شيء بعدها))سورة الكهف آية76أي بعد هذه المرة
((فلاتصاحبني))سورة الكهف آية76أي اترك صحبتي فإنك ((قدبلغت من لدني))سورة الكهف آية76
أي من جهتي وقبلي عذرا في تركك إياي
قال تعالى ((فانطلقا))سورة الكهف آية77في سفرهما ((حتى إذا أتياأهل قرية ))سورة الكهف آية77
أي مدينة قيل إنها أنطاكية ووصلاها في الليل والجوبارد فاستطعماأهلها أي طلبا منهم طعام الضيف الواجب له
((فأبواأن يضيفوهمافوجدافيها))سورة الكهف آية77أي في القرية ((جدارايريدأن ينقض))سورة الكهف آية77أي يسقط فأقامه
الخضروأصلحه فقال موسى له :(لوشئت لأتخذت عليه أجرا))سورة الكهف آية77
أي جعل مقابل إصلاحه لاسيماأن أهل هذه القرية لم يعطونا حقنا من الضيافة
وهنا قال الخضر لموسى ((هذا فراق بيني وبينك ))سورة الكهف آية78لأنك تعهدت إنك إذا سألتني بعدحادثة قتل الغلام عن شيء
أن تطلب صحبتي وهاأنت قدسألتني فهذاوقت فراقك
دعواتكم
ــــــــــــــــــــــ
وانتظرواالتكمله بالجزءالثالث
المصدر ايسر التفاسير لكلام العلي الكبير
تأليف أبي بكر الجزائري
الواعظبالمسجد النبوي الشريف