غريبون هم البشر في هذا الزمن، تعيش مع الإنسان أكثر من ربع قرن وتقول إني أعرفه كما أعرف نفسي تماماً، وتتباهى بتلك المعرفة، لكن فجأة يسقط القناع الذي ظل يرتديه طوال هذه المدة ويسقط معه تباهيك! وتسأل عن السبب لهذا الغدر والجرح وتظل تسأل.. وتسأل.. إلى أن تهتدي أخيراً للسبب، وهو أنك بكل بساطة لا تستطيع أن تقدم له شيئاً. فكل الذي كان عندك قد سلبه، ولكنه كان كريماً . فقد ترك لك الألم والحسرة وبقايا قلب لكنه جريح.
ثم ترجع مرة أخرى وتسأل من السبب أنا أم هو؟ وبعد حيرة وتفكير تكتشف أنك أنت السبب نعم. أنت. لأنك تتعامل بوجهك الحقيقي الطيب من دون ارتداء أقنعة.
ولكن يا لهذا الاكتشاف المتأخر ! لأن القناع لم يسقط عنه وحده ولكنه سقط عن كل الوجوه المحيطة بك، تصاب بفزع بخوف ببرودة شديدة من غدر البشر وتصبح كاليتيم، ويكاد اليأس يفقدك الثقة بنفسك ويشكك
بأفعالك وأقوالك إلى درجة تجعلك تقارب الانزلاق وارتداء مثل أقنعتهم، لأنهم على الصواب وأنت على الخطأ، ولكن يشاء الله أن تمد لك يد تسحبك بعيداً عن ارتداء تلك الأقنعة المزيفة، وتعلمك أنك أنت الذي على صواب وهم المخطئون ولكن يجب أن تتعامل بقليل من العاطفة وبكثير من العقل.
تحياتي
غاده